رياضية

هكذا تفادى ميسي الموت بأعجوبة!


نعود إليكم اليوم من خلال فقرتنا الأسبوعية “خفايا” التي نتناول فيها مقاطعاً من كتب مختلفة تتحدث عن نجوم من عالم كرة القدم واليوم سنرحل معكم لكتاب دوّنه الصحفي لوكا كايولي الذي قام بتدوين سير ذاتية للعديد من النجوم مثل زيدان ورونالدو قبل أن يصدر كتاب “الفتى الذي أصبح أسطورة” ليتحدث من خلاله عن مسيرة البرغوت الأرجنتيني ونجم برشلونة الأول ليونيل ميسي.

بالمقاطع الأولى من الكتاب تعتقد أنك ربما أخطأت العنوان وأنك اقتنيت أحد كتب الطبخ لكنك سريعاً تكتشف أن الغذاء مثّل جانباً بغاية الأهمية في حياة ميسي وحتى الآن حيث تتحدث والدته سيليا عن طبقه المفضل والمكون من لحم البقر والصلصة والبصل المقلي وشرائح الجبنة وتقول الوالدة أنها تضطر لطبخ هذه الوجبة مرتين أو ثلاثة أسبوعياً حين تذهب لزيارة ليو في برشلونة.

سيليا تقول مداعبة أنها تعتقد بأن هذه الوجبة إضافة لما يُعرف عربياً بمشروب “متّة” هما يحفزان ميسي للنجاح والمتّة تعرف أيضاً باسم الشاي التقليدي الأرجنتيني وهي كالشاي تمثل نوعاً من الأعشاب غير الضارة أو المحظورة لكن طريقة الشرب تختلف كثيراً عن الشاي وربما الصور الكثيرة لميسي وسواريز ونيمار وأغويرو ومعظم النجوم اللاتينيين كافية للتعبير عن المبدأ أما عملية صب وشرب الماء الدائم من الكأس تسمح لجلسة شرب المتة أن تطول أكثر وبالتالي تتحول لنوع من العادة أو شبه الإدمان تدريجياً لذا نشاهد الكثير من الصور للاعبين وهم يقومون بشرب المتة بعد انتهاء التمارين مباشرة أو المباريات أو حتى بالمطارات.

تتحدث الوالدة عن عدم تأثر ليو بالوجبات الراقية التي يعدّها أخيه الطباخ رودريغو كما أنه لا يتناول لحم الخنزير أو الحصان ويكتفي بلحم الدجاج أو البقر مشيرة إلى تمتع ميسي بذوق خاص بالطعام نشأ معه منذ الطفولة.

بداية تعلق ميسي وربط طعامه باللعب كانت بالطفولة حيث كان يعده مدربه بالحصول على الشوكولا بحال التسجيل فيذهب ميسي ويسجل ثمانية أهداف ليركض بعدها نحو المدرب فاتحاً يده وطالباً نصيبه وكان ميسي يفضل نوعاً أرجنتينياً تقليدياً يحوي بداخله الكاراميل وتقول الوالدة أنها تضطر حتى الآن لحمل الكثير من العلب منها معها حين تسافر لزيارته ببرشلونة.

وُلد ميسي بظروف صعبة بالأرجنتين حيث كانت الحرب تطوّق مشفى روزاريو من كل جانب عام 1987 لكن لحسن الحظ اتفقت جميع الأطراف على هدنه يوم 23 يونيو وهو ذات اليوم الذي توجهت فيه سيليا إلى المستشفى لتضع ابنها الثالث ولم تكُن عملية ولادة ليو سهلة بل تعرضت الوالدة لبعض المشاكل التي أجبرت الأطباء على تسريع الولادة من خلال عملية قيصرية ليأتي طفل بوزن 3 كيلوغرامات وطول 47 سنتيمتر لكنه ظهر بصحة جيدة.

بعمر 10 أشهر وبعد تعلمه المشي بأيام قليلة خرج ليو خلف أخويه إلى الشارع لكن الطفل تعرض لحادث أليم بعد أن صدمته دراجة هوائية مسرعة للغاية وأمام صغر سنه وحجمه اعتقد الجميع أن الطفل فارق الحياة لكن لحسن الحظ لم تكن إصابته إلا كسر باليد مع بعض الكدمات.

أول من آمن بموهبة ميسي كانت جدته فرغم صغر حجمه كانت تصرخ لأولاد الحي كي يمرروا الكرة له وتقول لهم أنه الوحيد القادر على تسجيل الأهداف كما أصرت على والديه كي يشتروا له حذاءً يناسبه للعب كرة القدم رغم عدم اقتناع أحد بقدرته على اللعب وهو ما تسبب بتعلق ميسي بها كثيراً أما الأم فتقول أن مجرد تهديد ميسي بحرمانه من لعب كرة القدم كعقوبة على أي تصرف خاطئ كان يجعله يتوسل كثيراً ويعتذر لتصحيح خطأه بسبب تعلقه الكبير باللعبة.

الأم سيليا تقول أن ميسي مازال حتى اليوم يحظى بذات الشخصية المتواضعة والخجولة التي كان يتمتع بها بطفولته مشيرة إلى أنه يفضل حتى الآن التجول في روزاريو رغم الحشد الهائل من الناس التي تتهافت عليه وتقول أنها لا تخاف عليه حين تقرأ أي افتراءات عنه لأنها تعرف بأنه لا يهتم لذلك لكنها تعمل على حزم حقائبها سريعاً والانتقال لبرشلونة حين تسمع نبأ إصابته لأنها تعرف مدى حزنه وتأثره بذلك وتختم بوصف ميسي بالقلب الكبير الذي يحيط باهتمامه كل أفراد عائلته دائماً.
اقرأ أيضاً… خفايا إبراهيموفيتش (3): شبح مورينيو وكذبة زلاتان طريق ميلان لتخفيض الصفقة
خفايا فيرغسون (4): لماذا غضب السير قبل لقاء برشلونة 2009؟ولماذا خسر النهائيين؟
خفايا غوارديولا (3): بيب المهووس لا يتوقف عن انتقاد ذاته ويكره التيكي تاكا
إلى هذا الحد سنختم الجزء الأول من الحكاية ونترككم حتى الأسبوع القادم لنتناول جزءاً جديداً من حكايا الليو وتدريجياً سندخل طبعاً ضمن ذكريات ميسي اللاعب ونجاحاته الكثيرة ببرشلونة.

يوروسبورت