رأي ومقالات

أخشي من اليوم الأسود الذي تختفي فيه بيوت العزاء الواقعية وتتحول الي بيوت عزاء اسفيرية


كيف تقيم او تقيمي عزاءا اسفيريا؟ ظللت اتابع كتابات أصدقاء وصديقات في الفيس بوك تبلغ بكل الم مهذب وموجز بالقول ان فلانا او فلانة المقرب او المقربة لي قد توفاه الله ورحل الان او هذا الصباح . هذه الأخبار او البلاغات تحول الفيس الي إذاعة وصحيفة مقروءة وتحيي تقليدا حميدا عرفناه عنهما عبر ما عرف بأخبار الوفيات. ولكن بدات الاحظ في الفترة الاخيرة ان هنالك من يعمل علي إقامة العزاء نفسه وتوطينه في الفيس. تكتب احداهن مثلا وباختصار شديد: اخوي مات/ أبوي مات . وتستطرد بعد قليل : الليلة وأي يا اخوي او يا أبوي . يسالها صديق. البركة فيكم يا —– ده متين الكلام ده ؟ فترد مباشرة: هسي دي، ووب ، ووب ، ووب.يسالها احدهم : الدفن متين؟ فتجيب علي التو: أهي الجنازة طالعة هسي. ::::: اها انا لاقاني كلام جنس ده

أخشي من اليوم الأسود الذي تختفي فيه بيوت العزاء الواقعية وتتحول الي بيوت عزاء اسفيرية . تذهب للفاتحة في مرحوم او مرحومة فلا تجد اثرا لأحد وقد تجد صبيا او صبية امام بيت المرحوم وتسال عن العزاء ليجيبك بكل هدوء : العزاء واللهي قالوا في بوست بنتو او ولدو فلان بالفيس بوك، ثم يلحق بك الصبي او الصبية وهو او هي تصيح : هاك هاك يا عمو ويسلمانك ورقة صغيرة مكتوب فيها اسم بن المرحوم او بنته بالانجليزية. او باسم وهمي باللغة العربية قد يكون : عارفني منك او زعلان جدا او شجن الذكري، او زعلان ساي او وقت الشاي ، او ساعي بريد او : واقف براي. مثلا .

د. وجدي كامل