عالمية

بعد أزمة الـ”بوركيني”.. تعرف على الـ”فيسكيني”


تسببت أزمة منع “البوركيني” على الشواطئ الفرنسية والجدل الواسع الذي ترافق معها في أوروبا، بإعادة تسليط الضوء على ملابس سباحة مشابهة تُدعى الـ”فيسكيني” وتلقى رواجاً واسعاً في الصين، وهي ملابس سباحة تغطي كامل الجسم لكنها تختلف عن البوركيني بأنها تغطي الوجه أيضاً، ولذلك تحمل الاسم “فيسكيني”.
وكان الجدل في أوروبا قد بلغ ذروته بعد أن انتشرت صور يظهر فيها رجال شرطة فرنسيون مسلحون يجبرون امرأة على خلع ملابسها على أحد الشواطئ الفرنسية التزاماً بقانون منع ارتداء “البوركيني”، وهو ما أثار حفيظة الكثير من النشطاء وغضب الجالية المسلمة في أوروبا وتسبب بانتقادات واسعة لفرنسا، لكن القضاء تدخل بعدها بأيام ليلغي أوامر منع ارتداء “البوركيني” التي كانت سارية في عدة مدن فرنسية بقرارات صدرت عن السلطات البلدية في تلك المدن.
وبينما أثير الجدل بشأن “البوركيني” في فرنسا فإن الانتعاش أصاب “الفيسكيني” في الصين، وهي ملابس سباحة شبيهة لكنها تغطي الوجه والجسم كاملاً، وتنتشر منذ سنوات في المناطق الشرقية من الصين، وخاصة مدينة كوينجداو الساحلية التي يقطنها نحو تسعة ملايين شخص.

وبحسب التقارير والصور المتداولة، فإن “الفيسكيني” مصمم من قماش مطاطي يغطي كامل الجسد بما في ذلك الوجه، لكنه يتضمن ثقوباً للعينين والأنف والفم، على أنه يتضمن رسماً على الوجه فيظهر كالقناع وأحيانا يتقمص شخصية كرتونية أو ما شابه ذلك.
ونقلت تقارير صحفية عن سيدة تُدعى وانج هيومي تبلغ من العمر 58 عاماً وتقيم في مدينة كوينجداو الصينية قولها: “أستخدم الفيسكيني منذ أكثر من 10 سنوات”، مشيرةً إلى أنها تذهب به الى الشاطئ بشكل يومي تقريباً خلال فصل الصيف.
وقالت السيدة إن “هذه الملابس أفضل بكثير من كريم الحماية من أشعة الشمس الذي يحتاجه من يسبحون في البحر، كما أن المياه في هذه المنطقة غالباً ما تميل إلى البرودة، وهذا النوع من الملابس مريحة وتمنح شيئاً من الدفء”.
وتقول التقارير الصينية إن الـ”فيسكيني” من ابتكار سيدة صينية تُدعى زهانج شيفان، وقد صممته في العام 2007 وباعته الى شركة “تاوباو”، وهو أحد أشهر المتاجر الإلكترونية على الإنترنت في الصين، ويشبه متجر “أمازون” الشهير في العالم الغربي.

وبحسب شيفان، فإن الهدف الأساس لتصميم الفيسكيني كان حماية السيدات اللواتي يسبحن من لدغات الحيوانات البحرية، إلا أنها تضيف: “كانت الحماية من أشعة الشمس هدفاً ثانياً للتصميم، إلا أنها أصبحت الهدف الرئيس حالياً لمن يطلبون هذه الملابس”.
وكشفت شيفان أنها باعت خلال الصيف الحالي، أي خلال أزمة منع “البوركيني” في فرنسا، أكثر من 20 ألف قطعة من “الفيسكيني” ، مشيرةً إلى أنها أطلقت في تموز/يوليو الماضي عدداً من التصاميم الجديدة والرسوم غير المسبوقة على “الفيسكيني”.

وتشير شيفان إلى أن أغلب مشتري “الفيسكيني” هم من النساء ممن هن في منتصف العمر اللواتي يرغبن بالمحافظة على التقاليد الأصلية لهم.
ويقول تقرير لشبكة “سي. أن. أن” الأميركية إنه في الوقت الذي سجلت مبيعات “البوركيني” انتعاشاً كبيرا بالتزامن مع محاولات منعه في فرنسا، فإن شيفان لم تتمكن من تحقيق مبيعات كبيرة خارج الصين حيث إن الرواج الواسع للفيسكيني لا يزال محصوراً في الصين.

وقالت شيفان: “حاولنا ترويج منتجاتنا في الخارج مع انتشار صور المنتج المنافس، لكننا تلقينا طلبات محدودة فقط اقتصرت على أستراليا وهونغ كونغ وتايوان”.
يشار إلى أن هيئات حقوقية عديدة في أوروبا ونشطاء وصحفيون احتجوا على الإجراءات الفرنسية التي قضت بمنع المسلمات من ارتداء “البوركيني” على الشواطئ، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة اعتداء على الحريات العامة والحريات الفردية للناس.

العربية نت