منوعات

حرمان الأبناء من التعليم.. الآباء في قفص الاتهام.. الاتجاه للعمل


أصابه اليأس من طول انتظار وهو على أمل أن يرأف والده عليه، الطفل محمد الذي لم يتجاوز عمره حتى الآن السادسة عشرة يسرح بأحلامه إلى أن يصبح مهندساً في المستقبل، حيث قام والده بمنعه من مواصلة تعليمه لكي يعمل معه في إحدى الورش وهو في كل ليلة يحلم بتحقيق الكثير من أمنياته إلا أن الرياح أتت بما لاتشتهي سفن والده القديمة المتهالكة.
لم يعد يحسب نفسه من شباب جيله، وكلما مرت الأيام يزداد قلقه على مصيره المجهول وهو ينظر إلى أقرانه وهم يتقدمون وهو بين عالم بعيد كل البعد عن ما كان يحلم به فلا يجد ما ينير طريقه في إيجاد مخرج له، بالرغم من أن الآباء هم الأشخاص الوحيدون في الحياة الذين يرغبون في أن يصبح أبناؤهم أفضل منهم ،هذه الحقيقة لا جدل فيها ولكن هنالك دائماً ما يكون الآباء على صواب بتفكيرهم الرجعي تجاه أبنائهم.
أسئلة مشروعة
القصة أعلاها تعتبر مدخلاً مناسباً للتطرق إلى موضوع في غاية الأهمية، وهو موضوع الآباء وفرض رأيهم على الأبناء ،ظاهرة أصبحت تلقي بظلالها على المجتمع، لذلك ألقينا الضوء على قضية في غاية الأهمية وهي: هل ما رسموه وخططوه لأبنائهم يتوافق مع ميول ومواهب وقدرات هؤلاء الأبناء، وهل على الأبناء أن يقبلوا ويرضخوا ويسيروا على الطريق الذي رسمه لهم آباؤهم؟ وفي حالة رفضهم لهذا الطريق كيف السبيل لمنع التصادم ومن هو صاحب القرار الأصوب؟.
أهمية الدعم والمؤازرة
في السياق تقول إسراء محمد معلقة على الموضوع إنها تعتبر مثل هذا التصرف قلة عقل وتخلفا وهروبا من المسؤولية ليس إلا، ومن الضروري أن يكون الأب هو الداعم الوحيد قبل أي شخص وأن يشجع أبناءه لكي يكون لهم مكان وشأن في المجتمع لا أن يحطم أحلامهم، وتضيف أن التعليم هو من أولويات الحياة، لذلك لا بد أن يحرص الآباء على أن يرسموا طريقا منيرا لحياة أبنائهم ويضمنوا لهم أقصى درجات السعادة والنجاح، وتتفق إسراء مع من يخالفون آباءهم في مثل هذا القرار لأنه لا يوجد خطأ تجاه حق والده، وتواصل “مثل ما الوالد له حق، فالمولود أيضاً له حق في أن يختار طريقه.
عصر العلم
ربة المنزل عواطف تقول لـ (اليوم التالي)، أنا حريصة جداً على أن يكمل أبنائي تعليمهم ولا يمكن لأي شخص أن يتدخل في مثل هذا الأمر حتى إذا وصلت علاقتي بزوجي إلى الانفصال، وتضيف : كل من يساهم في تدمير أبنائه يعتبر مجرما في حق ابنه وهو إنسان رجعي ومتخلف ليس إلا، “والعصر الانحنا فيهو دا مابتقبل لي انسان أُمي وجاهل” وستواجهه الكثير من العقبات في طريقه وهو يرى أبناء جيله منهم المهندس ومنهم الدكتور وبالتالي سيؤثر على نفسيته كثيراً.
غير منطقي
من جهته يرى غسان الأمين إذا كان الأب يطلب من ابنه مساعدته في عمله خلال فترة العطلة فلا مانع بل على العكس ستكون مفيدة للطفل بأن يتعرف على الحياة من زوايا أخرى ويُخالط الناس، ويتعرف على سُبُل العيش المختلفة، وذلك من شأنه أن يُقوي شخصيته ويفتح مداركه للمستقبل، أما أن يُخرج الأب ابنه من الدراسة للعمل فذلك قطعاً ليس مقبولاً، فطلب العلم أوجب من العمل، فلا ينبغي للأب أن يجني على ابنه ويحرمه من تعليمه لأجل حفنة من المال، ولكن عليه أن يسعى ليوفر لأبنائه العيش الكريم والبيئة الملائمة للتحصيل الأكاديمي حتى يتفوقوا في دراستهم ويكونوا سنداً حقيقياً له في المستقبل وعندما يكبر سنه ويحتاج لهم سيجدهم عوناً له.
توعية وتثقيف
أمل بخيت باحثة اجتماعية تقول: مما لا شك فيه أن الأبناء هم أعز وأغلى ما لدى الآباء ولكن الظروف بعض الأحيان تجبر الشخص على فعل ذلك ولكن ما يحدث في بعض الأحيان ودون أن يشعر الآباء أنهم يضعون في أثناء تخطيطهم لحياة أبنائهم أحلامهم الداخلية التي عجزوا عن تحقيقها ويرغبون من أبنائهم على اعتبار أنهم امتداد لهم في الحياة أن يحققوا هذه الأحلام الضائعة و كثير من الأسر تلجأ لمثل هذا الحل، ولكن عندما يكون الأب قد حرم من التعليم وشقي وتعب في حياته تكون رغبته ملحة ليجنب أبناءه ما تعرض له هو وهذا يعد إلى حد ما أمرا مفهوما ومقبولا، ولكن في الحقيقة يكون الأمر أكثر استهجانًا في حالة الأب الذي وصل لمرحلة متقدمة من التعليم والإدراك خاصة وأن الزمن الآن قد تغير والأفكار قد تبدلت ومع ذلك فهو يصر على أن يفرض رأيه على ابنه مثل هذا الأب هو الذي يلام وهو الذي يقع في دائرة الظلم لأنه أدرك وفهم جيدًا ما يعنيه أن يقرر الإنسان مصيره، ومع ذلك فهو يقهر ابنه ويجبره على ما ليس له فيه رغبة، وأضافت : هنا يحتاج الأمر لتعديل ووقفة لمعالجة الأمر بإقامة ندوات توعوية

 

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    التحدث عن التعليم موضوع
    مهم للغاية
    في نظري الاباء ليسوا سببا