منوعات

6 أوصاف للدواعش في أغنية قديمة لكاظم الساهر


إن كانت الأزمات والحروب قد مزقت العراق طائفياً وسياسياً، وإن كانت نبتة التطرف توارت خلف الحطام وألسنة اللهب والبارود، فلا شيء بات يضمد جراح العراقيين النازفة في الوطن والمهجر سوى صوت كاظم الساهر، الذي صمد عصياً على التصنيفات في بلاد يموت فيها الناس حسب الهوية، حيث ما إن يبتهل كاظم بمواله إلا وتذوب تلك الأجندة بين صدى “قراره” و”جوابه”، ويعود العراقيون عبر حنجرته إلى حضارة “سومر” و”بابل” وتحن النخيل للارتواء مجدداً من ماء دجلة والفرات.

كاظم الساهر في رائعته “تعالي أقبل وجهك” التي صدح بها عام (2007) في حفلة لا تنسى بالقاهرة كان يقرأ التاريخ اليوم، بل من شاهد انصهاره وإغماضه عينيه وأداءه الملحمي يشعر بأن كاظم في حالة خاصة يستشرف بها المستقبل، وهو يسرد أوصاف الميليشيات المتطرفة التي تهلك الحرث والنسل، صارخاً بأنهم:
يكرهون الحب
يكرهون الحياة
يكرهون الورد
يكرهون النساء
يكرهون النور
يكرهون السلام

وإن كان النص يصف معاناة بغداد، فإن ثمة شعوراً كان يخالجه بأن المعاناة أعم وأبلغ، ومسقط رأسه “الموصل” ستنام في فوهة البندقية وترزح تحت الظلام تبحث عمن يحررها اليوم ويأخذ بيدها إلى النور. إن المعاناة التي تمر الآن بكل من بغداد والبصرة لا يخفف من وطأتها إلا صوت كاظم الساهر، فهو ملاذ العراقيين الذي لا يحتله أحد، وهو واجهة للعراق المتسامح عندما فتح عينيه لأول مرة على أب سني يكفكف دمعة سقطت على خد أمه الشيعية.

العربية نت