الهندي عز الدين

“ايلا” .. لست في حاجة لكل هذا الهتاف !


{لم يكن والي الجزيرة الدكتور “محمد طاهر ايلا” في حاجة إلى إطلاق كل هذا الهواء الساخن ونعت خصومه في الولاية بأوصاف من شاكلة (الخفافيش)، ما دام أن الحشد الجماهيري الذي خرج لاستقباله وهو عائد من إجازة سنوية اعتيادية، يمثل في حد ذاته رداً واضحاً وقاسياً لمن يستغلون منصة الحزب أو المجلس التشريعي ضده .
{ثم إن لغة التحلل من حزب (المؤتمر الوطني) التي بدت تظهر مؤخراً على سطح بعض الأفعال ومتن كثير من الأقوال عند زمرة من المسؤولين في المركز والولايات غير مناسبة ولا جديرة بالاحترام، خاصة إذا كنا نعلم أن كل هؤلاء المسؤولين كباراً وصغاراً قد جاء بهم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية إلى هذه المناصب، ولم ينالوها عنوة واقتداراً وتحت لافتة (مستقلين) في انتخابات مفتوحة مع بقية القوى السياسية في البلاد .
{لماذا تتنكرون للمؤتمر الوطني اليوم بعد أن صنعكم من العدم وعلمكم الإدارة والسياسة .. وكبركم .. وجعلكم شأناً مرموقاً بين الناس .
{وحتى الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الديمقراطية في 30 يونيو 1989م، خططت له ورتبته ونفذته الحركة الإسلامية عبر الضباط المنتمين والموالين لها، ولم ينفذه تنظيم (الضباط الأحرار)، وما أظن أن هنالك من خرج على الناس سواء من الإسلاميين أو عامة السياسيين أو العسكريين من نفى صلة حركة 30 يونيو بالحركة الإسلامية، طيلة (27) عاماً منذ العام 1989وحتى يومنا هذا .
{نحن – كصحافيين – من حقنا أن ننتقد حزب المؤتمر الوطني وقيادته كل صباح، هذا واجبنا الدستوري والوطني، ولكنه ليس واجب الوزراء والولاة وكبار وصغار المسؤولين خارج قاعات ومكاتب الحزب .
{ثم إن “محمد طاهر ايلا” نفسه هو رئيس حزب (المؤتمر الوطني) في ولاية الجزيرة، بحكم منصبه، وإن كانت هذه من سلبيات التجربة الأخيرة، أن يكون الوالي رئيساً للحزب، فإما أن يكون غير مهتم أو راغب في رئاسة الحزب كما هو الحال في ولاية الخرطوم، أو متقاطع مع الحزب أو المجلس التشريعي مثلما يحدث في ولايتي الجزيرة والبحر الأحمر !!
{إذن لا خيار أمام الأخ “ايلا” غير أن يستقيل من رئاسة الحزب وبالتالي من منصب الوالي، أو يتم تعديل دستور الولاية ولوائح الحزب الحاكم .
{ورغم كل هذا وذاك فإن رئاسة الوالي للحزب لا تمنعه من أن يكون عادلاً بين جميع مواطني الولاية بمختلف انتماءاتهم السياسية والعقدية والفكرية، طوال ساعات الدوام الرسمي للدولة وهو جالس في مقعد الوالي، على أن يمنح الحزب الذي أتى به حاكماً بضع ساعات من وقته في فترة المساء والسهرة .
{إذن .. لماذا تطورت الأحداث بهذه الصورة الدراماتيكية في الجزيرة والبحر الأحمر، وقبلها في نهر النيل فأطاح المتنفذون بـ”ود البلة” عندما سبقوه إلى الخرطوم الحاكمة، فكان لهم ما أرادوا، دون أن تنهض نهر النيل من كبوتها وتأخرها بين الولايات ؟!!
{فليسقط المجلس التشريعي بولاية الجزيرة مشروع قانون صندوق التنمية الذي تقدم به السيد الوالي، هذه سلطتهم وهم أحرار حتى وإن كانوا متآمرين، وللوالي سلطات وأبواب وشبابيك أخرى يمكنه أن يعبر بها إلى مشروعاته وما يريد، فلم كل هذا التوتر ؟!
{لا أرى مبرراً لهذا الضجيج والهتاف والاستقبالات الجماهيرية لـ(والٍ) عاد من إجازته السنوية، ولم يعد من معركة حربية كبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات !!
{عزيزي الدكتور “ايلا” .. كن هادئاً .. تملك أعصابك .. وأعلم أن إنسان الجزيرة بطبعه (نقاد)، ولابد من الصبر على الانتقادات .
{ولا شك عندي أن ما قدمته خلال فترة وجيزة لم يقدمه عدة ولاة سابقين، ولكن لابد من إعطاء مؤسسات الرقابة والتشريع حقها، وهذا واجب دستوري .. لا مناص منه.

المجهر


تعليق واحد

  1. ولماذا تريد من ايلا أن يغير سلوكه في إدارة الأمور . شوف ليك موضوع آخر بدل تدخلاتك الما ليها داعي دي .