تحقيقات وتقارير

إسرائيل تمد يدها للسودان تل أبيب والخرطوم.. دلالات (التعاطف) المريب!!


أثار النبأ الذي نشرته إحدى الصحف الإسرائيلية، حول دعوة إسرائيل للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تحسين علاقاتهما مع السودان، انتباه المعلقين في السودان وفي الخارج، وتداوله السياسيون والدبلوماسيون والاستراتيجيون وعامة السودانيين باهتمام بالغ، خصوصاً أن النبأ يعكس دلالات عديدة، من بينها موقف الحكومة الإسرائيلية من سياسات السودان الخارجية وموقفه من إيران والمحور الخليجي، كما أن النبأ يكتسب أهميته لجهة أن الوسيلة التي نشر فيها الخبر هي صحيفة هآرتس الإسرائيلية المؤيدة للانفتاح الإسرائيلي الدبلوماسي والاستخباري، مقابل سياسة المواجهة في القارة الإفريقية في إطار حماية أمن إسرائيل بالتعاون الوثيق مع حلفائها الغربيين والولايات المتحدة الأمريكية.
الخبر الضجة
جاء موضوع الخبر المثير للجدل في عدد الصحيفة الصادر الأربعاء الماضي، حيث نُقل عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية، أن تل أبيب توجهت للإدارة الأمريكية ولحكومات دول غربية أخرى بطلب لتحسين علاقاتها مع السودان، وإبداء بوادر حسن النية تجاهها، على خلفية قطع الخرطوم علاقاتها مع إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم: إن السودان يتحرك نحو “المحور السني” الذي تقوده السعودية، وإن الإشارات الإيجابية من جانب الولايات المتحدة ستحدث “تغييرات إيجابية” في السودان على الرغم من أن إمكانية رفع العقوبات الأمريكية الأحادية عن السودان ليست على الطاولة، والحكومة الإسرائيلية اتصلت بالإدارة الأمريكية والدول الغربية الأخرى، وحثتها على اتخاذ خطوات معينة بغية تحسين علاقتها مع السودان.
تحليل إستراتيجي
الخبير الأمني العميد المتقاعد حسن بيومي يبدي اهتماما بالنبأ رغم سخريته من إمكانية توسط إسرائيل بين السودان وأمريكا والغرب، لكنه يعرب عن قلق كبير تجاه الاهتمام الإسرائيلي بعلاقة السودان والولايات المتحدة والغرب، ويرى أنه لا يوجد شيء في عالم السياسة بلا ثمن، وكأنه يشير ضمنياً إلى أن لإسرائيل أجندة خفية وراء هذا التوجه أو لعل بيومي يستهدي في ذلك بمقولة وزير خارجية أمريكا الداهية (اليهودي) “هنري كيسنجر” الذي أطلق في عقد السبعينيات من القرن المنصرم مقولته الشهيرة: (أمريكا لا تدفع ثمن ما يُهدى إليها)!
ويؤكد بيومي أن الوساطة الإسرائيلية في أمر تحسين العلاقات الأمريكية والأوربية مع السودان تعتبر مرفوضة، معتبراً أن للخرطوم ذخيرة دبلوماسية كبيرة مع معظم الدول الغربية لا يمكن تبديدها، وأن الوساطة الإسرائيلية تقود إلى توتر العلاقات السودانية مع العرب خاصة الفلسطينيين والجامعة العربية.
ويضيف أن الأمريكان إذا أرادوا تحسين العلاقة مع الخرطوم لا يحتاجون إلى وساطة، بل يجب عليهم أولاً التعامل مع النظام القائم الآن في الخرطوم.
ومع ذلك، يعرب بيومي عن شكوكه وقلقه من جعل إسرائيل تسعى للتوسط في حل علاقات السودان الخارجية.
تناقض المواقف
الصحيفة الإسرائيلية ذكرت في تقريرها الإخباري “إن موضوع علاقة السودان بأمريكا والغرب كان مدار بحث خلال المحادثات التي أجراها نائب وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية توم شانون في القدس الأسبوع الماضي. كما أجرت إسرائيل محادثات مماثله مع فرنسا وإيطاليا ودول أخرى في أوروبا في ذات الخصوص”.
وهذا ما جعل السفير أحمد البدري يبدي استغرابه من أن تكون إسرائيل صاحبة فكرة سياسة احتواء السودان، وهي ذاتها من وضع السياسية الأمريكية الكبيرة تجاه الشرق الأوسط وتعتبر السودان أحد دول المواجهة، ويضيف البدري في حديثه لـ(الصيحة) أن إسرائيل قامت في وقت سابق برسم العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وقد حددت إسرائيل محاصرة السودان اقتصادياً حتى لا ينمو.
ويعتقد البدري أنه على الرغم من حديث المسؤولين الإسرائيليين للمبعوث الأمريكي إلا إنه لا يجوز تجاهل “الخطوات الإيجابية” التي أقدم عليها الجانب السوداني، وأن الخرطوم تحاول إقناع واشنطن بشطبها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب, بينما تقول إسرائيل إنهم يدركون أن واشنطن لن ترفع عقوباتها المفروضة على (حكومة) الرئيس البشير، لكنهم أصروا على أن تكثيف الحوار مع الحكومة السودانية سيمثل “خطوة إيجابية” .
بيد أن البدري عدَّ زيارة المبعوث الأمريكي الأخيرة إلى إسرائيل والتي تجيء في إطار الانتخابات الأمريكية، منوهاً إلى أن أي مرشح أمريكي يسعى إلى التقرب من إسرائيل من خلال مراعاة مصالحها كافة “حتى ترضى”.
وساطة غير جادة
“هآرتس” أكدت أن إحدى الرسائل التي بعثت بها إسرائيل لواشنطن عبر شانون تتعلق بضرورة تحسين العلاقات الأمريكية السودانية، وأضافت الصحيفة (إسرائيل تعتقد أن الخرطوم قطعت علاقاتها مع طهران منذ عام، واعتبرت الخطوة مثابة تعليق لصفقات توريد الأسلحة إلى قطاع غزة التي تزعم إسرائيل أن للسودان علاقة بها.
يصف السفير البدري الذي عمل سفيراً في الولايات المتحدة عقب حرب 1967م “النكسة”، المطالبة الإسرائيلية بغير الجادة معللاً ذلك بأن الولايات المتحدة الأمريكية تتبع السياسات الإسرائيلية من باب أنها مسؤولة عن الأمن الاسرائيلي في الشرق الأوسط بصورة مباشرة, بالرغم من حديث المسؤولين الإسرائيليين للمبعوث الأمريكي إنه لا يجوز تجاهل “الخطوات الإيجابية” التي أقدم عليها الجانب السوداني، وأن الخرطوم تحاول إقناع واشنطن بشطبها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وتقول إسرائيل إنهم يدركون أن واشنطن لن ترفع عقوباتها المفروضة على (حكومة) الرئيس البشير، لكنهم أصروا على أن تكثيف الحوار مع الحكومة السودانية سيمثل “خطوة إيجابية” .
السفير لا يتوقع أي استجابة من أمريكا والغرب في هذا الخصوص، ويحث على عدم التعويل على مثل هذه المبادرات، وأنه يجب أن لا يعتمد السودان على حلم رفع الحصار الاقتصادي والسياسي، داعياً الحكومة إلى ضرورة الاعتماد على النفس وأن أي تغيير في المواقف الأمريكية والإسرائيلية غير وارد حتى في ظل انتخاب أي رئيس جديد للولايات المتحدة إلا في حالة الرضوخ كتجربة مصر التي أبرمت مع إسرائيل اتفاقية “كامب ديفد” وهو أمر مرفوض شعبياً وسياسياً في السودان.
حافز ضمني
من جهة ثانية، فإن الخطوة الإسرائيلية نحو السودان تبدو وكأنها حافز ضمني على جهود السودان المكثفة في الحملة الدولية لمكافحة ما يسمى بـ(الاتجار بالبشر)، ويعضد هذا الاتجاه تحليل السفير البدري الذي يرى أن الخطوة الإسرائيلية ربما تجيء نتيجة آثار جانبية لتصدي السودان للاجئيين الذين يدخلون إلى أوربا بصورة كبيرة عبر الصحراء السودانية والليبية، ومن ثم “يمتطون” الزوارق و”السمبك”، وفي هذا الإطار – يضيف البدري: تبدو الخطوة الإسرائيلية تشجيعية حتى لا يفتح السودان الباب لدخول اللاجئين إلى أوربا، وليس كما زعم أحد المسؤولين الأمريكيين لـ(هآرتس) بأن إسرائيل قد استخدمت علاقاتها الواسعة في أوروبا لمساعدة السودان في معالجة قضية ديونه الخارجية الهائلة والتي تبلغ قرابة 50 مليار دولار.
أمن إسرائيل:
وما يعزز حديث البدري أن اسرائيل أطلقت التحذيرات لشركائها الغربيين من أن انهيار الاقتصاد السوداني سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في القارة الإفريقية وإيجاد ملاذات للإرهابيين، بينما يقول البدري لـ(الصيحة) إن إسرائيل تعمل تحت الحماية الأمريكية وأمريكا تتصدى لأي دولة تهدد الأمن الإسرائيلي. وقال ساخراً: لا أظن أن هناك تعاطفاً إسرائيلياً مع السودان لأنه في نظر الحكومات الإسرائيلية والإمريكية عدو كبير، وما يؤكد ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية قصفت بالصواريخ السودان “مصنع الشفاء” كما قامت إسرائيل بغارات حربية لسلاح الجو الإسرائيلي على مواقع داخل السودان آخرها قصف “مصنع اليرموك” جنوبي الخرطوم.
كل ذلك يدفع السفير البدري ليجزم بأنه لا يوجد بصيص ضوء لأي مصالحة مع أمريكا أو إسرائيل ويضيف: “وجههم قبيح جداً تجاهنا، ولا أظن الخير في أي سياسات للهدنة فهم يمارسون ضغوطاً على السودان لكي لا ينعم بالاستقرار والنمو).

الصيحة


‫9 تعليقات

  1. عدوك لو ما قدرت عليهو تصاحبو. واسرائيل خلاص عرف دعم التمرد والتمرد علي زوال وعلي نهايتها عشان كدة ودة السبب علي ما اعتقد لانو حاقد ورقة الضغط علي الخرطوم من دون المتمردين

  2. من مصلحة إسرائيل أن تمد يدها للسودان لانها ستستفيد فائدة عظيمة لما يتمتع به السودان من موقع استراتيجي في أفريقيا وأيضا آسيا من ناحية البحر الأحمر . كل شيء جائز وممكن في عالم السياسة . وبقدر المكاسب المادية والأمنية للطرفين إلا أن هذا الحال لن يعجب دول الجوار والفلسطينيين .

  3. ﻋﺮﺑﻰ – ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻵﻳﺎﺕ : ۞ ﻭﺇﻥ ﺟﻨﺤﻮﺍ ﻟﻠﺴﻠﻢ ﻓﺎﺟﻨﺢ
    ﻟﻬﺎ ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ۚ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ
    ﻋﺮﺑﻰ – ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ : ﻭﺇﻥ ﻣﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺤﺮﺏ
    ﻭﺭﻏﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﻤﺘﻜﻢ ﻓﻤِﻞْ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ – ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﻭﻓَﻮِّﺽْ
    ﺃﻣﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺛﻖ ﺑﻪ . ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻷﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ، ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ
    ﺑﻨﻴَّﺎﺗﻬﻢ

  4. السودان قدم الكثير من اجل القضيه الفلسطينيه ومن وراء ذلك اكتسب عداء الغرب وتجاهلته الدول العربيه الخاضعه للاداره الامريكيه حتي لا تتضرر من التعاون مع السودان كل ذلك دفع فاتورته الانسان السوداني البطل
    برايي الشخصي ارى انه أن الاون أن نقول اغمضي ياعين وافتحي ياعين (اليهود افضل من كثير ))

  5. ظل السودان لمدد طويلة يدور في فلك السياسة الايرانية والقذافية الاندفاعية وظل إعلامنا المرئي والمسموع يصف دولة الكيان الصهيوني ب (العدو الاسرائيلي ) من بين جميع مايسمى بالدول العربية حتى دول المواجهة لم تجرؤ على ما أقدم عليه السودان.
    وعلى أية حال لا ينصلح حال الوطن من بعد عون الله إلا بتحسين علاقاته الدولية خصوصا مع الغرب ومفتاحه عند اسرائيل ومن ثم
    نفي صفة الإرهاب التي ألصقت زورا بأكثر شعوب العالم أمانا والغرب متأكد من ذلك وكذا دويلة العبريين لكن ربنا يهدي ساستنا من
    العاطفة الزائدة والمخاطرة بشعبنا الصبور المحتسب.
    أنا أرى أن لا مانع من وجود علاقات مع اسرائيل مع الحذر من غدر اليهود واستخباراتهم والاستفادة منهم علميا وتجاربا. فهم ينظرون
    للسودان لريادته أفريقيا وعربيا ولموقعه الجغرافي الاسترتيجي على البحر الأحمر وكبوابة انطلاق لهم على أفريقيا. والله نسأله أن
    يحفظ لنا وطننا وكل بلاد المسلمين إنه ولينا وهو على كل شيئ قدبر.

  6. ظل السودان لمدد طويلة يدور في فلك السياسة الايرانية والقذافية الاندفاعية وظل إعلامنا المرئي والمسموع يصف دولة الكيان الصهيوني ب (العدو الاسرائيلي ) من بين جميع مايسمى بالدول العربية حتى دول المواجهة لم تجرؤ على ما أقدم عليه السودان.
    وعلى أية حال لا ينصلح حال الوطن من بعد عون الله إلا بتحسين علاقاته الدولية خصوصا مع الغرب ومفتاحه عند اسرائيل ومن ثم
    نفي صفة الإرهاب التي ألصقت زورا بأكثر شعوب العالم أمانا والغرب متأكد من ذلك وكذا دويلة العبريين لكن ربنا يهدي ساستنا من
    العاطفة الزائدة والمخاطرة بشعبنا الصبور المحتسب.
    أنا أرى أن لا مانع من وجود علاقات مع اسرائيل مع الحذر من غدر اليهود واستخباراتهم والاستفادة منهم علميا وتجاربا. فهم ينظرون
    للسودان لريادته أفريقيا وعربيا ولموقعه الجغرافي الاسترتيجي على البحر الأحمر وكبوابة انطلاق لهم على أفريقيا. والله نسأله أن
    يحفظ لنا وطننا وكل بلاد المسلمين إنه ولينا وهو على كل شيئ قدبر.

  7. حرام عليكم تضعوا علم السودان الى جانب الصهيوني حتى لو صورة