عالمية

خلاف روسي أميركي يلقي بظلاله على «هدنة العيد»


ذكر مسؤول كبير في الخارجية الأميركية أن بلاده وروسيا أحرزتا تقدماً بشأن اقتراحات لوقف إطلاق النار في عموم سوريا، غير انه أشار إلى أنه ليس واضحاً ما إذا كان التوصل لاتفاق نهائي ممكنا وهو الأمر الذي قاد على ما يبدو إلى تقليص أجندة الاجتماع من أهدافها الاستراتيجـــية، المتمـــثلة بتفــــعيل خطة السلام التي تبناها المجتمع الدولي في نهاية 2015 التي تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، إلى الأولويات الملحة ممثلة بهدنة تــــمتد أيام عيد الأضحى وإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

جاء ذلك إثر لقاء وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا ، الذي انعقد أمس في جنيف.

ورغم توقف الاجتماع الذي ضم الوزيرين، تواصلت المشاورات بين الخبراء الروس والأميركيين بلا انقطاع. وهو ما حافظ على منسوب الأمل باستئناف الاجتماع والتوصل إلى اتفاق من نوع ما.

غير أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري اللذين استأنفا لقاءهما في جنيف بعد تعليق لمدة ساعة، ركزا في محادثاتهما على صياغة اتفاق هدنة أيام عيد الأضحى في سباق مع الزمن لتحقيق اختراق في المحادثات الصعبة؛ غير أن حتى هذه الأولوية الملحة تضررت على انشغال العالم بتداعيات التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية، وأربكت اجتماع الوزيرين حول سوريا.

وأكد وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، أن الولايات المتحدة وروسيا تحققان تقدما في المناقشات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، مضيفاً أنه يأمل بتسوية الخلافات المتبقية في الأيام المقبلة. وأوضح شتاينماير في مؤتمر صحافي في برلين إن الاتفاق الذي تجري مناقشته يتضمن وقف القتال في سوريا لمدة 7 – 10 أيام، مؤكداً في الأثناء أن الجانبين حققا تقدماً ولكن لا تزال هناك قضيتان أو ثلاث لم تحل بعد.

يذكر أن كيري وصل فجر أمس إلى جنيف، واضعاً حداً للشكوك حول واقعية عقد اللقاء الذي يجب أن يكلل مشاورات مفصلة بين خبراء روس وأميركيين مستمرة في جنيف منذ أسبوع.

أما لافروف فوصل إلى جنيف مساء الخميس، حيث اجتمع مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي قرر إلغاء زيارته للقاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب، بغية الانضمام للمشاورات الجارية في جنيف والرامية إلى التوصل لاتفاق جديد خاص بوقف القتال في سوريا.

فارق كبير

من جهته، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن نجاحاً محتملاً للمفاوضات بين الروس والأميركيين حول سوريا يمكن أن «يحدث فارقاً كبيراً» بالنسبة للمساعدات الإنسانية، لكن أيضاً لاستئناف العملية السياسية.

الأمم المتحدة: النظام أوقف المساعدات

قالت الأمم المتحدة، إن الحكومة السورية أوقفت فعلياً قوافل المساعدات هذا الشهر، وإن الوقود على وشك النفاد في مدينة حلب المحاصرة، ما يجعل محادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف أكثر إلحاحاً.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين للصحافيين في جنيف «قوافل المساعدات في سوريا متوقفة في الوقت الراهن» على الرغم من استمرار تشغيل جسر جوي إلى مدينة الحسكة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق البلاد.

وتنفيذ عدد قليل من عمليات الإجلاء من بلدتي الفوعة ومضايا المحاصرتين. وأضاف أوبراين أن الحكومة السورية تراجع خطط الأمم المتحدة للمساعدات شهرياً، وإن موافقتها المتأخرة والجزئية على برنامج هذا الشهر تعني عدم دخول مساعدات حتى الآن.

البيان