منوعات

مراهق مغربي مازح معلمته الألمانية برمي قنبلة مزيفة عليها.. فبماذا قضت المحكمة ضده؟


انتهى ما اعتقده مراهق مغربي مجرد مزحة وهو يقف أمام هيئة المحكمة بتهمة “زعزعة الأمن العام”، بعد أن رمي قنبلة يدوية مزيفة تحت أقدام معلمته في باحة المدرسة وهو يصيح “الله أكبر” ثم فرّ.

وبعد صدمة دامت لثوان أدركت المعلمة – البالغة من العمر 35 عاماً – والواقفون معها في باحة المدرسة حقيقة الأمر، لكن ذلك لم يمنعها من الاتصال بالشرطة ومحاكمة المراهق.

ومثل المغربي أنس ك، طالب المرحلة الإعدادية الذي تم حجب كنيته وفقاً لقوانين الخصوصية السائدة في البلاد، أمس الخميس أمام المحكمة الابتدائية بمدينة دوسلدورف بولاية شمال الراين فستفاليا عن الحادثة التي جرت في شهر مايو/أيار الماضي.

واتهم المراهق البالغ من العمر 15 عاماً بـ”زعزعة الأمن العام” في المحاكمة التي جرت وراء أبواب مغلقة ودامت ٤٠ دقيقة بحضور والدته، وبدا فيها خجولاً، بحسب موقع صحيفة بيلد.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم المحكمة مارسيل دو تأكيده أن الطالب أقر بجرمه، وأنه “يعتقد بعدم وجود خلفية جهادية للقضية”، مشيراً إلى أن الطالب “استلهم ما فعله على ما يبدو من فيديو على شبكة الإنترنت، وقام أصدقاؤه بتشجيعه على فعل ذلك قائلين: “فلتفعلها”.

وكان الطالب قد أقر في وقت سابق لدى استجوابه من قبل الشرطة بما فعله، منكراً أن يكون لذلك أي خلفية، مدعياً أنه وجد القنبلة المزيفة في الباحة.

وبالنظر إلى أنه ليس لأنس سوابق جنائية قضى القاضي المختص بقضايا الشباب بإغلاق ملف القضية شرط قيامه خلال فترة ٤ أسابيع بالعمل ٢٠ ساعة خدمة اجتماعية، لمرتكبي الجنايات للمرة الأولى، لدى مشروع شبابي يدعى “غيلبه كارته” (البطاقة الصفراء)، إلى جانب كتابة مقال من ٣ صفحات عن موضوع “لماذا لا يتوجب عليّ أن أمزح أيضاً عبر دمى الأسلحة؟”.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن متحدث باسم المحكمة قوله إن “المحكمة أوضحت للشاب كم هو خطر فعل مثل هذه المُزح”، مضيفاً أنه كان من الواضح تأثر الطالب بالقضية وإدراكه أن ما فعله كان فكرة سيئة.

وفيما إذا كان الحكم الصادر مخففاً، قالت الدكتورة سيلفيا بوركرت مديرة نقابة العاملين في سلك التعليم والعلوم في دوسلدورف، إنها لا تعرف خلفيات القضية لكنها تتمنى أن يتم تسوية مثل هذه الأمور في المدرسة.

وأضافت بوركرت، التي تعمل منذ أكثر من ٣٠ عاماً كمدرسة، أن هناك إجراءات تربوية كثيرة يمكن من خلالها أن يتعامل المعلمون وإدارة المدرسة التفاعل مع مثل هذه القضايا.

واكتسبت مثل هذه القضايا المتعلقة باليافعين حساسية في ألمانيا في الأشهر الماضية، إذ شهدت مدينة ايسن في الولاية نفسها بعد تسجيل هذه الواقع بأسابيع هجوم نفذه طلاب على معبد للسيخ.

كما نفذ في شهر يوليو/تموز الماضي مراهق مريض نفسياً، ألماني-إيراني، هجوماً في ميونيخ أودى بـ9 أشخاص.

هافغنتون بوست