تحقيقات وتقارير

يا “المسافرين”.. “بالسلامة” بجانب مشاركتها في تفويج البصات السفرية تكشف غرفة عمليات مرور الخرطوم عن إجراءات صارمة ستتخذ ضد سائقي المركبات غير الملتزمين


كانت حركة الميناء البري بالخرطوم مختلفة تماماً، وكذلك السوق الشعبي بأمدرمان الذي دبَّت فيه حركة الأسر والمسافرين لقضاء عطلة العيد الكبير (الأضحية) مع أهلهم وذويهم في ولايات بلادي المختلفة.. قبل اكتمال شروق الشمس صباح (الخميس)، وفي مشهد متكرر مع اقتراب الأعياد كانت البصات ذات المسميات العديدة والألوان المختلفة تصطف لإيصال قاصدي السفر عبرها؛ أسراً كانوا أو أفراداً إلى مدنهم التي يبدو بالنسبة لبعضهم الوصول إلى بعضها شاقاً ومرهقاً ومحفوفاً بالمخاطر، سيما وأن الكثير من طُرقها ارتوت بدماء سالكيها من المسافرين وحصدت أرواح العشرات منهم. ثمة تحوطات وإجراءات أعلنت عنها الإدارة العامة للمرور خلال الأيام الماضية لتحقيق السلامة المرورية وضمان وصول المسافرين إلى ذويهم بسلام.

وبحسب ما كشفت عه نغرفة عمليات مرور ولاية الخرطوم (الأربعاء) الماضي فثمة خطة ذات ثلاثة محاور لتنظيم حركة المرور بالطرقات داخل ولاية الخرطوم، وعلى طرق المرور السريع بالتنسيق مع إدارة الموانئ البرية، وبالاشتراك مع إدارة المرور السريع في ما يتعلق بتفويج رحلات البصات السفرية من الخرطوم إلى مدن البلاد المختلفة، وبالعكس، بناءً على موجهات كانت قد صدرت أواخر الأسبوع المنصرم من اللواء خالد بن الوليد مدير الإدارة العامة للمرور ورئاسة الشرطة، بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لضمان سلامة وصول المواطنين والأسر للاحتفال بالعيد مع ذويهم. ووفقاً لحديث العميد شرطة أحمد المصطفى محمد علي مدير غرفة عمليات مرور ولاية الخرطوم لبرنامج (الصفحة الأولى)، الذي بثته الإذاعة السودانية نهار (الأربعاء)، فإن إدارته أيضاً -بجانب مشاركتها في تفويج البصات السفرية- لديها خطة واضحة المعالم لترتيب وتنظيم الحركة في أسواق العاصمة المثلثة، التي قال إنها ستشهد خلال الأيام المقبلة ارتفاع في أعداد المواطنين في الأسواق، بجانب ترتيبات في مسألة الوقوف الصحيح، وتحويل بعض الطرق للعمل بنظام الاتجاه الواحد لتسهيل انسياب حركة المواطنين وسياراتهم، مع الإبقاء على الانتشار المروري خاصة في التقاطعات المهمة لمتابعة حركة سير المركبات.

حسناً، كانت التوجيهات حاضرة في حديث العميد شرطة أحمد المصطفى للأسر بضرورة عد ترك الأطفال للعب خارج الحدائق المتاخمة للطرق لضمان سلامتهم، بجانب دعوته سائقي المركبات خلال عطلة العيد بأن لا يعدوا مسألة خلو الطرقات مدعاة لزيادة السرعة. وتابع مصطفى قائلاً: “يجب الالتزام أيضاً بإشارات المرور وعدم قطع الإشارات الحمراء بمبررات أن الاتجاه الآخر خال”. وزاد: “احترام القانون يدل على ثقافة وحضارة الأمة ومستخدمو الطريق والقانون أولى بالاحترام ولا داعي للاجتهاد في تفسير الحكمة من التشريع”. وكشف عن خطة أخرى وتنظيم دوريات مرورية على طول الطرق المؤدية لأماكن الرحلات، مثل جبل أولياء، وخلافها، وضبط سرعة سائقي الحافلات والمركبات، إضافة للمتنفسات على شارع النيل، وتوجيهاته بضرورة أن يوقف الخارجين للنزهة سياراتهم بالطريقة الصحيحة والتنبه لأطفالهم عند عبور الطريق رغم الانخفاض الذي بات ملحوظاً في أعداد المركبات في شوارع الخرطوم لمغادرة الكثيرين للاحتفال بالعيد في الولايات.

ولضمان سلامة المسافرين أيضاً كشفت الغرفة على لسان مديرها عن إجراءات صارمة ستتخذ ضد سائقي المركبات غير الملتزمين بالتفويج أو الشحن من خارج الموانئ في إشارة منها ناتجة عن ملاحظتها للكثير من المركبات، خاصة ما تسمى بـ (الشريحة) و(الهايس)، وأن هناك نقاطاً حاكمة ونقاطاً رقابة في مخارج الطرق يتم فيها إيقاف أي مركبة مسافرة خارج الفوج. ومضى مصطفى قائلاً: “حتى يصل المواطنون إلى ولاياتهم ومناطقهم سالمين يجب الالتزام بما يسمى بالتفويج البشري، أي إركاب فرد من شرطة المرور في المركبة لمراقبة عدادات السرعة والتحكم فيها لإيصال المسافرين بسلامة، بعدها نقوم بإجراءات حيال المخالفات، كأن نستدعي المركبة ويتم حجزها ومراجعتها، واتخاذ كافة الإجراءات لاحقاً، لكن في الوقت ذاته لا يمكن إلا إذا توفرت لدينا وسيلة أخرى نقوم بإنزال المواطنين وإركابهم فيها ضمن الفوج، وبعدها نتخذ إجراءتنا كاملة مع المركبة خارج الفوج”، منبهاً في الوقت ذاته السائقين إلى ضرورة الالتزام بالسفر عن طريق الفوج حتى لا تتحوَّل أفراح الناس إلى أحزان، مضيفاً بالقول: لدينا إجراءات صارمة وعقوبات رادعة وفق منطوق القانون في انتظار المخالفين للوائح المرور والسفر خارج الفوج، تبدأ بالسجن لمدة (12) شهراً أو الغرامة أو الحكم بأي عقوبة أخرى. وبحسب الغرفة، فإن هناك محطات خاصة باستبدال السائقين، الهدف منها تبديل أي سائق أحس بالإرهاق بآخر، خاصة في الرحلات الطويلة، حتى يتم إيصال الرحلة والركاب على متن الباص بسلام لوجهتهم. وشدد على السائقين ضرورة الالتزام باستخدام المصابيح القانونية تفادياً للحوادث، بالأخص في الليل. وطبقاً لمعلومات تحصلت عليها (اليوم التالي)، فإن الرقابة تشمل طريق الكدرو، الجيلي شندي، عطبرة، طريق شريان الشمال أمدرمان وشارع الكلاكلة، جبل أولياء، كوستي النيل الأبيض، سوبا، الباقير، مدني، الجزيرة شرق، العيلفون، التي أيضاً ستصبح مداخل في التفويج العكسي من الولايات للخرطوم.

الخرطوم – المقداد سليمان
صحيفة اليوم التالي