صلاح الدين عووضة

زمان (آح) !!


*فور تخرجهم اتفق ثلاثتهم على (تفاهمات) مشتركة..

*أن يتوظفوا ويتزوجوا ويبكر كلٌّ منهم بولد إن شاء المولى..

*والولد هذا اسمه صلاح ولا (نقض للعهود والمواثيق)..

*وشاءت إرادة المولى- فعلاً- أن (يبكر بوليد) كل واحد منهم..

*وأوفى الوسيلة بوعده- إذ كان أول (المبكرين)- وجاء صلاح الأول..

*وتبعه محمود سيد احمد بصلاح الثاني وكان الاسم جاهزاً..

*ثم أتى صلاح الثالث- كاتب هذه السطور- ولكن عقب ولادة متعثرة..

*ليست ولادته هو نفسه- الطبيعية- وإنما ولادة الاسم..

*فقد أصر جداه- رأساهما وألف سيف- ألا يكون حق التسمية إلا لهما..

*ولكل منهما اسمه الخاص الذي لا يغادر متردم عائلته منذ زمان عنترة..

*وأصر والدي على الاسم الذي تواثق عليه مع صديقيه المذكورين..

*وتراضى الثلاثة- أخيراً- على الاحتكام إلى ضربات الجزاء الترجيحية..

*ونعني بها هنا القبول بما تفضي إليه (القرعة)..

*ووُضعت قصاصات الأسماء داخل طاقية ونُودي على طفلة لجذب إحداها..

*وفي كل مرة تنتقي الأقدار اسماً بعينه هو صلاح..

*وفي كل مرة يرفض الجَّدان الاسم ويحيلانه إلى (الصالح العام)..

*ولم يرضخا لمشيئة هذه الأقدار إلا عقب المرة الثالثة..

*ثم تشاء الأقدار نفسها أن يشهد صلاح زماناً يتمنى فيه لو يرجع لعهد (آح)..

*وهو الاسم الذي كان يطلقه عليه أحد صغار الأسرة..

*وأعني زمان (التفاهمات) و(الصالح العام) و(نقض العهود والمواثيق)..

*ويصبح صلاح الأول- ابن الوسيلة- أستاذاً مغترباً وهو شاب..

*ويصير صلاح الثاني- ابن محمود- طبيباً مغترباً وهو حديث التخرج..

*ويضحى صلاح الثالث مدير فرع مصرف وهو (يافع)..

*أي أن الثلاثة كان لهم من اسمهم (المشترك) نصيب..

*ثم جاء نظام الإنقاذ (فرَّاق الحبائب) ليجبر أحدهم على تغيير مساره..

*وهو صاحب هذه الزاوية بحكم وجوده داخل البلاد..

*فقد وجد نفسه (يحترف) مجال (هوايته)- الصحافة- عقب تقديمه استقالته..

*وإن لم يكن فعل لطاله سيف (الصالح العام)..

*وحدثان (طريفان) البارحة نلتقط من تزامنهما العجيب فكرة كلمتنا هذه..

*أحدهما طرفه (مسؤول رفيع)، والآخر (درويش مجذوب)..

*أما الأول فيصر على أنني من مواليد العام (1968)..

*وأما الثاني فيصر على أن اسمي (بشير)..

*وهو – في مصادفة غريبة – الاسم الذي كان اختاره لي جدي لأمي..

*فقلت له ضاحكاً (لا مشكلة، بشرتنا بالخير)..

*وللثاني غمغمت بلسان عادل إمام (هو أنا بعرف أكتر من الحكومة؟)..

*وتمنيت لو أن أعود إلى زمان (آح) هذا الذي ذكره..

*وأبعد عن زمان (آخ !!!).

الصيحة