اقتصاد وأعمال

خبراء: التسريبات بالونة اختبار بنك السودان يؤكد استمرار حسابات العملاء بالنقد الأجنبي


أكد بنك السودان المركزي أن سياساة التحرير الاقتصادي تعتبر مرجعية لكل سياساته وأن ما ورد في الوسائط الإعلامية خلال اليومين الماضيين يتنافى مع تلك السياسة. وقال البشير محمد أحمد مدير إدارة النقد الأجنبي في تصريح صحفي أمس أن سياسات بنك السودان المركزي فيما يتعلق بإدارة حسابات العملاء بالنقد الأجنبي لا تغيير فيها من حيث السحب والإيداع وتم توجيه المصارف لمقابلة طلبات العملاء وفقاً لما هو متبع الآن.

مبيناً أن المركزي سوف يركز في الفترة القادمة في كل سياساته على محاربة المضاربين وأصحاب الأنشطة الطفيلية وليس أصحاب الحسابات بالمصارف بكل أنواعها، وقال إن إيقاف إيداع وسحب النقد الأجنبي من جميع الحسابات لا أساس له من الصحة.

ويرى اقتصاديون أن بنك السودان المركزي ليس بمقدروه إصدار ضوابط هكذا لضبط النقد الأجنبي باعتبار انه لا يمتلك موارد نقد أجنبي أصلاً قائلين بأن التسريبات التي تدور في الأسفير عبارة عن بالونة اختبار ربما تخلق آثاراً إيجابية يستفيد منها البعض إلا أنها لم تدم طويلاً في وقت سمح فيه البنك المركزي في وقت سابق للموردين الاستيراد بدون قيمة ما يؤكد عدم وجود نقد أجنبي حتى يتحكم فيه البنك المركزي. وقال الخبير الاقتصادي الفاتح عثمان لـ”الصيحة” الأفضل لبنك السودان المركزي اتخاذ إجراءات تشجيعية للصادر بدلاً عن الإجراءات اللحظية التي لم تدم طويلاً وقال إن الصادر يمكنه جلب عملة حرة إلى البلاد، وقال في حال صدر قرار من البنك بدعم الصادر بواقع 20 جنيهاً للدولار فإن ذلك يشجعهم على التصدير.

ويقول الدكتور محمد الناير الأستاذ المشارك بجامعة المغتربين إن 90% من تلك التسريبات غير دقيقة وأرجعها إلى مصالح جهات ربما تأتي لمصلحة هذا أو ذاك وبالتالي تغض الحكومة الطرف عنها بحكم أنها تخلق أثراً إيجابياً ولكنه لم يدم طويلاً.

ولكن الناير يشير بوجود قصور في الخطاب الإعلامي الاقتصادي حيث بدأ الاقتصاد السوداني وكل حركة الأسواق تتأثر بالشائعات، فإذا لم تعالج القضية من جذورها فإن الاقتصاد سيكون عرضة للشائعات يتأثر بها ويؤثر على المجتمع.

ويرى أن تحريك سعر الصرف وتوحيده إلى ثمانية جنيهات ليس بفائدة، وسيظل السوق الموازي يعمل بضعف ذلك السعر. إلا أنه يؤكد أهمية بناء الثقة لدى المغتربين وتقديم حوافز تشجيعية لهم وإمكانية الحصول على وديعة وإنشاء بورصة للمعادن بصورة سريعة حتى يسهم الذهب في الاقتصاد بدلاً من التهريب مع وضع قائمة لحظر عدد من السلع غير الضرورية

الخرطوم: عاصم إسماعيل
صحيفة الصيحة