صلاح احمد عبد الله

اسهال مائي.. ليه؟!


اخبار مخيفة.. تجعل (البطن) تكركب.. والمصارين تتراقص رعباً.. الصحة الولائية تتخوف.. وحالات وفيات في الدمازين.. يقولون أن العدد بلغ (٢٧)..
* الدمازين.. احد مداخل النيل الأزرق.. مياه النهر مندفعة نحو الخرطوم بذلك الإنحدار الجغرافي المعروف.. الأمطار هناك بالكثرة التي جعلت النهر يفيض.. الأوساخ ساعدت على تفشي الأوبئة.. مياه الشرب تلوثت.. والأمراض انتشرت.. اسهالات مائية.. هل هي اسم (الدلع) للكوليرا.. الموت يحلق فوق الرؤوس.. وأهل القرى.. ويختار من يريد.. و(الموت) هو إرادة الله.. وحكومة الولاية هناك.. والاتحادية.. دورهما لم يظهر حتى الآن بالصورة المطلوبة.. ووزارات البيئة.. هنا أو هناك.. أين هي؟!
* والنهر ينحدر بشدة.. ويصل الخرطوم.. هل النهر تلوث ايضاً.. والعياذ بالله.. هل تم إلقاء مخلفات (ما) بداخله.. صناعية او زراعية.. حتى يحملها النهر الى عاصمة البلاد..؟!
* وعاصمة البلاد.. تكلمنا عنها كثيراً.. ارتال أوساخها.. جبال وأكوام نفاياتها.. (مرادم) قماماتها.. وبيع تراب هذه المرادم.. و(فساد) استيراد آليات نظافتها.. من تلك الشركة التي عبر البحر الأحمر.. في الميناء الشهير.. وكيف أن هذه الآليات وصلت.. بعد أن فقد جزء كبير منها.. صلاحيته حتى للعمل..؟!
* وسنوات وسنوات.. لا نظافة ولا صحة بيئة.. ولا الصحة.. بعد أن فقد جزءاً كبيراً منها.. صلاحيته حتى للعمل..؟!
* وسنوات وسنوات.. لا نظافة ولا صحة بيئة.. ولا الصحة نفسها (الكل) في ذلك البيات (المادي) اللعين.. والأمطار تتساقط وتزداد معدلاتها في كل عام.. والخرطوم العاصمة الكبرى.. تسبح شوارعها حتى الرئيسية منها وميادينها في الماء والطين.. والكدر..و(الخبوب).. والاوساخ.. والشمس تصلي الأمكنة باشعتها الحارقة.. ويتحول كل هذا الى لوحة بانوراما ولكنها ذات رائحة.. عطنة.. وقذرة.. تشمئز منها النفوس.. إلا التي تجد في ذلك متنفساً لبلع و(لبع) الميزانيات المخصصة للعمل.. ومياه الامطار تختبط بمياه الصرف الصحي.. والروائح تنتشر كما اسلفنا.. والخرطوم التي تغني عتاة الشعراء بجمالها وليلها.. اصبحت بعد نظافتها التي كانت تشتهر بها.. مدينة لها رائحة..
* انتشر الذباب.. وهو من النوع (اللاحق).. ان صح التعبير.. ضخم تهشه لا يطير.. وكأنه يسخر منا.. وضخامته من كثرة (الرتع) في القمامة المنتشرة.. وهي مكانه المفضل.. (للتزاوج) والتفقيس.. وهذا دليل كثرته في هذا الموسم..!
* وليلاً ينتشر (البعوض).. وهو نوع يجعل (الانسان) يتراقص يميناً ويساراً.. وهو على فراشه يتقلب.. ويهرش الجلد بأظافره.. وفي الصباح تظهر اثار العدوان.. في العيون المحمرة.. والأورام على أماكن الجسد المكشوفة لهذا الكائن الصغير جداً.. والعجيب جداً.. والذباب نهاراً والبعوض ليلاً.. صارا يحبان (الكنكشة) في انسان الخرطوم.. رغم ان نصف السكان تجري في دمائهم موية الفول.. والجبنة.. وكافة مشتقات (البوش).. وهما يعرفان ألا سبيل.. إلى سكان شرق المدينة.. حتى الأبراج المغلقة جيداً.. ذات التكييف المركزي.. و(البيڤ باڤ).. وهي بيوت تجعل الذباب والبعوض (صرعى) معركة خاسرة!!
* وأسواق (العامة) هي ايضاً بيئة صالحة لكافة الأمراض.. ولكن لا مسؤول يهمه ذلك.. اللحم مكشوف لعوادم السيارات والذباب.. والخضروات بكافة انواعها على الأرض.. (مرشوشة بالماء).. واي ماء.. على قطعة من الخيش وبالقرب من كل ذلك.. مياه الصرف الصحي.. (جاكسون، الاستاذ، السوق المركزي).. هذا بالنسبة للخرطوم فقط.. ناهيكم عن ام درمان وبحري وشرق النيل.. والبقية؟!
* مسكين النيل الأزرق.. الشاهد الصامت على العبث بصحة المواطنين..!!
* مسكين المواطن.. وهو دائماً الضحية..
* وكما قال احد المصابين.. يا رب القوي.. جيبو قوي..؟!
* آمين..!!
الجريدة


تعليق واحد

  1. كان الله في العون. الغريب مع كل هذه الاخبار السيئة ولا يوجد تعليق واحد عن صحة المواطن. ولكن عدة تعليقات في الخبر الخاص بمصر ووقف الاستيراد. سبحان الله. مش كلها صحة مواطن. ولا خبر وخبر