صلاح حبيب

مساعد الرئيس ولقاء الصحفيين!!


مساعد رئيس الجمهورية المهندس “إبراهيم محمود حامد” منذ أن تسلم ملف المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، ظل مهموماً به وظل يسعى لإنهاء الحرب في تلك المنطقة النيل الأزرق وجنوب كردفان التي ما زالت الحركة الشعبية تمارس الوصايا عليها.
المهندس “إبراهيم محمود” قبل أن يخطو أية خطوة في استئناف جولة المفاوضات في هذا الملف، ظل يشرك الإعلام معه في كيفية الوصول للحل بعيداً عن التشنجات على الإعلام المكتوب أو المشاهد أو المسموع، إعلام الحكومة أو الإعلام الخاص منه أكثر من ثماني عشرة قناة فضائية منها اثنان للحكومة وأكثر من تسعة وعشرين صحيفة منها اثنان أو ثلاث للحكومة، وأكثر من ثلاثين إذاعة.
في نادي النفط وفي أمسية هادئة دعا رؤساء التحرير وكُتاب الأعمدة للاستنارة برأيهم ولتقديم معلومات عن الحركة الشعبية وموقفها من التفاوض ومعلومات عن الاقتصاد وكيف المخرج من تلك الأزمة. تحدث بشفافية واستمع بأذن صاغية ولم يتبرم من حديث أي من المتحدثين، فالرجل مهموم بقضايا الوطن ومهموم بعملية السلام ووقف الحرب، لأن الحرب التي حصدت أبناء دارفور في حاجة للوصول إلى سلام، لأن السلام هو المخرج الوحيد لقضايا هذه الأمة خاصة وأن العاشر من أكتوبر قد اقترب من محطته النهائية، للنظر في الوثيقة التي خرج بها مجتمع الحوار الوطني من أبناء الشعب السوداني الذين عكفوا لما يقارب العام في القضايا المتعلقة بحل الأزمة الاقتصادية والهوية والوصول إلى السلام.
تلك الوثيقة التي يتشكل عليها السودان الجديد بدون وصايا أو إقصاء أو تكتلات أو جهويات، سودان للجميع يجري فيه إصلاح لكل إخفاق. مداخلات رؤساء التحرير وكُتاب الأعمدة فيها تعد صعبة لكثير من المواقف، ولكن السيد المساعد استمع إليها بأذن أكثر استناطاً وتمعن الكلمات بعين فاحصة خاصة في ما يتعلق بمعاش الناس، والفوارق الضيقة بين الحاكمين والمحكومين وتضارب التصريحات في الأجهزة المالية، وصبر الشعب على ما يحدث الآن من ضنك في المعيشة وتدنٍ في الخدمة المدنية وضعف في المرتبات.
حث مساعد رئيس الجمهورية الإعلام أن يعلب دوره في التبشير بالسلام وليس الاهتمام كثيراً بالإسهالات المائية. عموماً اللقاء كان مفيداً للحكومة ومساعد الرئيس والصحفيين الذين أخرجوا الهواء الساخن حتى تعلم الحكومة ماذا يدور من حولها وكيفية الصبر على تحقيق السلام، لأن فاتورة الحرب أكبر من فاتورة السلام، فإذا انتظرت الحكومة الحركات المسلحة ومشاركتها في عملية السلام أفضل من إغلاق الباب، فالحكومة صبرت على حرب الجنوب التي امتدت من العام 1983م، وحتى توقيع اتفاق نيفاشا في 2005م، وإذا كان أبناء الشعب توصلوا إلى الوثيقة التي سيحكمون بها فمن باب أولى أن يتسع صدرها لقبول الآخر وإن ضغطت على نفسها، لأن الكبير كبير وهي الحكومة تعرف أكثر من الجالسين على الرصيف.

المجهر