تحقيقات وتقارير

بعد حظرها من مصر.. أزمة فواكه بالسودان


لم تمض غير ساعات قليلة على قرار الحكومة السودانية وقف استيراد الخضر والفاكهة والأسماك من مصر، حتى شهد السوق السوداني ارتفاعا كبيرا لأسعار تلك المنتجات المحلية والأجنبية المستوردة من بلدان أخرى.

وتباينت آراء مستوردي الفواكه بشأن القرار وتأثيراته السلبية على سوق الفواكه السوداني الذي يستورد ما نسبته 75% من خارج البلاد.

غير أن جمعية حماية المستهلك التي بادرت بتأييد القرار، قالت إنه جاء بتوصية منها “حينما طالبت بوقف الاستيراد من مصر لحين التدقيق في سلامة كل ما يستورد من مواد غذائية منها”.

ووفق رئيسها نصر الدين شلقامي، فإن الجمعية طالبت من قبل بإصدار قرار بهذا المعني “بعد فتح المعابر الحدودية بين الدولتين، لما لدى الجمعية من تحفظ على نقاط الفحص فيها”.

ويرى شلقامي في حديثه للجزيرة نت إيجابية في القرار معتبرا أنه فرصة لمؤسسات الدولة كي تدعم مختبرات الأغذية في البلاد.

وفي وقت شكا فيه بعض المستوردين من تكبدهم خسائر فادحة نتيجة الكساد الذي ضرب بضاعتهم، رأى آخرون أن القرار يصب في صالح سلامة المواطن أسوة بعدة دول اتخذت قرارات مماثلة.

وكانت وزارة التجارة قررت الثلاثاء الماضي وقف استيراد الخضر والفاكهة والأسماك من مصر مؤقتا، إلى حين اكتمال الفحوصات المعملية، وذلك بعد إجراءات مماثلة اتخذتها بعض الدول في المنطقة.

فراولة وعنب
وفي السياق، يقول علي العوض صاحب ثلاجة فواكه بالسوق المركزي في الخرطوم إن أسعار الفواكه شهدت استقرارا نسبيا ما عدا ارتفاع أسعار الفراولة والعنب.

ويضيف للجزيرة نت أن سعر بيع “كرتونة” الفراولة من المستوردين لأصحاب الثلاجات قفز من 140 جنيها (21.5 دولارا) إلى 180 جنيها (27.6 دولارا) بينما ارتفع سعر “كرتونة” العنب من 57 جنيها (8.7 دولارات) إلى 65 جنيها (نحو عشرة دولارات).

ويشكو العوض من خسائر وصفها بالبالغة لحقت بالمستوردين إثر القرار الذي تسبب في عزوف الزبائن، مشيرا إلى أن سوق البرتقال لن يتأثر لانتهاء موسم البرتقال المصري بالتزامن مع القرار ومع بداية الاستيراد من دولة لبنان.

خسائر فادحة
بدوره يتساءل مستورد الفواكه محمد عبد الله عن مصير ما تم استيراده سلفا من مصر، قائلا “من يتحمل الخسائر الفادحة نتيجة الركود الحاصل بسبب القرار”.

ويكشف في تعليقه للجزيرة نت عن دخول عشرين حاوية مثلجة من البرتقال المصري يوميا للأسواق السودانية، بينما تدخل نحو سبع إلى عشر حاويات عنب يوميا، لافتا إلى أنه كان على الحكومة وقف استيراد الخضراوات المصرية التي تنتج محليا.

من جهته توقع الطيب الكردفاني (صاحب ثلاجة فواكه) مزيدا من الارتفاع في أسعار الفواكه خلال الأيام القادمة. ويؤكد للجزيرة نت أن تداعيات القرار لن تظهر الآن “لعدم نفاد الكميات المستوردة”.

ويختلف بائع الفواكه يوسف أحمد عبد الوهاب مع غيره من التجار، فينظر إلى إيجابيات القرار الذي استدعته الضرورة القصوى ولضمان سلامة المواطن، وفق قوله.

ويقول في حديثه للجزيرة نت إن “صحة المواطنين أهم بكثير من الأموال التي نجنيها” مشيرا إلى أن الأسواق السودانية “لن تجف من الفواكه بسبب القرار وذلك لوجود جهات أخرى يمكن الاستيراد منها”.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
موقع الجزيرة


تعليق واحد

  1. ده موسم إنتاج البطيخ و هى فاكهه مفيده جدا و إنتاجها محلى و كمان الموز و البرتقال و المانجو تنتج محليا و الناس العاوزه فراوله و عنب تستحمل ثمنها.