تحقيقات وتقارير

التفاصيل الكاملة لحادثة الاعتداء بمستشفى أم درمان


تتعدد الروايات حول حادثة الاعتداء على الأطباء والكوادر الطبية بمستشفى أم درمان وتحطيم الأجهزة والمعدات .. ومابين اتهام ذوى المتوفي للأطباء بالتباطؤ في إنقاذ ابنهم ومابين اتهام الكوادر الطبية للمعتدين بالهجوم عليهم وتخريب قسم الطوارئ دون مبررات وبين هذا وذلك تتداول المجالس أحاديث عن وجود استهتار من قبل أطباء في بعض المستشفيات في تقديم الخدمات الطبية الأمر الذي يدفع المرافقين للتعامل برد الفعل نتيجة الغضب..ولكن يبقى السؤال هل تلقى الفقيد بمستشفى أم درمان الخدمة الطبية الكاملة عندما تم نقله إلى حوادث مستشفى أم درمان العناية الكاملة أم.. ؟
الصحة تدين الحادثة
أدان وزير الصحة ولاية الخرطوم د.”مأمون حميدة” الهجوم على مستشفى أم درمان والتعدي على الأطباء ووصفه بغير الحضاري باعتبارها أصبحت ظاهرة ليست فقط في المستشفيات الحكومية وإنما في الخاصة أيضاً، وكشف أن بين المهاجمين مخربون حطموا الأجهزة والمعدات حتى وصلوا غرف العناية، وأكد سحب واختفاء معدات وأجهزة وموازين ضغط وسماعات وكرسي متحرك خلافاً للتلف، ووصفه بأنه أمر تخريبي ليس إلا. وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس: إن الهجوم غير مبرر، وأكد أن المتوفي تعرض لطعن بآلة حادة في حفل عرس بالريف الشمالي أصابته في مقتل، وقال: ليس هناك أي تقصير في المستشفى والطاقم الطبي موجود والمريض أخضع للعلاج على يد اختصاصي طوارئ، حيث تم تركيب أنبوبة في الرئة لإنقاذه، وأكد أن المستشفى قام بكل واجباته تجاه المواطن ولكن توفي المريض، مما أدى لهجوم مرافقيه بعدد (80) شخصاً، وتعدوا على الأطباء وحطموا الأجهزة والمعدات، منوهاً لوفاة مريضة بسبب نزع أنبوبة الأوكسجين من قبل المعتدين، وأكد مواصلة أحد الأطباء في إسعاف المريضة بالرغم من تعرضه للضرب. وقطع حميدة بعدم وجود أي مبرر للهجوم على المستشفيات، باعتبارها مال الشعب. وقال: هذا السلوك يجب أن يقابل من المواطنين والإعلام بالاستنكار، وأكد أن مستشفى أم درمان تعمل الآن بطاقمها الطبي والكوادر الطبية وليس هناك أي توقف عن العمل عدا بعض الأطباء الذين توقفوا عن العمل احتجاجاً على الاعتداء، لافتاً لسد النقص في عدد الأطباء، وأكد فتح بلاغات في مواجهة المعتدين. وقال: إن الشرطة والأمن قادران على القبض على المعتدين وأن تأخذ العدالة مجراها.
مدير المستشفى يروي التفاصيل
قال مدير مستشفى أم درمان “هيثم عبد القدوس”: إن المريض يدعى سليمان كمال، تعرض لعدة طعنات في حفل عرس بالريف الشمالي حوالي السابعة مساءً ووصلوا المستشفى الساعة 11 مساءً بعد 4 ساعات من إصابته، وأكد “عبد القدوس” وجود تيم طوارئ برئاسة د.”حسين أبو عكد” اختصاصي الطوارئ، وقال: إن الحالة كانت متأخرة وفيها طعنات في الصدر نافذة، حيث تم عمل إنعاش وأنبوب الصدر وتقديم خدمة للمريض لا تقل عن أي خدمة مقدمة للحالات الطارئة قبل تحويله لقسم جراحة الصدر والقلب نسبة لتأخر حالة المريض لفترة كبيرة جداً ليصل لمرحلة صدمة غير قابلة للإنقاذ ما أدى لوفاته وبعدها بدأ المرافقون في الاعتداء على الأطباء وتدمير كامل للأجهزة ووفاة امرأة نزعوا عنها أنابيب الأكسجين، ولفت إلى أن معظم المهاجمين كانوا في حالة سكر .
مدير المشرحة يحسم الجدل
كشف مدير مشرحة أم درمان د.”جمال يوسف” الأسباب الحقيقية حول أسباب وفاة الشاب. وقال إنه بعد الوفاة تم تسليم الجثة للمشرحة عند الساعة الثالثة و40 دقيقة صباحاً بأمر من النيابة لإجراء التشريح وتم التشريح الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي، وأكد د.”جمال” أن نتيجة التشريح أثبتت تعرض الشخص لعدة طعنات طعنتين في الظهر بطول 1 سنتمر، ولكنها غير نافذة وجرح في الجهة اليسرى كان نافذاً بعمق 12 سنتمتراً أدى إلى تهتك في الرئة اليسرى والشريان الرئوي، وأكد وجود مجموعة دم من النزف وأنبوبة صدر تم إجراؤها داخل المستشفى بجانب طعن آخر في الظهر ولا يوجد أي تهتك داخل الرئة والنزف الدموي الشديد، وأكد مدير المشرحة في تقريره أن الإصابة نتيجة راجحة للموت وليس هناك تقصير من الأطباء.
المستشفى يعاني الاختناق
أكد مدير المستشفى د.”هيثم عبد القدوس” أن حوادث المستشفى تستقبل (2100) مريض في اليوم، ويجري ( 1400 ) عملية في الشهر بواقع من ( 10 -15) عملية في اليوم، وكشف عن وجود (16) طبيباً يعملون بالمستشفى و(100) نائب اختصاصي و(200) طبيب امتياز، وأقر بوجود ازدحام كبير على المستشفى لاستقباله مرضى من أطراف المحلية، واعتبر د.”القدوس” حادثة الاعتداء أزمة في المعايير الأخلاقية، خاصة وأن الأطباء يقومون بواجباتهم على أكمل وجه، وأكد اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة المخربين، ونفى وجود أي اتجاه لبيع المستشفى ولا أساس له من الصحة، لافتاً إدعاء شخص ملكيته لعقار العيادة الخارجية، ونوَّه لبدء إجراءات قانونية.
حميدة يتوعد بالقصاص
أكد “مأمون حميدة” أن حماية الأطباء مسؤولية وزارة الصحة مع المؤسسات الشرطية والأمنية، وقطع بعدم التنازل عن هذا الحق، وطمأن الأطباء بأن حقهم ستأخذه الوزارة، كاشفاً عن اجتماع عقده مع مدير شرطة ولاية الخرطوم والاتفاق على إنشاء شرطة خاصة بالمستشفيات حسب حاجة المستشفى، وأكد أنه سيتم القبض على المهاجمين وسيجدون العقاب اللازم حتى ولو كانوا تحت تأثير كحولي. وأضاف: نطمئن بأن الأمر لن يترك للصدفة، واصفاً الظاهرة بغير الحميدة ودعا الأطباء للتحلي بالصبر، مؤكداً عدم وجود أزمة بين الأطباء والمواطنين.

المجهر