منوعات

هكذا يجيب علم النفس والاجتماع على السؤال الأشهر “ليه الست المصرية نكدية”؟


انتشرت فى الآونة الأخيرة مجموعة من الأبحاث والدراسات الغربية التى أقيمت على أسس علمية ونفسية أكدت على أن المرأة المصرية هى أكثر السيدات “نكداً” فى العالم، والتى تميل إلى الحزن والشعور بالقهر ولا تستجيب إلى المؤشرات الإيجابية فى الحياة وتعشق الإحساس بالظلم ومن ثم تميل دائماً إلى النزاعات واختلاق المشاكل.

وأخذ البعض ينشر هذه الدراسات المعادية للمرأة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعى دون أن يرجع السبب الحقيقى وراء هذه الصفات التى ربما تكون حقيقية وربما تكون صفات مكتسبة للمصريات نتيجة لعوامل تنشئة وتربية كثيرة ولجانب نفسى مظلم تحياه المرأة.

لذلك خلال هذا التقرير تجيب اليوم السابع على السؤال الأصعب ” ليه الست المصرية نكدية؟ من خلال توجيه السؤال لأطباء علم النفس والاجتماع وتحليل الجوانب المستترة بالست المصرية والتى يتجاهلها البعض.

– النكد نوع من أنواع التنفيس عن الضغط .. هكذا يجيب علم النفس

أجابت الدكتورة “شيماء عرفه” أخصائى الطب النفسى على السؤال الذى طالما تردد على ألسنة الرجال المصريين متهمين من خلاله المرأة المصرية بالميل للحزن والاكتئاب قائلة “: ربما تكون هذه الدراسات التى تؤكد على أننا سيدات نكديات صحيحة أو متحققة بنسبة كبيرة، لكن يجب علينا أن نبحث عن الأسباب التى وراء هذا اللقب الذى أصبح لصيق بنا،

فالست المصرية هى الأكثر نكداً والأكثر قهراً، والبعيدة كل البعد عن دائرة الاهتمام، والتى تعانى كل يوم من ارتفاع نسبة الخيانة بين الأزواج، والتى نشأت فى أجواء حملتها المسئولية لكل تفصيلة فى حياتها كبيرة كانت أو صغيرة، والبعيدة أيضاً عن التدليل المادى والمعنوى، كل هذه أشياء تمثل عوامل ضغط على نفسية المرأة التى لا تستطيع أن تعبر عنها بأى شكل من الأشكال حتى لا تتهم بالتقصير.

مضيفة “: وعادة ما تتحول هذه الضغوط إلى كبت ربما تحاول التنفيس عنه من خلال هذه المشاكل الصغيرة التى قد تبتدعها فى غير سياقها خوفاً بأن تصرح بما داخلها فتتهم بالنكد والملل وتكون مصدر إزعاج لزوجها، لكنها تهرب من هذا الفخ وتقع فى نفس الفخ ” النكد” لكن هنا تكون بغير حق، فتدقيقها فى كل كبيرة وصغيرة مع الرجال واهتمامها بهم بشكل مبالغ به واختلاق بعض المشاكل التى ليس لها قيمة حقيقية مقارنة بما داخلها من احساس بالإحباط والقهر كلها أشياء تجعلها الأكثر نكداً.

وتتابع “: لكن إذا نظرنا للسبب لبطل العجب كما يقولون، فإذا عدنا لتلك الأسباب السابقة وحاول الرجل علاجها لتخلصت الأنثى المصرية من هذا اللقب، لكن لن يحدث ذلك بسهولة وإن حدث فى بعض الحالات الإستثنائية، لذلك ستظل الست مصرية نكدية طالما الرجل المصرى قاتلاً لكل فرص شفائها.

– الحزن والنكد صفات متأصلة فى المجتمع المصرى ككل .. هكذا حلل علم الاجتماع

أما بالنسبة لعلم الاجتماع فقالت الدكتورة فدوى عبد المعطى أن صفات الحزن والميل للاكتئاب هى صفات متأصلة فى المجتمع المصرى ككل وليس لها أى علاقة بجنس دون الأخر، فالرجل المصرى أيضاً نكدى وحزين ومكتئب وليست المرأة وحدها التى من حقها هذه الألقاب،.

وأضافت “: فالنشئة نفسها والتاريخ يشهد على أننا حضارة تميل للتشاؤم والحزن، فحتى الإرث الكبير الذى تركه لنا أجدادنا الفراعنة معظمه عبارة عن مقابر وتمهيد للحياة الأخرى، وهذا الخط النفسى والتركيبة النفسية بداخلنا جميعاً ويظهر ذلك حتى من خلال الأمثال الشعبية والأقاويل اليومية، فإذا ضحكنا نقول ” خير اللهم أجعله خير” خوفاً من الحزن، وإذا فرحنا نكون على يقين بأن الأخبار السيئة أتية لا مفر منها، حتى الأغانى والدراما الأشهر والأنجح فى مجتمعنا هى التراجيدية، لذلك فالمجتمع كله متهم بالنكد وليس المرأة وحسب.

اليوم السابع