منوعات

بريطانيا “لم تكن أكثر إدمانا للهواتف الذكية مما هي عليه الآن”


إذا استيقظت من النوم وتفقدت هاتفك الذكي ليلا، فغالبا لن تكون وحدك في هذا الوقت.

فقد أشار تقرير صادر عن شركة ديلويت لخدمات المحاسبة أن واحدا من بين ثلاثة بالغين في بريطانيا تجادل مع شريك أو شريكة حياته بسبب كثرة استخدام الهاتف المحمول.

وأشار المسح إلى أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص يتفقدون الرسائل على هواتفهم الذكية ليلا، واعترف هؤلاء بأن ذلك يسبب خلافات بين الزوجين والأصدقاء.

ويُرجح أن تلك الحالة تنتج عن ما يُعرف بـ “الفومو”، مخاوف أن يفوت الشخص أمر هام، ما يجعلهم فريسة لإدمان استخدام الهاتف الذكي، وفقا للتقرير.

وبحسب المسح، فإن أربعة من كل خمسة أشخاص بالغين في المملكة المتحدة يمتلكون هواتف ذكية، أي حوالي 37 مليون شخص. ولأول مرة، تزيد أعداد من يحملون هواتف ذكية على من يملكون جهاز كمبيوتر محمولا “لابتوب”.

وقال بول لي، رئيس قسم أبحاث التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في ديلويت، إن “الهواتف الذكية تمكن مستخدميها من الإطلاع باستمرار على كل ما يحدث، وما يقوله الناس، وما ينشرونه. ويمكن القيام بذلك على مدار ساعات النهار، لكن الهواتف الذكية تشجع أيضا على القيام بذلك ليلا.”

وأضاف أنه “يمكنها تقوية الحياة الاجتماعية، لكن المبالغة في استخدامها يمكن أن يصبح سلوكا غير اجتماعي، ويتسبب في خلافات. قد تكون الأجهزة شخصية، لكن استخدامها يؤثر على المحيطين بمستخدميها. ويحتاج المستخدمون لإيجاد سُبُل للتحكم في حياتهم في وجود الهواتف الذكية، وليس أن تتحكم الهواتف بحياتهم”.

لكنه رجح أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية “ظاهرة مؤقتة” لأن الناس لا زالوا حديثي العهد بها.

وأضاف: “بدأنا نعتاد على هذه التكنولوجيا، لذلك علينا أن نذكر أنفسنا دائما بأن عمرها لا يتجاوز تسع سنوات. وعندما يظهر شيء جديد، تكون ردة فعلنا مبالغا فيها تجاهه.”
“غير اجتماعي”

وحلل المسح السنوي السادس لمستخدمي الهاتف المحمول سلوك أكثر من أربعة آلاف مستخدم بريطاني للهاتف.

وأقر حوالي عُشر الذين شاركوا في المسح باستخدام الهواتف “دائما” أو “أغلب الوقت” أثناء تناول الطعام في المنزل أو في المطاعم. في حين قال الثلث إنهم يستخدمون الهاتف أثناء وجودهم وسط الأصدقاء أو مشاهدة التلفزيون.

ويشير البحث إلى أن ثلث البالغين، ونصف من تقع أعمارهم بين 18 و24 عاما، في المملكة المتحدة يقولون إنهم يتفقدون هواتفهم الذكية في منتصف الليل، وأن أكثر النشاطات الإلكترونية انتشارا هي الرسائل الفورية، ومواقع التواصل الاجتماعي.

كما أقر عُشر من يملكون هواتف ذكية بأنهم يتفقدون الهاتف فور استيقاظهم في الصباح، في حين يتفقد ثلث المستخدمين هواتفهم بعد خمس دقائق من الاستيقاظ
“أزهي عصور الهواتف الذكية”

حلل التقرير السادس لمستهلكي الهواتف الذكية الصادر عن ديلويت عادات استخدام هذا النوع من الهواتف لأربعة آلاف مستخدم.

ورغم شعبية الهواتف الذكية، حذر التقرير من أن السوق قد أوشك على الوصول إلى مرحلة التشبع، إذ تراجعت نسبة النمو في عدد المستخدمين الجدد في النصف الأول من 2016 إلى سبعة في المئة، مقارنة بـ 9 في المئة في الأشهر الاثني عشر السابقة.

وتشير الدراسة إلى أن خمس البالغين الذين يستخدمون هواتف المحمول العادية سيستخدمون هواتف ذكية.

وبحسب لي، فإنه من الواضح “كما أثبت البحث أننا نصل إلى ذروة عصر الهواتف الذكية. ويُتوقع أن يصل السوق إلى مرحلة التشبع خلال العام القادم، لذا نتوقع أن تتراجع الزيادة في أعداد الهواتف الذكية بحيث لا تزيد على 2 أو 4 في المئة”.

كما يتوقع التقرير أن صناع الهواتف لن يواجهوا مشكلة في إقناع المستهلكين بشراء منتجات أحدث، كما حدث مع مصنعي الأجهزة الصغيرة الأخرى.

يقول لي إن “الهواتف الذكية لن تلقى مصير الحواسب اللوحية. سوق التجديد سيظل على حالته. وبالنظر إلى أعداد المستخدمين الحاليين، فإنه من المتوقع أن تحافظ مبيعات الهواتف الذكية على تقديراتها التي تبلغ عشرات الملايين خلال المستقبل القريب،” بحسب لي.

BBC