تحقيقات وتقارير

التحويلات المصرفية…في انتظار الفرج


تترقب الخرطوم صدور قرار من الولايات المتحدة الأمريكية يرفع الحظر المفروض على السودان والمتعلق بالتحويلات المصرفية، في وقت توقع فيه خبراء اقتصاديون أن يحدث انفراجاً وتسهيلاً للتحويلات المصرفية، الشيء الذي ينعكس ايجابا على استقرار سعر الصرف، وينهي الصعوبات التي تواجه القطاع الخاص وجموع المستوردين والمصدرين والمتعاملين مع المصارف في معاملاتهم التجارية، ينتظر البنك المركزي بنهاية هذا الأسبوع حدوث انفراج وتسهيل إجراء التحاويل المصرفية للخارج، بعد صدور تقرير رسمي من الإدارة الأمريكية، وذلك على خلفية المباحثات التي تمت مؤخراً بين الخرطوم وواشنطون بنيويورك، ومن المؤكد أن الإجراءات المتوقعة ستنهي الصعوبات التي ظل يواجهها القطاع الخاص والمتعاملون مع المصارف.

مباحثات مضنية
وبعد عملية قيصرية أمسك بمشارطها وفدا السودان والولايات المتحدة في نيويورك، وبعد مباحثات مضنية بين الجانبين، من المتوقع أن تضع مولودها بقرار أمريكي يرفع الحظر عن التحويلات المصرفية نهاية الأسبوع الحالي حسبما قال محافظ البنك المركزي عبد الرحمن حسن، في تصريح صحفي عقب لقائه بالرئيس عمر البشير أمس، بعد أن أطلعه على نتائج زيارته إلى نيويورك، واجتماعاته مع الجانب الأمريكي بشأن التعاون بين البلدين، خلال مشاركة إدارة البنك في مؤتمر دعت إليه الإدارة الأمريكية بشأن التعامل مع السودان في ظل الحظر الأمريكي، وأشار حسن إلى أن المؤتمر ركز على كيفية استغلال الرخص الممنوحة من قبل الإدارة الأمريكية للمؤسسات والشركات الأمريكية للتعامل مع السودان، مشيراً إلى أن الرخص الممنوحة تشمل أنشطة التقنية الحديثة والاتصالات وتكنولوجيا المدخلات الزراعية، لافتا إلى أن المؤتمر أشار إلى أنه ليست هناك قيود للتعامل مباشرة مع السودان بكل العملات ما عدا الدولار.

مصفوفة سياسية
ويرى نائب الأمين العام لاتحاد الصرافات السابق عبد المنعم نور الدين أن هذه المسألة تساعد في تدفقات النقد الأجنبي وتجنب الجهاز المصرفي المخاطرة في التحويلات من وإلى السودان عبر التحايل علي قرار الحظر، مما يكلف من العمولة التي يتحملها المحول، وترفع تلقائياً سعر الصرف، مما يزيد من العمولات علي المحول، وأضاف لو نفذ هذا القرار سيساعد في التحويلات المباشرة من وإلى السودان بالسهولة المطلوبة دون أي عوائق أو مصادرة، وتجعل البنوك يتعاملون مباشرة مع المراسلين، لأنه وفي حالة الحظر كان يلجأ المتعاملون للسوق الموازي لإجراء تحويلاتهم خارج الجهاز المصرفي مما أضر بهم، وذلك بعد إحجام المتعاملين عن التحويل عبر المصارف داخلياً و خارجياً وإتباع أساليب أخرى، و لكن في حال الحظر عن التحويلات المصرفية، فإن ذلك سيعمل على وفرة في حجم النقد الأجنبي، مما يؤدي إلى استقرار أسعار الصرف ومن ثم هبوط الأسعار في المستقبل، و لفت إلى أن البلاد في الوقت الحالي خارج مقاصة التسويات العالمية، مبيناً أن القرار المرتقب سيفتح الأبواب العالمية لمقاصة الدولار، مشيراً إلى أنه حسب المصفوفة السياسية، من المفترض أن يفك الحظر قبل نهاية العام، أي قبل إنقضاء فترة أوباما الرئاسية، و يرى أن الخطوة نتيجة لمباحثات الطويلة بين البلدين، ولم يخلُ حديث نور الدين عن التشكيك في صدق الوعود التي صرحت بها الإدارة الأميريكية .

جودة المستورد
ولم تقف توقعات الخبير المصرفي شوقي عزمي عند فك الحصار المفروض من قبل الولايات الأمريكية بل تطلع إلى أن يتبعها قرارات أوربية تسهم في تسهيل الإجراءات المصرفية، معتبراً أن الحصار يشكل عبئاً كبيراً على الإقتصاد القومي منذ فرض العقوبات، وأضاف عزمي أن الخطوة ستفضي إلى سرعة تنفيذ عمليات الإستيراد من خلال إتاحة الفرص لإستيراد سلع ذات جودة عالمية، وتحول دون اللجوء إلى البدائل ( السلع الرديئة و الهامشية)، و نوه عزمي في حديثه لـ(آخر لحظة) إلى أنه حال إلتزمت الحكومة بتحسين الأوضاع التي كانت سبباً في فرض الحصار، سيمثل ذلك كرت ضغط على الولايات المتحدة لفكه، سيما أنها تستخدم سياسة العصا والجزرة مع الحكومة، وأضاف أن اكتمال الخطوة مرهون ببذل الحكومة لمجهودات سياسية، ومثل لها بالمفاوضات التي تجري حالياً بأديس أبابا.

جائر وغير مبرر
وأبدى الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي تفاؤله بالخطوة، مؤكداً أن الحصار جائر وغير مبرر، وأن البلاد تضررت منه كثيراً، وأضاف أنه في حال حدوث فك للحصار، ستستفيد البلاد من تسهيل التحويلات المصرفية لفتح اعتمادات لاستيراد مدخلات الانتاج وقطع الغيار للقطاعات الزراعية والصناعية، مما يساعد على تحريك عجلة الانتاج وإعتبر الرمادي أن هذه الخطوة تتزامن مع الأعداد المكثف للسودان للانضمام لمنظمة التجارة العالمية، وان قوانين هذه المنظمة تمنع العقوبات الأحادية على الدول الأعضاء، وختم الرمادي حديثه لـ(آخر لحظة) بشن هجوم لاذع على الولايات المتحدة الامريكية وقال لايوجد قانون في العالم يكفل لأمريكا فرض عقوبات أحادية علي السودان، وأنها تتعامل بسياسة (القوي يأكل الضعيف) معتبراً أن ما تقوم به لا يخرج من كونه بلطجة .

تقرير: أسماء – عبدالحق
صحيفة آخر لحظة