الهندي عز الدين

“حاتم السر” المحامي يكتب: رسالة “التجاني حاج موسى” لـ”الميرغني”


شهادة صدق في حق الحسيب النسيب
الأستاذ “الهندي عز الدين” ..
{لشخصك التحية والود ولَك الشكر والتقدير على دورك الإعلامي المتميز، وعلى حرصك على فتح المجال للرأي والرأي الآخر في تناول القضايا التي تهم الرأي العام.
{أرسل لكم هذا التعليق، مرقومًا بنور المودة ومشفوعًا بكل الدعاء، راجيًا أن يجد حظه من النشر عبر زاويتكم المقروءة التي طالما اتسعت لنا ولغيرنا.
{بحكم تواجدي خارج السودان منذ فترة متابعاً لعلاج شقيقتي، حفظها الله، التي تعاني من الفشل الكلوي، انقطعت عن المتابعة الراتبة لصحيفتنا الغراء (المجهر السياسي) بيد أني اطلعت مؤخرًا على عدد الصحيفة الصادر بتاريخ ٢١ أغسطس (آب) ٢٠١٦.
{ وخلال مروري على زاويتك (شهادتي لله) المقروءة اطلعت على مقال بعنوان: (رسالة للحسيب النسيب) بقلم الشاعر الأديب الأريب الأستاذ “التجاني حاج موسى”، عبّر فيه عن فرحته بعودة “الميرغني” المزمعة لأرض الوطن، وقال واصفًا إياه بأنه أحد حكماء الأمة وأن الأمل معقود عليه في إشاعة السلام والوئام في ربوع البلاد، وقد استخدم أسلوب الرسائل المفتوحة وكتب بإحساس الشاعر وبنفس المبدع وبرؤية الوطني وبسماحة الصوفي، فأدت رسالته غرضها وحققت مقصدها.
{وأود أن أطمئنه –عبركم- بأنها قد وصلت إلى رحاب الحسيب النسيب وفي مجلسه العامر بداره بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، وقد كانت مدخلاً لنقاشٍ مثمر حول رسالة الشاعر وأهمية أن يكون له أدوار وطنية ومساهمة في الشأن العام، ويجب ألا يبقى الشاعر الكامل الشامل حبيسًا بين الكلمات المموسقة والمدوزنة، وأن يواصل مدّ الفضاء العام بهذه الأحاسيس العابرة لكل جفاء، والملطفة لكل جوّ، فما أحوجنا إلى قلوبٍ خضراء تعود علينا بعافية الوطن.

{أود، عبركم، أن أطمئن الأستاذ “التجاني حاج موسى” وعبره أطمئن أهل السودان جميعًا بأن مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” حفظه الله ورعاه، في صحة طيبة ولله الحمد والمنة والشكر، وقد وصل إلى “القاهرة” في طريقه إلى الأراضي المقدسة لأداء العمرة وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن ثم العودة إلى ربوع الوطن العزيز، ليبقى بين شعبه الوفي، ويواصل إدارة مهام حزب الحركة الوطنية والإسهام في أمور وطننا الغالي ويكمل مسيرته الخيّرة ويساعد في حل الأزمات وإطفاء الحرائق بحكمته المشهود له بها على مستوى العالم.

{لم يترك لي الشاعر الكبير، مجالاً لوضع حروفي في مقام يليق بمدحه لمولانا “الميرغني”، ولكني أعيد فحوى ما قاله الأستاذ، بعثًا للأمل، وافتخارًا بالفرص التي تحملها عودة مولانا، فالميرغني يملك رصيدًا ضخماً من الحكمة وهو بلا شك ما تحتاج إليه بلادنا المليئة بالتوترات والصراعات والحروب.
{ومثل الشاعر الشفيف، لقد عبر الغالبية العظمى من أهل السودان بصورة عفوية وتلقائية عن سعادتهم وترحيبهم بأنباء قرب عودة “الميرغني” لأرض الوطن، وهذا يدل على التقدير والامتنان لحكيم السودان، الزعيم العادل الصادق، ولا غرو أن “الميرغني” يبادلهم ذات الأحاسيس والمشاعر ويحرص على العودة لوطنه ودياره، وهو يعلم أن قلوب وأفئدة أبناء السودان تفيض حبًا وتقديرًا له، كما يعلم بأن الأحباب والمريدين من ملايين الختمية وأهل الطريق من القوم، قد اشتاقت إليه قلوبهم النقية وأرواحهم الزكية، وأنهم منذ مغادرته لأرض الوطن لم يهنأ لهم منام ولا مقام وما غربت شمس ولا شرّقت وما قرأت الأوراد وإلا وهم يدعون ويبتهلون أن يحفظه الله كما حفظ الروح في الجسد، وأن يعيده مكللاً بالنصر والفتح، منعّمًا بتمام الصحة والعافية ومشمولاً بالحفظ والرعاية.

{رسالة الشاعر “التجاني حاج موسى” المفتوحة للحسيب النسيب تدعو لاحترام القادة الكبار وتوقير عظماء الأمة وهي دعوة منطلقة من قول رسولنا الكريم :(ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ومن لم يعرف لعالمنا حقه). {والرسالة تليق تماماً بمكانة شاعرنا الكبير أستاذ “تجاني” الذي أحمل له كغيري من أبناء السودان تقديراً خاصاً لكونه ساهم في تشكيل وجداننا بشكل أو بآخر وقد كان شاعرنا في قمة تألقه الوطني وهو يدلي بشهادة حق صادقة لا تشوبها شبهة الرياء ولا النفاق في شأن الحسيب النسيب مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني”، مستحضرًا كل حواس سمعه وبصره ووعيه السياسي والوطني .
{ونشهد يا أستاذ “تجاني”بأنك قد أنصفت الرجل ورأيت فيه بصيرتك ما لم يره البعض إما عن جهل أو عمى أو حسد، وهي أشياء أنت منها براء، وقدّ جللتك القريحة وانداحت الأحاسيس، فاخضرّت الصفحات.

{ومن خلال معرفتي المتواضعة لهذا الزعيم الوطني والإسلامي ومعايشتي لسيرته ومسيرته لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان، أشهد أنك قد أدليت بشهادة صدق في حق الحسيب النسيب فهو صاحب مواقف وطنية قوية تجاه قضايا أمتنا وشعبنا تنطلق من ثوابت لا تقبل المساومة على الحق ولا التنازل عن المبادئ وهو قائد وطني مخلص ونادر في عصرنا هذا، وقد كنت شاهدًا على دخوله في مواجهات ساخنة مع رؤساء دول وزعماء سياسيين ومبعوثين أمميين وسفراء دول دفاعاً عن ما يراه في مصلحة الوطن والمواطن.

{ويبقى الوطن وحب الوطن في فكر ومنهج “الميرغني” أساس الانتماء ويبقى رفضه للمؤامرات التي تحاك ضد الوطن مبدأ ثابتاً لا حياد عنه.
{بارك الله فيك أستاذ “تجاني” وشكراً على رسالتك المعبرة للحسيب النسيب. {دمت ودام قلمك.

حاتم السر المحامي
المستشار القانوني للبنك الإسلامي السوداني

المجهر