منوعات

الأطعمة الحلال في أمريكا.. صناعة رائجة بـ20 مليار دولار


يعاني المسلمون اليوم من التضييق في أوروبا، والولايات المتحدة بسبب عمليات إرهابية هم بريئون منها. ولأن كل شيء في هذا العالم مرتبطٌ بالسياسة بشكلٍ ما، فإن مبيعات الأطعمة الحلال تتأثر هي الأخرى بالمتغيرات السياسية. وفي سياق ذلك، رصدت شبكة بلومبيرج نمو وازدهار هذه التجارة داخل الولايات المتحدة.

يستعد العالم حتى يشهد أهم انتخابات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تقف هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة في إدارة الرئيس باراك أوباما، أمام الشخصية الأكثر إثارة للجدل على الساحة الأمريكية الآن، دونالد ترامب.

يشعر المسلمون بالغربة منذ سطوع نجم الملياردير وقطب الإعلام ترامب، لكن مأكولاتهم التي يجري إعدادها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، تشهد رواجًا غير مسبوق داخل أمريكا، حسبما ينقل التقرير، حتى لدى غير المسلمين.

شاهد أمان الله، مسلم يعيش في أمريكا، يملك موقعًا يحوي دليلًا لمختلف الأماكن التي تبيع الأطعمة الحلال. أدرج في الموقع 7600 مكان مختلف حتى الآن. بينما لم يكن هناك أكثر من 200 مكان في عام 1998. وتنقل بلومبيرج عن أمان الله قوله إن الطعام وسيلة للربط بين الثقافات المختلفة. لكنه استطرد بالقول إن الموقع يستخدم أيضًا من قبل كارهي المسلمين هناك؛ للدعوة إلى مقاطعة الأماكن التي تبيع مثل هذه الأنواع من الأطعمة.

عرفت الولايات المتحدة التعدد الثقافي فيما يخص الطعام، حيث بدأ الأمر بالأطباق الإيطالية، ثم أطعمة الكوشر اليهودية، وأخيرًا الذبائح على الطريقة الإسلامية.

وبينما يزداد الطلب على الأطعمة الحلال يومًا بعد يوم في الولايات المتحدة، تشير التقديرات إلى أن حجم تجارة الأطعمة الحلال زاد حوالي 15% عن عام 2012، ليزيد بمقداري ملياري دولار تقريبًا. ويصل بصفة عامة إلى 20 مليار دولار العام الحالي، وهو ما يعني ارتفاع شعبية الأطعمة الحلال في الولايات المتحدة.

وينقل التقرير عن إحدى شركات الأغذية الرائدة في الولايات المتحدة إدراجها هذا النوع من الأطعمة من بين أعلى الأصناف مبيعًا لديها، وهي تقدم عروضًا ترويجية خاصة بشهر رمضان منذ 2011. وقد عانت الشركات التي دخلت في مجال بيع الأطعمة الحلال في البداية من الانتقادات، وذلك على خلفية الحملة التي يتعرض لها المسلمون حاليًا، خاصةً على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ذلك لم يمنع من نمو هذه التجارة.

تعرضت سلسلة Whole Foods الشهيرة للانتقاد على اهتمامها بالأطعمة الإسلامية على حساب الأعياد الدينية الأخرى. وقد ردت الشركة بالقول إنها سعيدة بخوض تلك المخاطرة.

يبلغ تعداد المسلمين في الولايات المتحدة حوالي 3.3 مليون مسلم. ويعتقد أن الديانة الإسلامية ستصبح ثاني أكبر ديانة في أمريكا بحلول عام 2025، وسيصل عدد المسلمين إلى حوالي 8 ملايين نسمة بحلول عام 2050.

إحدى العلامات التجارية البارزة التي تبيعها متاجر Whole Foods هي Saffron Roads. وهي علامة تجارية بارزة للأطعمة الحلال. وقد صرح مسؤول في الشركة صاحبة الامتياز عن تلك العلامة، والتي تباع في أكثر من 12000 متجر في أمريكا، إلى بلومبيرج بالقول إن 80% ممن يشترون منتجاتهم هم من محبي الأكل الذين يبحثون عن الجودة فقط، وليس للأمر علاقة بكونها أطعمة حلال.

لكن العديد من الشركات العملاقة مثل نستله ومونديليز إنترناشونال، لم تنخرط بشدة في سوق الأطعمة الحلال داخل الولايات المتحدة، كما يشير التقرير، على الرغم من امتلاكها مئات المصانع والمتاجر التي تبيع أطعمة حلال في مختلف الدول الإسلامية. وثمة شركات أخرى مثل كروجر لا تعرض مثل تلك المنتجات، إلا عند وجود طلب محلي عليها.

ولعل تجارة الأطعمة الحلال تعاني بعض الشيء بسبب الحملة المناهضة للمسلمين في أمريكا. لكن هذا ما حدث بالضبط مع الأطباق الإيطالية عند دخولها الولايات المتحدة، حيث جرى الربط بينها وبين عصابات المافيا، والبعض رأى أنها تفرط في استخدام الثوم.

يتذكر أمان الله لبلومبيرج كيف كان العثور على المأكولات الحلال صعبًا في صغره. أما الآن فقد باتت تلك الأطعمة متوفرة بسهولة في المطاعم ومتاجر الأطعمة. إحدى أشهر شركات بيع الأطعمة الحلال على عربات في شوارع نيويورك هي The Halal Guys. يشير التقرير إلى أن الشركة قد حصلت على شهرة واسعة إلى الحد الذي جعلها تخطط لافتتاح 300 مطعم في الهواء الطلق، في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة.

وقد صرح أندرو إيك، مسؤول التسويق في الشركة، إلى بلومبيرج قائلًا إن كل أطياف وديانات المجتمع الأمريكي تشتري أطباق الشركة بسبب مذاقها الطيب، وليس بسبب أي قيود دينية.

ساسة نت