صلاح حبيب

الصندوق القومي للإمدادات الطبية (تعقيب)


الأخ الأستاذ الفاضل “صلاح حبيب”، قرأت مقالك الذي سطرته عن الصندوق القومي للإمدادات الطبية (الهيئة سابقاً) بجريدة (المجهر) الغراء والتي أداوم على قراءتها يومياً، وحقيقة أعجبني المقال وحديثك عن الصندوق والذي يعتبر واحداً من أنجح الوحدات الخدمية في السودان. وقد كان مقالك منصفاً وموضوعياً ونعلم عزيزي الأستاذ “صلاح” أننا كسودانيين لا نركز في الحديث والكتابة إلا عن السلبيات، وقلما نفتخر بإيجابياتنا ومن هذا المنطلق جاء تعقيبي على مقالك.
فالنظام الإداري بالصندوق وهو نظام يعتمد على تطبيق الجودة الشاملة لا يوجد له مثيل في السودان ولا حتى على النطاق العربي والأفريقي، وهو مفخرة يجب علينا أن نعتز بها، ودليلي على ذلك تلك الوفود التي تأتي من خارج السودان للوقوف على تجربة الصندوق، والدورات التدريبية التي ينظمها الصندوق لعدد من الإخوة من داخل وخارج البلاد.
ولكن مقالك أستاذي “صلاح” أحسب أنك كتبته على عجل ولم تتطرق فيه لأهم الإيجابيات والانجازات ومدى التطور في منظومة تسيير عمل الصندوق، تم انتدابي للعمل بهذا الصندوق لفترة قصيرة والآن لا علاقة لي بهذا الصندوق سوى الاعتزاز بتلك الفترة القصيرة، فقد تغيرت قناعتي بأننا نحن كسودانيين قادرون إذا أردنا ذلك على مواكبة التطور واللحاق بمن سبقونا حتى في ظل الظروف والإمكانيات المعروفة. وقد تحدثت كثيراً لبعض الإخوة الإداريين بعدد من الوزارات والهيئات ممن يبحثون عن نماذج للإدارة الرشيدة أن يبعثوا بمناديبهم للصندوق القومي للإمداد الطبي، للوقوف على تجربته الناجحة والاستفادة منها ونقل هذه التجربة الفريدة لوحداتهم. وأكرر هنا ذات الرجاء لكل الوحدات أرسلوا مناديبكم للتدريب بالصندوق.
لم تتطرق في مقالك عن النظام المتقدم والمتقدم جداً في عمليتي الشراء والتعاقد والمبيعات، ولا لنظام التخزين المتطور ولم تتطرق لأحداث تقنية تم تطبيقها في الصندوق وهو مركز مراقبة المخزون والذي تم افتتاحه بتشريف من أعلى سلطة في البلاد، ويدير هذا المركز إخوة بدرجة عالية من الكفاءة ومن هذا المركز تتم مراقبة المخزون الدوائي في كل المخازن، وبمتابعة دقيقة لدرجات حرارة حفظ الأدوية وبنظام إلكتروني دقيق. ولم تتحدث عن نظام المكافآت والحوافز المطبق بالصندوق والمربوط تماماً بالأداء والانجاز والتفكير الإبداعي والحضور والانصراف.
ليتك أخي “صلاح” تشرفت بحضور اجتماع الصندوق الأسبوعي والذي ينعقد يوم (الاثنين) من كل أسبوع لتقف بنفسك على الطريقة التي يدار بها الصندوق، هذا الاجتماع عبارة عن مراجعة شاملة للأداء خلال أسبوع تتم فيه مناقشة ما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه خلال أسبوع، وأسباب القصور والعلاج الممكن والسريع. وتناقش في هذا الاجتماع التقارير الدورية لكل إدارة وهو أسلوب مبتكر ومتطور لمراجعة وتقييم الأداء حتى الذين ابتعثوا لكورسات خارجية تتم مناقشتهم في هذا الاجتماع الأسبوعي للاستفادة الجماعية، وكذلك الاستفادة من الحصيلة التي أتى بها المبعوث ودراسة إمكانية تطبيقها. وفي هذا الاجتماع الأسبوعي لا فرق بين مدير ومدير قسم.. فقط الأداء والانجاز والابتكار هو المقياس.
أدخل الصندوق الحوسبة في كل مناحي الأداء، شراء الأدوية، التوزيع والاتصال بالعميل وتسهيل اتصال المريض للحصول على الدواء وبأيسر السبل، المعرض الدائم للأجهزة والمعدات الطبية دخول وخروج العمال والأطباء وكيفية الاتصال بين مختلف أقسام الصندوق كل ذلك يتم بنظام إلكتروني دقيق.
ألم يلفت انتباهك أستاذي وأنت داخل عقر الصندوق ذلك المبنى الضخم تحت التشييد أنها مخازن مصممة على أعلى مستوى وبمواصفات عالمية، وهذا واحد من المشاريع تحت التشييد وغيره كثير. كل ما سبق ولم أتطرق لسعر الدواء وانعدامه أحياناً لم أتحدث عن ذلك، لأن الصندوق ليس بالجهة التي تحدد سعر الدولار الذي يتحكم في سعر الدواء، وكذلك الصندوق كغيره من الوحدات الاقتصادية والخدمية تأثر بالحصار الجائر المفروض على السودان.
لك التحية والاحترام أستاذنا “صلاح” ويجب علينا أن نقف إجلالاً واحتراما؟ً لكل العاملين بالصندوق ونرجو لهم مزيداً من التطور والتقدم وعلينا أن نشجع مثل هذه الإشراقات لتعم الفائدة.
د. حسن علي حامد

المجهر