جمال علي حسن

خواطر متطفل في قاعة هيلاري وترامب


الموقف الأمريكي تجاه السودان ولا نقول تجاه حكومة السودان بل تجاه الدولة شعبها ونظامها وسمعتها هذا الموقف أفقد السودانيين الرغبة ليس في متابعة أو مشاهدة مناظرة هيلاري وترامب، بل أفقدهم حتى حق التشجيع المنطقي والموضوعي، فلا هيلاري ولا ترامب يعداننا ببشارات أو نكاد نكون حاضرين في خاطر أحدهم بصفة الاهتمام أو الرغبة في تخفيف أو تشديد الموقف الأمريكي الموجود تجاه السودان .
وكل السودانيين الذين يتحدثون عن تأييدهم لمرشح دون الآخر، لا يتحدثون هذا الحديث وفي بالهم موقف الرئيس الأمريكي القادم تجاه السودان.. لأن المواقف تجاه بلادنا هي من نقاط التوافق النادرة بين الطرفين.. لكن ربما يتحمس أحد المثقفين السودانيين لهيلاري كلينتون مثلاً من منطلقات انتمائه لفضاء الديموقراطيين وتوجهاتهم وبالمقابل يتحمس آخرون لترامب لتفضيلهم ربما منهجه وتوجهات الجمهوريين .
لكن القضية لا تعنينا بالأساس، إلا بمقدار ما تعنينا متابعة حلبة مصارعة بين جون سينا وأورتن، أو ترقب آخر إصدارات أجهزة شركة أبل الأمريكية التي لا تعمل أجهزتها بالكفاءة البرامجية المطلوبة في السودان بسبب الحظر الاقتصادي.. لكننا قد نهتم بمتابعة ومعرفة هذه الأحداث والأخبار من باب الفضول والثقافة العامة فقط .
العقوبات الأمريكية ضد السودان كانت سيئة الأثر وعميقة الضرر.. والمشكلة أن أمريكا لا تكتفي بحظر تعاملها هي فقط مع السودان بل وضعت ترتيبات تجعل حصارها هذا يتخذ صفة التعميم على مستوى الدول الأوروبية المرتبطة مع أمريكا في منظومة حياة واحدة .
وتحت وطأة هذا الإحساس الذي يتملكنا بأننا نعيش فعلا ً في حالة عزلة شبه كاملة عن مخاطبة قضايا العالم وأحداثه الكبيرة لنا.. إما أن ننهزم تماماً ونقدم تنازلات أكبر من التنازلات التي قدمها أصدقاء أمريكا القدماء في محيطنا العربي وهذا هو المطروح الآن كالتطبيع مع إسرائيل مثلاً والذي لم يكن شرطاً في علاقات الولايات المتحدة مع بقية الدول العربية الصديقة لأمريكا لكنه يُفرض علينا وكأنها شرط تأديبي على مواقف الإنقاذ ضد أمريكا في سنواتها الأولى .
وإما أن نخرج من هذه المحنة بمناعة جديدة تماماً ضد الهيمنة الأمريكية نقدمها كتجربة تفيد العالم الذي يشتم أمريكا صباحاً ويشاركها الفراش ليلاً .
أزمة العلاقات الثنائية بين السودان والولايات المتحدة أنها بدأت بعرض معونة رفضها السودان وانتهت الى حظر طويل فرضته أمريكا.. وما بين الرفض والفرض صفقات وأزمات.. لينتهي بنا الحال درجة تسليم أوراق تلك العلاقات إلى مكاتب علاقات عامة وسماسرة دوليين..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

 

اليوم التالي