صلاح حبيب

يختلفون سياسياً ويتصاهرون اجتماعياً!!


تتواصل زيجات الإسلاميين مع كيان حزب الأمة والأنصار رغم الاختلاف السياسي بين الطرفين، فأمس الأول شهد مسجد الشهيد بالخرطوم عقد قران نجل الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق (مصعب)، على “إسراء” كريمة آل “عبد الله جاد الله” وهو من القيادات الأنصارية وحزب الأمة رحمة الله عليه.
فقد فاض مسجد الشهيد بالمهنئين الذين جاءوا للمشاركة في تلك الزيجة الائتلافية إذا جاز تسميتها، بناء على الائتلاف الذي تم بين حزب الأمة والجبهة الإسلامية القومية في الديمقراطية الثالثة.
المشير “عمر البشير” رئيس الجمهورية كان في مقدمة حضور عقد القران وكان وكيلاً للزوج “مصعب” ابن الأستاذ “علي عثمان”، فيما كان الإمام “أحمد المهدي” إمام الأنصار، قد قام بمراسم عملية العقد وقد حضر مساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق المهدي” والفريق أول ركن “عوض ابن عوف” وزير الدفاع، والفريق أول ركن “مهندس عبد الرحيم محمد حسين” والي ولاية الخرطوم، والبروفيسور مولانا “حيدر أحمد دفع الله” رئيس القضاء، ومولانا “الشيخ الزبير محمد الحسن” الأمين العام للحركة الإسلامية، والأستاذ “بدر الدين محمود” وزير المالية، والأستاذ “عبد الرحمن حسن” محافظ بنك السودان، والشيخ “إبراهيم السنوسي” الأمين العام للمؤتمر الشعبي، وعدد كبير من القيادات الحزبية والتنفيذية والإعلامية والصحفية ومنظمات المجتمع والمحامين.
كان العقد عملية استفتاء للأستاذ “علي عثمان” ومدى علاقته بكل الناس في السلطة وخارجها، وكان الوصول إليه لتقديم التهنئة كأنما الإنسان يريد أن يرمي جمرة العقبة، وعند السلام عليه كان الخروج أيضاً عصياً على من وصل إليه، وقد تعطلت الحركة تقريباً ولم يتمكن المهنئون من السير في الطريق العام الذي وقف على تنظيم الحركة فيه عدد من رجال المرور.
إن زيجة نجل الأستاذ “علي عثمان محمد طه” من الأنصار تضاف إلى زيجات الإسلاميين منذ أن بدأ تلك العلاقة الراحل الدكتور “حسن الترابي” من السيدة “وصال الصديق المهدي”، وامتدت الزيجات للأستاذ “علي عثمان” نفسه فحرمه أيضاً من بيت أنصاري وتواصلت الزيجات، فالفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” اعتقد أن نجله قد دخل بيت الإمام “المهدي” وتصاهر من إحدى كريماته، وكذلك الأستاذ “عبد الجليل حسن عبد الجليل” مدير جامعة الإمام الهادي، فهو من الإسلاميين، تزوج الدكتورة “بخيتة الإمام الهادي المهدي”، ونجل البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان الراحل “إسماعيل”، تزوج من ابنة “فاطمة عبد الرحمن المهدي” فلا أدري إذا كانت العلاقات الاجتماعية بين حزب الأمة والأنصار والإسلاميين بهذه الطريقة، فلماذا يختلفون سياسياً، ولماذا لا يضعون أيديهم لخروج البلاد من أزماتها المتكررة، فعندما جاء النظام المايوي كان الأستاذ “مهدي إبراهيم” وهو من أسرة أنصارية قبل أن يصبح حركة إسلامية تضامت مع الإمام “الهادي” بالجزيرة أبا ضد النظام المايوي، وكذلك الراحل “محمد صالح عمر” و”الكاروري”، فمنسوبو الحركة الإسلامية غالبيتهم من جذور أنصارية، فبدل الزيجات تأتي باللفة يكون (زيتنا في بيتنا).

المجهر