منوعات

المخرج عاطف السنهوري.. غياب مؤسسات السينما يعوق تطورها.. رؤية مبدع


يمر الإخراج في السودان بمرحلة النمو ولم يصل إلى القمة المتمثلة في الإبداع، وذلك لوجود عدد من المعوقات من بينها الجوانب الفنية وغياب الدعم المالي، ورغم أهميته في عكس الثقافة والتاريخ والفكرة للمشاهد بجانب معالجة الكثير من القضايا إلا أن عدم التأهيل الأكاديمي وشح التدريب ساهما في تراجع المهنة وظهور نجوم جدد في مجال الإخراج.
المخرج السينمائي عاطف السنهوري واحد من الأسماء الكبيرة في المهنة حيث طور قدراته بالدراسة خارج السودان علاوة على حصوله على تدريب متقدم ومجالسة أميز المبدعين في المجال، الأمر الذي وضعه في قائمة المخرجين الكبار،(اليوم التالي) جلست إلى عاطف في لقاء سرد خلاله الكثير من العقبات التي تعترضهم كمخرجين، وفي المساحة التالية ندلف إلى إفاداته:

نريد أن نتعرف عليك أكثر؟
المخرج عاطف السنهوري، مخرج سينمائي وتلفزيوني بكالوريوس المعهد العالي للسينما قسم الإنتاج السينمائي ، أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية والبرامج والأفلام السينمائية والتلفزيونية.
ما هي مؤهلات المخرج؟
التأهيل الأكاديمي درجة البكالريوس على أقل تقدير في المجال السينمائي والإخراجي، السيناريو أو المونتاج، وثانيا أن يكون قد عمل منذ وقت مبكر في المجال مع مخرجين كبار حتى يتدرب على أيديهم كما يجب أن يكون على قدر عال من الثقافة وأن يمتلك رؤية جيدة.

ماهي المشاكل التي تواجه المخرجين في السودان ؟
عدم وجود قنوات جيدة متخصصة في المجال على النقيض من السابق الذي كانت فيه خارطة برامجية جيدة، كما أن وجود مذيعين جيدين وعلى مستوى عال كما هو الحال في السنوات الماضية أمثال حمدي بدر الدين وغيرهم، كما أن عدم وجود نظام محدد في الفضائيات وخارطة برامج، أفضى إلى ملل واضح.
أجمل البرامج التي قدمتك كمخرج؟
شاركت في الكثير من البرامج والمسلسلات كما أخرجت إعلانات ودراما وبرامج تسجيلية، وفيلم عن الإيدز تم عرضه بثلاث لغات العربية الإنجليزية والفرنسية، وصورنا فيلما في كتم في شمال دارفور.
ما هي المشاكل التي تواجه الإخراج في السودان؟
بكل أمانة هناك العديد من المشاكل التي تواجه الإخراج في السودان من بينها عدم وجود مؤسسات للسينما كما كان في السابق وحتى إذا حاول أي مخرج أن يعمل عملاً للسودان باعتبار أن هناك الكثير الذي يمكن تقديمه لن تجد جهة تتبنى العمل.

لماذا لا ننتج أفلاما سودانية ؟
السينما السودانية اختفت منذ سنوات طويلة، وساهم عدم وجود معدات و أدوات العمل السينمائي في وجود مشكلة حقيقية لأن ثمن كاميرا العمل السينمائي لا تقل عن مليون دولار وبقية المعدات أيضا غالية الثمن، بجانب عدم وجود طباعة للفيلم لكن هذا لا يمنع إنتاج أفلام وحال وجدت كاميرا واحدة يمكن أن نقوم بالإنتاج، والمونتاج والتحميض والطباعة في الخارج كما أن الكاميرا أيضا يمكن إيجارها من الخارج، وعلى النقيض من كرة القدم التي لا أرى أنها جيدة غير أن وجود ملاعب ساهم بدرجة كبيرة في بعض من التطور باعتبار أن المريخ والهلال يملكان ملاعب خاصة بهما بجانب بقية الملاعب في الخرطوم، أمدرمان وبحري، غير أن عدم وجود دور عرض ساهم في اندثار السينما.
اسرد لنا تفاصيل مهرجان مسقط السينمائي؟
المهرجان كان بدعوة من رئيسه دكتور خالد الزدجالي وهو من أبناء دفعتي في معهد السينما بمصر بجانب وزير الإعلام معالي عبد المنعم بن منصور الحسني ونظمت لنا رحلة بحرية وتم تكريم ضيوف المهرجان وقد كرموني بالخنجر الفضي.

حدثنا عن رحلة كتم؟
صورنا فيلما في كتم بشمال دارفور وفي هذه المساحة أشكر معتمد كتم دكتور آدم عبد الكريم إبراهيم على الاستضافة وحسن التعامل وقد تم تكريمنا في الفاشر من قبل وزير الثقافة حمزة أبو العباس.

هناك العديد من دور العرض مثل، قاعة الصداقة، قصر الشباب والأطفال وغيرها ؟
السينما في السودان اندثرت بشكل كبير، ومعظم دور العرض أغلقت، حاليا العالم بأسره اتجه لسينما المول التي أصبحت منتشرة إلى حد كبير، ومفهوم إمكانية مشاهدة الأفلام في اليوتيوب أو التلفزيون خاطئ تماما، وإلا بماذا نفسر وجود سينما في أمريكا ودول أوربا وبعدد كبير هل نحن وصلنا مرحلة متقدمة من الفهم أكثر منهم بالطبع لا لماذا يقف الكثير منهم في صفوف لمشاهدة أحدث الإنتاج السينمائي.

بماذا تفسر اتجاه الكثيرين لمتابعة الأفلام عبر الهواتف وما هو الفرق بين الإخراج في السينما والتلفزيون؟
حقيقة أنا مندهش لعلاقة السينما بالمويايل، ولا أدري من أين جاءت تسمية سينما موبايل، لأن الفيلم السينمائي له شرطان، كاميرا التصوير أن تكون سينمائية وهي التي يتم تصوير كافة المشاهد بها وأي مخرج لم يعمل بكاميرا سينمائية لا يعتبر مخرجا سينمائيا، وثانيا تكنيك الأفلام السينمائية يختلف تماما، وأعتفد أن اتجاه كثيرين في أوربا لتصوير الأفلام عبر كاميرات الفيديو يطلق عليه الواقعية في أوربا ويطلق عليها أيضا سينما الشباب، وهي اتجاه الشباب غير المعروفين في عالم الإخراج التلفزيوني لتصوير المشاهد في الشارع لتقليل تكلفة الإنتاج ومتى ما كان المخرج مبدعا تتاح له فرصة العمل في الإخراج السينمائي.

وماهي المشاكل التي تعترض عملكم وترى أنها تمثل معضله حقيقية لاتحاد السينمائيين ؟
نعاني من مشاكل دخول أجسام أخرى لرعاية نشاطات سينمائية بالرغم من أنه لا علاقة لهم بالأمر، وهي دليل كاف على ضعف الاتحاد لأن الاتحاد الذي لا يستطيع المحافظة على حقوقه لا يستطيع معاقبة الآخرين، وأرى أن الاتحاد لا يملك الهيبة، الكاملة لوقف مثل هذه الممارسات.

قلة الأعمال الدرامية وتأثيرها على المخرجين؟
بالتأكيد تؤثر بشدة على المخرجين والممثلين وتؤثر على تطور المخرج حتى يصل لمرحلة جيدة وتكسبه القدرة على التعامل بشكل جيد في المجال، كما تؤثر عليه ماديا أيضا.
حدثنا عن خططك المستقبلية؟
سأنتج المزيد من الأفلام الوثائقية بجانب المشاركة في المهرجانات المختلفة وحاليا أجهز نفسي لعمل خارجي كما أتمنى أن يضيف هذا الفيلم لي وللسودان.

رسالتك للشباب الذي يملك موهبة الإخراج؟
التأهيل الأكاديمي في المجال والاحتكاك أكثر بالمبدعين أصحاب الخبرات حتى يستفيدوا أكثر، وأوجه رسالة ثانية وأتمنى أن يسود السودان السلام الكامل لأن رسالتي كمخرج لابد أن تكون في كافة المجالات وأرى أننا أصحاب حضارات وأتمنى أن تتوقف الحروبات التي أرى أنها تستنزف الطاقات وتؤدي لإنهاك الجميع وأتمنى من جميع الساسة التوحد تحت راية الوطن.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي