مقالات متنوعة

الزهرة الحمراء


تقول الأخبار الواردة من العاصمة الإثيوبية؛ أديس أبابا؛ أو (الزهرة البيضاء)؛ إن الشرطة الإثيوبية أطلقت الغاز المُسيل للدموع والرصاص على متظاهرين في مدينة (بوفتشو) (40) جنوب العاصمة أديس أبابا؛ ما يُشير إلى أن الأوضاع في طريقها إلى الأزمة الشاملة؛ رغم اعتراف المسؤولين بالمشكلة؛ والوعود بتلافيها.
* كما هو معروف فإن الاحتجاجات بدأتها جماعتا (أورومو وأمهرا)؛ وهما أكبر المجموعات العرقية في البلاد، وتمثلان معًا (80%) من سكان إثيوبيا؛ وتؤشر المظاهرات إلى استياء متزايد لدى هاتين المجموعتين اللتين تشعران بالتهميش لصالح مجموعة تيغراى المتهمة بالاستحواذ على المناصب الحكومية والعسكرية المهمة.
* الاحتجاجات المُستمرة في أنحاء من البلاد وصلت منذ أشهر لأول مرة؛ إلى العاصمة أديس أبابا؛ حيث تجمع المئات في ساحة (ميسكل) الرئيسية في العاصمة، بدعوة من المُعارضة الممثلة لمجموعة أورومو القومية الرئيسية في البلاد؛ مُرددين شعارات بينها “نريد حريتنا” و”أفرجوا عن سجنائنا السياسيين”.
* منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية؛ سبق وأن اتهمت قوات الأمن الإثيوبية؛ بقتل أكثر من (400) شخص أثناء احتجاجات ضد الحكومة التي جرت في نوفمبر 2015. وقالت المُنظمة إن الحكومة الإثيوبية؛ شنت حملة قمع وحشي ضد متظاهرين سلميين بشكل عام كانوا يحتجون على خطط مثيرة للجدل من أجل توسيع الحدود الإدارية للعاصمة أديس أبابا، تقتضي مصادرة أراض من المزارعين (الأورومو) الذين يشكلون أكبر مجموعة إثنية في البلاد.
* رشيد عبيد، وهو مدير مشروع القرن الأفريقي، في مجموعة الأزمات الدولية، قال: “أصبح واضحًا أن الاضطرابات في إثيوبيا خطيرة ومزعزعة للاستقرار؛ ما بدأ باعتباره احتجاجات مُتفرقة ومحلية في مناطق (أروميا والأمهرا)؛ تحول الآن إلى حركة واسعة النطاق تُغطي رقعة كبيرة من البلاد”.
* الحكومة الإثيوبية؛ رفضت استقبال لجنة أممية للتحقيق في فض الشرطة لمظاهرات شهدتها العاصمة أديس أبابا وإقليمي (أروميا) و(أمهرا) مطلع أغسطس الماضي، أسفر عن سقوط قتلى. وقالت على لسان؛ وزير الدولة للشؤون الخارجية، (تاي أسقي سيلاسي)، “لدينا مؤسسات حقوق إنسان قادرة على إجراء تحقيق مُستقل وحيادي وشامل، ولا حاجة للتدخل الأجنبي”.
* الوزير الإثيوبي؛ كشف عن سلسلة من المُناقشات واللقاءات في جميع أقاليم البلاد التسعة (الأرومو، الأمهرا، التقراي، بني شنقول غمز، قامبيلا، هرر، شعوب جنوب أثيوبيا، الصومال الأثيوبي والعفر بجانب مدينتي أديس أبابا ودريداو، المتمتعان بحكم ذاتي)”. واتهم عناصر سياسية – لم يسمها- لها أجندة خاصة، وقوى خارجية – لم يذكرها- بـالسعي لاستخدام المظاهرات لتغيير النظام وزعزعة الاستقرار.
* قبل عام واحد، كانت إثيوبيا تحت أنظار العالم بعد زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حيث حُظيت بتقدير عالمي بعد مضاعفة معدلاتها للنمو خلال عقد واحد، في منطقة خطيرة للغاية. ومنذ ذلك الحين، ضرب الجفاف الدولة التي يبلغ عدد سكانها (100) مليون مواطن، وانتشرت المظاهرات المناهضة للحكومة في أكثر مناطقها ازدحامًا بالسكان.
* نخشى أن تتحول أديس أبابا أو (الزهرة البيضاء)؛ إلى (زهرة حمراء) فاقع لونها لا تسر الناظرين؛ بسبب القمع الممارس ضد المواطنين الرافضين للحُكم التسلطي بالطريقة القديمة؛ وبيع الأراضي للمُستثمرين الأجانب دون تفاهامات مُرضية مع الشرائح الضعيفة التي سحقها الفقر؛ وما زال يسحقها منذ قرون طويلة.

بهرام عبد المنعم

اليوم التالي