أبرز العناوينحوارات ولقاءات

لينا يعقوب من نيويورك تحاور وزير خارجية السودان: نحن على الطريق الصحيح


في حوار من موقع الحدث وزير الخارجية بروف إبراهيم غندور لـ(السوداني): (1-2)

 (…)*  هذا هو التقدم الحقيقي الذي حدث بيننا والجانب الأمريكي

 *كثير من التصريحات تصدر من أشخاص غير معنيِّين بالملف..!

 (…)*  في هذه الحالة تخرج الإدارة الأمريكية للحديث عن السودان

 *المشكلة أن البعض يحاول أن يعرف كل شيء

*ليس من السهولة رفع عقوبات عمرها أكثر من (23) عاماً ولكن..!

من الصعوبة أن يحصل الصحافي على معلومات من مصادر واضحة في موضع المسؤولية، عن ما يدور داخل الغرف المغلقة بين الخرطوم وواشنطن. تصريحات مُقتضبةٌ من الجانبين، وتكتُّمٌ واضحٌ على الدرجة التي وصل إليها الحوار.

تفاؤلٌ حذرٌ، نتائجُ ملموسة، الاستمرار في الحوار، هي الملامح البارزة في حوار (السوداني) مع وزير الخارجية إبراهيم غندور قبيل عودته إلى الخرطوم.

في ظرف ثمانية أيام فقط، أصدر الجانب الأمريكي بيانَيْن حول السودان، يتعلق الأول بمدى تعاون السودان في قضايا الإرهاب، والثاني يتعلق بالعقوبات الاقتصادية  وتشجيع البنوك الأجنبية على التعامل مع الخرطوم.

ورغم أن تصريحات تصدر من جهات مختلفة في السودان، إما متفائلة برفع العقوبات، أو متشائمة من إمكانية حدوث تقدم؛ إلا أن وزير الخارجية وضع النقاط على الحروف، وأجاب عن كثير من التساؤلات، ورفض الإدلاء بأي إجابات في البعض الآخر.

 حاورته في نيويورك: لينا يعقوب

 *قبل الدخول في لقائك الرفيع الذي أجريته في نيويورك مع الجانب الأمريكي.. لماذا لم يتم الحديث أو الإفصاح عن اللجنة رفيعة المستوى التي شكَّلها رئيس الجمهورية للحوار مع الولايات المتحدة والتي ترأسها أنت؟ وهل هي سرية؟

لا ليست سرية، كل ما في الأمر أن هناك اتفاقاً بيننا، على أن هذه القضايا ليست للإعلام، حتى تصل إلى نهاياتها، وهي ليست جديدة، كما أن عمر الحوار عبر الآلية أشهر، وعبر وزارة الخارجية مع الآليات المختلفة في الولايات المتحدة سواء كانت مع الخارجية أو غيرها عمره أكثر من عام ونصف العام، بالتالي الأمر ليس جديداً لكنَّ هناك اتفاقاً على أن لا تخرج أي تفاصيل إلا بعد أن تكتمل نقاط الحوار، وخرج ما خرج مصادفةً لأنكِ كنتِ هنا في نيويورك أثناء انعقاد الاجتماعات.

 
*متى شكَّلَ الرئيس الآلية؟

بداية يوليو الماضي.

 *جديدة جداً؟

نعم، لكنَّ الخارجية ظلَّت تعمل في الملف منذ وقت طويل، وأنا شخصياً علاقتي بالملف بدأت منذ أن كنت مساعداً للرئيس وبتكليف مباشر منه.

 

*من أي طرف جاء طلب أن لا يخرج حواركم إلى الإعلام؟.. هل أنتم من طالبتم الجانب الأمريكي بأن تكون اجتماعاتكم ونتائجها سرية، أم العكس؟

حقيقة هو اتفاق بين الطرفين، طالما أننا لم نصل إلى النهايات حتى الآن، وعلينا أن لا نُعلن نتائج غير مكتملة.

 
*الولايات المتحدة تُجري حوارات مع عدد من الدول، لا تحيطها بهذه السرية التي تتم مع السودان.. هل تخجل أمريكا من الحوار مع الحكومة القائمة؟

الحوار بين الولايات المتحدة وكوبا، استمرَّ سنوات ولم يخرج للعلن، إلا بعد أن أوشك الاتفاق على الحدوث، كذلك الحوار بين الولايات المتحدة وإيران، رغم أن الآلية المعلنة (5+1) كانت تتحدث في أحيانٍ، لكنَّ ما يصدر على لسانها ويخرج للعلن لم يكن الحقيقة التي تخرج من أضابير الغرف المغلقة. هكذا هو الحوار دائماً، إذا أريد له النجاح فيجب أن يبعد عن القضايا التي يراد بها إحداث اختراق أو نجاح إعلامي أو حتى تضخيم أو تصغير أمر، لذلك حرصنا أن يكون في هذا الإطار.

 
*وهل الجانب الأمريكي ملتزم؟

نعم، حتى عندما تخرج منه بعض التصريحات تكون نتيجة لتسريب حدث في صحفنا، فيخرجون للإعلام للإشارة لما حدث من وجهة نظرهم.

 *عادة ما تكون التصريحات سالبةً باستثناء البيان الأمريكي الأخير.. ألا يُثيركم ذلك في الإفصاح قليلاً عن ما يجري؟

لا أتفق مع أن التصريحات سالبة، أنا أشير إلى أن التغيير واضح في التعامل بين البلدين، سواء كان في الاجتماعات الدولية أو حتى على مستوى الإعلام، هناك تقدم واضح في التعامل بين البلدين في مختلف المجالات، لكن ما أستطيع قوله أننا لم نصل حتى الآن إلى اتفاق نُعلن فيه حل المشكلات. نحن نسير في الطريق الصحيح الذي يُمكِّننا من الوصول إلى نهاية المطاف، لكن لا ندري ماذا يمكن أن يحدث في منتصف الطريق..!

 
*ما هو الطريق الذي تريدون الوصول إليه؟

الوصول إلى علاقات طبيعية بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، مثل علاقات السودان مع بقية الدول.

 

*وهل لديكم أمل أن يحدث هذا مع الحكومة الحالية في السودان؟

نحن على الطريق الصحيح، لا أستطيع القول أنه سيحدث، لكنني أكثر تفاؤلاً مما مضى.

 

*إذاً، أنت متفائل؟

تقريباً نعم.

*هناك متشائمون من إمكانية العودة لعلاقة طبيعية بين البلدين؟

أن نتفاءل أو نتشاءم سيان، لكن ليس أمامنا خيار إلا خيار الحديث إلى الآخر والحوار معه، وفي كل الحالات إما أننا وصلنا إلى نتيجة إيجابية كما نريد، أو وصلنا إلى منتصف الطريق أو في حال لم نصل إلى شيء لن نخسر كثيراً.

 

*منذ أن كُنتَ مساعداً للرئيس إلى أن أصبحتَ وزيراً للخارجية، ما هو التقدم العملي الذي حدث بين البلدين؟

لم يكن هناك حوار رسمي، حتى عندما زرت الولايات المتحدة وأنا مساعد رئيس كانت تلك أول زيارة رسمية وبدعوة رسمية ولمسؤول في ذلك الوقت لإجراء حوار مباشر، لم يكن وفقاً لأمر متفق عليه إنما لتوضيح وجهات نظر الطرفين، ذلك الحوار انتهى في حينه، لكنه كشف الكثير من القضايا بالنسبة للطرفين وكيفية التعامل معها. في الفترة الأخيرة بعد أن تم تعييني وزيراً للخارجية، تمت لقاءات على مستويات مختلفة، اتفقنا فيها على حوار جاد يهم الطرفين، كما أننا نتحاور  بصورة شبه راتبة، واتفقنا أن لا نتحدَّث عن القضايا إلا بعد الوصول إلى نهاياتها.

 *حتى القليل الذي يخرج، يأتي الجانب الأمريكي وينفيه إن كان حديثاً إيجابياً.. ألا يدل ذلك على عدم نية الإدارة الأمريكية التقارب مع السودان؟

مثل؟

 
*الخارجية الأمريكية أصدرت بياناً وعادت بعد يوم عبر ذات المتحدث الرسمي لتنشر تصريحاً سالباً، يؤكد عدم وجود تقارب أو حتى بشريات في الطريق؟

أولاً، أنا أقول إنه من جانبنا لن نُدلي بأيِّ تصريح، فكثيرٌ من التصريحات تصدر من أشخاص ليسوا معنيِّين بالملف، وهي اجتهادات شخصية بمعلومات أو غيرها. بالنسبة للجانب الأمريكي التصريحات التي تخرج متفق عليها، وحتى التصريح الذي وصَفْتِهِ بالسالب كان كذلك، وهو ما ذكرناه في حينه، لكن الردود على الصحافيين وأنا رأيت لها تلخيصاً من صحافيٍّ معروف بمعارضته للحكومة وخدمة أجندة محددة، حاول أن يجمع تصريحات في تواريخ وتوقيتات مختلفة بل وفي قضايا مختلفة، ليصنع منها خبراً سالباً، لكنها لم تُؤدِّ الغرض إلا عند الذين لا يتابعون أو لا يعرفون.

 
*ألا تعتقد أنه من حق الناس والمواطنين أن يعرفوا ما يدور في هذا الحوار؟

من حقِّ الناس أن يعرفوا، ولكن المعرفة والمصلحة الوطنية العليا تتطلب أن يعرفوا في الوقت المناسب، والذي لا يتضرَّر منه الحوار ولا تتضرَّر منه البلد، المشكلة أن البعض يحاول أن يعرف كل شيء في الوقت الذي يريده هو، وليس في الوقت الذي تريده مصلحة الحوار والقضية، لذلك عندما يكون الوقت مناسباً سنخرج بكل التفاصيل، وليس لدينا ما نُخفيه ولا نتفاوض حول قضايا سرية، لكن الحوار بين أي بلدين يجب أن يخضع لما يتم الاتفاق عليه.

 

*ألا تعتقد أن التكتم بطلب من الجانب السوداني لأنه عادة يرفع سقف التوقعات في الوقت الذي لا يوجد فيه تقدم ملحوظ بين البلدين؟

من قال إنه لا يوجد تقدم.

 

إذاً، أخبرنا عنه؟

إننا نمضي في الاتجاه الصحيح للوصول إلى النهايات التي نبحث عنها.

 

*نحن نسأل عن التقدم.. هل مثلاً سيُرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟

هذا هو نهاية المطاف الذي نتمنى أن نصل إليه.

 

*هل ستُرفع العقوبات الاقتصادية؟

هناك تقدم ملحوظ في درجة الإعفاءات، كنت في يناير 2015، وفي نفس الأسبوع الذي كنت فيه، اُتُّخِذَ قراراً برفع إعفاء التقانة والبرمجيات والآلات الزراعية، ثم جاءت الأدوية والمُعدَّات الطبية بعد ذلك التعليم العالي، والآن نتناقش حول التحويلات البنكية،  ونحن في انتظار تطبيق نتائج مؤتمر عقد قبل ثلاثة أشهر.

*وبماذا خرج الوفد الاقتصادي الذي شارك في الندوة الاقتصادية؟

 قبل نحو عشرة أيام، كان هناك وفد اقتصادي لمناقشة بعض المواضيع، وهذا كل تقدم، بالتالي إن قلنا إنه لا يوجد تقدم فهذا خطأ كبير، لكن في التحاور مع دولة كالولايات المتحدة ليس من السهولة لعقوبات عمرها أكثر من (23) عاماً أن تُرفع  في حوار أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو اثنين، الأمر يحتاج لحوار مُطوَّل وإلى بناء ثقة وبعد ذلك الوصول إلى قواسم مشتركة في الحوار وأجندته وكيفية تأكد كل طرف من أن الطرف الآخر يلتزم بما تم الاتفاق عليه، السودان ظل يقول إن الولايات المتحدة لا تفي بما تتعهد به بالتالي هذه هي القضايا التي ظللنا نعالجها خلال الفترة الماضية.

 
*فيما يتعلق بالتحويلات المالية.. وصلتنا معلومة أنه تم إعفاء التحويلات المالية من السودان إلى البعثة في نيويورك والسفارة السودانية أيضاً؟

المعلومة صحيحة، وهناك محاولة غيرها لإكمال ذلك بمخاطبة البنوك أن هذا هو الحد المسموح به وهذا غير مسموح به، لأن البنوك اعتبرت أن كل التحويلات إلى السودان ممنوعة، وكان هذا هو الغرض من الورشة في الوقت الحالي، قبل رفع العقوبات النهائية. هي معالجة في منتصف الطريق، كما أننا اتفقنا كذلك على الإسراع في معالجة الأمور التي تحتاج إلى النظر بواسطة الإدارات المعنية في الولايات المتحدة، هذا تقدم، وهو ليس ما نريد لكنه المتاح الآن، ونحن نمضي في الاتجاه الصحيح.

 

*لكن حتى الاستثناءات التي منحتها الولايات المتحدة  للسودان علناً، غير مُفعَّلة، بل إن واشنطن توقع العقوبات على البنوك التي تتعامل مع السودان في التحويلات التي تتعلق بالدواء وغيرها؟

هذا ما تم الاتفاق عليه ويجب أن يُطبَّق، ولعل البيان الأخير أشار إلى أن المُعاملات التي تتم عبر بنوك أمريكية وفيها شراء سلع أو دولار سيسمح بها إن كان لها بعد إنساني، أما البنوك غير الأمريكية فيُسمح لها بالسلع والدولار دون حظر. البنوك التي كانت حاضرة سمعت ذلك بصورة مباشرة، ولكن للأسف لأن الدعوة جاءت متأخرة لم تتمكَّن عدة بنوك من الحضور، وربما يتم نقاش الأمر في لقاء قريب في نيويورك.

 
*هل هذه البنوك أمريكية أم أوروبية؟

أمريكية وأوروبية وعربية وغيرها.

وزير الخارجية إبراهيم غندور في حوار صريح مع (السوداني) (2-2)

 
الجنوب كان لبعض القادة الأمريكان “سويسرا” وجنة إفريقيا الموعودة..!

الحكومة ليست لها مشكلة في التحويلات المالية، المشكلة في المواطن..!

في هذه الحالة (…) يمكن أن نسلم متهمين بالإرهاب للولايات المتحدة..!

 
*هلّا حدثتنا عن لقائك بمستشارة الأمن القومي سوزان رايس، وكيف كان؟

لا تعليق.

 

*هناك حديث عن أن الإدارة الأمريكية طلبت من الحكومة السودانية القيام بدور مُعيَّن في جنوب السودان؟

الجانب الأمريكي حريصٌ على السلام في جنوب السودان، السبب الأول أنه كان السبب في قيام دولة جنوب السودان، والذي كان لبعض القيادات الأمريكية “سويسرا” الموعودة والجنة الجديدة القادمة في وسط القارة الإفريقية. كلنا كنا نتمنى ذلك، لأنه سينالنا طرف من أي رفاهية يتمتع بها الجنوب، لكن كما توقعنا ذهب الأمر في الاتجاه الذي كنا نشعر بأنه سيكون قتالاً بين زملاء السلاح بالأمس. الولايات المتحدة الأمريكية ترغب أن ترى جنوباً آمناً، وهذا لن يكون إلا بمشاركة إقليمية فاعلة من دول الجوار، وعلى رأسها السودان.

 

*ولماذا السودان بالتحديد؟

 هو الأكثر معرفة بالجنوب وقياداته حتى من هم دون مستوى القيادات، طبيعة الجنوب والتركيبة القبلية، أطول حدود للجنوب تربطه مع السودان وشمال الجنوب كله متأثر بالثقافة السودانية حتى في طبيعة عيشه، هناك ترابط قبلي وثيق، بالتالي السودان يمكن أن يؤدي دوراً مع جيرانه في الإيقاد ومباشرة أيضاً مع جنوب السودان، وهذا ما تنشده الولايات المتحدة، والسودان يؤدي هذا الدور، ليس لأنه طلب أمريكي لكن لأننا نؤمن أن هذا ما يجب أن نفعله مع أشقائنا.

 

*ألم تطلب منكم الإدارة الأمريكية دعم سلفاكير؟

ليس هنالك شيء من هذه التفاصيل، لكن التفاصيل التي اتفقنا عليها هي التي دارت مع النائب الأول الحالي تعبان دينق، وما يجري بين الجهات الأمنية وقادة جيش كلا البلدين أو أجهزة استخباراتها.

 

*معلومات تشير إلى أنه تم الضغط على السودان لإجبار مشار على الانتقال لدولة إفريقية بعيدة قليلاً عن أماكن وجود قوات مشار؟

لم يصلنا ولم تجبرنا جهة على ذلك، معلوم أن مشار وصل إلى الكونغو وساعدته الأمم المتحدة، والسودان أيضاً ساعد في نقله، ومعروف أيضاً أنه بقي في المستشفى فترة طويلة تحت العلاج المكثف حتى تعافى، بالتالي يمكنه أن يغادر السودان في أي وقت.

 

*هو أصدر بياناً وأعلن الحرب على سلفاكير وهو موجود في السودان؟

نعم، ولكن نحن أشرنا إلى أن السودان لن يكون منصة ينطلق منها عمل مسلح ضد جنوب السودان في إشارة لذلك البيان. البيان عمل سياسي، ولكن الإشارات التي حوته تستوجب أن نشير إلى أننا لسنا مع أي عمل عسكري ضد الجنوب.

 

*كنتم تتهمون حكومة الجنوب السودان بأنها تدعم الحركة الشعبية شمال، هل ما زلتم تتمسكون بالاتهام؟

حكومة الجنوب حتى يومنا هذا تدعم الحركات المسلحة في المنطقتين ودارفور.

 

*إن كانت حكومة الجنوب ما زالت داعمة للحركات المسلحة، ما الذي يجعل السودان لا يدعم رياك مشار أو الحركات المتمردة على حكومة سلفاكير؟

نحن نرى أنه إذا كان الجنوب مستقراً فخير لنا من عدم استقراره، وبالتالي نتمنى أن تتوفر الإرادة في جنوب السودان للوصول إلى سلام مع السودان وتنفيذ الاتفاقيات التي وقعها الرئيسان في عام 2012، ومتى ما تم ذلك سيكون هناك جوار آمن بين البلدين، وتعاون لمصلحة الشعبين، لكن حتى الآن ما زالت الحركات المسلحة في جنوب السودان تجد الدعم من حكومة الجنوب أو بعض الأطراف.

 

*هل سيستمر هذا الموقف؟

انعقدت اللجنة المشتركة الأمنية في جوبا ومسؤوليتها الأساسية هي هذه القضية حسب الاتفاق الذي تم بين اللجنة الأمنية والسياسية بين البلدين.

 

*هل أجريت أي لقاءات تتعلق بمفاوضات الحركة الشعبية شمال وضرورة تنازل الحكومة للتوصل إلى سلام معها؟

لا، لكن التقيت بالنائب الأول لحكومة جنوب السودان الفريق تعبان دينق وبوزير الخارجية دينق ألور وتناقشنا مطولاً حول هذه القضايا.

 

*ومن خلال لقاءاتك مع الأمم المتحدة، ما هو موقفها من أزمة الجنوب، تحديداً، من يساندون الآن، سلفاكير؟ أم يرغبون في عودة مشار؟

الأمم المتحدة لم تصدر رأياً حول ما يجري في الجنوب، لكن كلمة الأمين العام والوزراء والقيادات التي شاركت في الورشة حول الجنوب أشارت إلى أهمية الحل السلمي، وإلى ضمان الاستقرار في جنوب السودان، وفي كلمة الأمم المتحدة تمت الإشارة إلى أن مشار طرف لا يمكن تجاوزه، وهذا تفسير يحتاج إلى الأمم المتحدة نفسها لتفسر، السودان يرغب أن يرى جنوب السودان آمنا ومستقرا يتعاون معنا من أجل السلام في البلدين، ووجود مشار في الخرطوم هو لأسباب إنسانية وأعلن عن ذلك وحكومة الجنوب والأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعلمون ذلك، ومتى ما انتفت هذه الأسباب سيغادر السودان مباشرة.

 

 

*أصدرت الولايات المتحدة بياناً أشادت فيه بدور السودان في قضايا الإرهاب، رغم أنها أعقبته بمطالبات تتعلق بحقوق الإنسان وغيرها.. هل انتقل السودان من جانب التعاون المعلوماتي إلى الجانب العملي المتعلق بتسليم الإرهابيين؟

السودان ظل يؤدي دورا كبيرا في مكافحة الإرهاب في محيطه الإفريقي، ولعل جهاز الأمن والاستخبارات السوداني من الأجهزة المشهود لها الكفاءة في المنطقة، الجهاز يتبادل المعلومات مع كثير من الأجهزة في العالم، العمل الاستخباري أصلا مبني على المعلومات لكن الأمور العملية بالقبض والتعاون هو عمل أجهزة أخرى.. دورنا فيما يلي أراضينا هو دور شامل بدءاً بالمعلومة انتهاءً بالتعامل لكن ما يكون خارج أراضينا هو تعاون ثنائي وفقاً لما تنص عليه الاتفاقات بيننا وبين أي بلد آخر، وهو تبادل المعلومات في الغالب وهذا مسؤولية دولية تقع على عاتق كل الأجهزة في العالم.

 

*هل سلم السودان متهمين بأعمال إرهابية للولايات المتحدة؟

نسمع أن ذلك حدث في السابق.

 

*والآن؟

لا.

 

*إن قدمت الولايات المتحدة عرضاً للسودان للانتقال من الجانب المعلوماتي للجانب الآخر العملي، هل سيوافق السودان؟

يعتمد ذلك على كل حالة وأخرى، إن اقتنع الجانب السوداني بأن هذه الحالية إجرامية إرهابية تستحق التعامل معها فيمكن التعاون حينها معها.

 

*التحاور هل يسير بصورة جيدة على المستويات الأخرى، أي ليس فقط على نطاق الخارجية؟

قطعاً، ولعلك تابعت اللقاءات التي تمت على المستويات بين قيادات الأجهزة الأمنية في السودان وأمريكا.

 

*تسهلت عملية التحويلات المالية في الإطار الدبلوماسي.. هل تتوقعون أن ترتفع من الدبلوماسي إلى الاستثماري والتجاري؟

نحن نريد أن يتم ذلك في كل الأطر، نريد للعامل السوداني الذي يعمل خارج السودان أن يحول لأسرته ما يريد دون قيود ونريد للتاجر السوداني أن يحول ماله إلى أي بلد في العالم، والذي يصدر أن يرجع ماله إلى السودان عبر القارات البنكية المعروفة، هذا ما نريده، بالتالي هذا هو الحوار الذي يجري بيننا في هذه القضية بالذات، لكن قطعاً نحن نتحاور حول قضايا كثيرة. الحكومة ليست لديها مشكلة كبيرة في قضية التحويلات، كل البضائع يستوردها التجار، الحكومة إما أنها تشتري بقروض أو بتعاملات مباشرة مع الحكومات المعنية، لكن المشكلة في المواطن.

 

*هناك بعثات في الخارج ما زالت تعاني؟ أم أن المشكلة محلولة في التحويلات المالية لكل البعثات؟

هنالك بعثات ما زالت تعاني في أوروبا وغيرها لوجود بنوك ما زالت مترددة في التعامل ولهذا جاء المؤتمر، لإرسال تطمينات بأن بعض التحويلات مسموح بها وليس كل شيء.

 

*أجريت عدداً من اللقاءات هنا في نيويورك.. تقييمك لها؟

اللقاءات كثيرة والتفصيل فيها قد يكون مخلاً، التقيت بعدد من وزراء الخارجية على رأسهم الروسي والألماني إضافة إلى آخرين من العرب على رأسهم وزراء خارجية الإمارات والكويت ولقاءات أخرى مع وزراء أفارقة. شملت اللقاءات العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى الملفات التي تهم السودان وتنويرهم بآخر مجريات الحوار الوطني في البلاد.

 

*قرابة (40) لقاءً.. تركيزكم كان على الكم أم النوع؟

 في طريقة ترتيب اللقاءات تتواصل الإدارة المعنية في وزارة الخارجية مع البعثات في الخارج في استشارتها بعد اللقاء، بعد ذلك تُكوّن لجنة للنظر في ما جاء من البعثات ويُنظر في ما إذا كانت هنالك قضايا مشتركة للتشاور حولها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أننا نلتقي أيضاً في اجتماعات إفريقية أو عربية، وبالتالي ننظر إلى اللقاءات التي نحتاج فيها إلى تجديد قضايا أو حوار حول قضايا أخرى.. الطريقة علمية وليست خياراً واختياراً.

 

ركز خطاب السودان الذي ألقيته في الجمعية العامة على الهجوم على الجنائية، وإبراز دور السودان في الحوار الوطني، ألا تعتقد أنه لم يحمل جديداً وكرَّر ذات المواضيع التي تُقال في كل محفل دولي وإقليمي؟

أولاً، خطاب السودان كان أقصر الخطابات التي قدمت ومن أكثر الخطابات شمولاً، هذا ليس لأني قدمته لكن لأنه بدأ بالقضايا العامة على رأسها قضايا المناخ والهجرة غير الشرعية وقضايا إصلاح الأمم المتحدة، ثم دلف إلى القضايا الإقليمية على رأسها قضايا السلام في جنوب السودان وإفريقيا الوسطى، ليبيا، العراق، اليمن، وسوريا، بعد ذلك اتجه للقضايا التي تخص السودان على رأسها المحكمة الجنائية وخروج قوات يوناميد، السلام في المنطقتين، دارفور، وأخيراً الحوار الوطني، قدمنا الخطاب بهذا الترتيب.

حاورته في نيويورك: لينا يعقوب