رأي ومقالات

وزير المالية.. خلّي (العيش).. حرام!


كعادته في اعادة تجريب العمليات الجراحية المُجرّبة والمُميتة، يسعى وزير ماليتنا الهمّام، و(الحارس مَالنا وقِرْشنا)، إلى “أزالة التشوهات في الموازنة الجديدة بالمزيد من تحرير السلع، مع ترك المنافسة حُرّة في الخُبز واستيراد القمح والدقيق، دون تحديد أية مواصفة له”.
أحقاً تقول يا رجل؟!
ألست أنت من ركب مَطايا الحرب في منتصف (نهار الميزانية) المنصرمة، لهدم (معبد سيقا) حتى تجبرها على الالتزام بتسعيرة القمح والدقيق المقدّسة لدى فريق معاليكم الجراحي؟!
ما الذي جدّ على (مخدّة) القمح التي صارت مقدودة و(سايبة)، من أيّام معركة (ذات الدقيق) التي كانت (ثِفالها شرقيّ روسيا، ولهْوَتها استرالية أجمعينا)؟!
في ذمّتك، ما البروتوكول الاقتصادي الطبي الذي تتبعه وفريقك الجراحي لـ (إزالة التشوهات) من وجه اقتصادنا الذي لم تترك في وجناته الغائرة من المرض، مشرطاً ولا مقصاً ولا (زردية)، إلا وغَرسْتهم فيها، حتى صارت مثل وجه حبيبة (دُعبل الخُزاعي) التي شتمها زعلتئذٍ، بقوله:​
(فَوْهاءُ​ شَوْهاءُ​ يُبْدِي الكَيدَ مَضحَكُها/ قَنواءُ بالعرض والعينانِ بالطولِ/ لها فمٌ مُلْتقى شِدْقيه نُقرتُها/ كأَنّ مِشْفَرَها قَدْ طُرَّ مِن فِيلِ)!
حَكَى الرّاوي الذي من المهم أن نصدّقه (في الحتة دي)، إن رجلاً هبط على جزيرة يعيش فيها ما يسمّونهم بأكلة حقوق البشر، أو لحومهم، سيّان. قال:
في جزارة سوق الجزيرة العشوائي، وجد الزائر لافتة مهترئة مكتوبة عليها:
كيلو مُخ الفنان 90 جنيه
كيلو مُخ القانوني 40 جنيه
كيلو مُخ الوالي 60 جنيه
كيلو مُخ الاقتصادي 800 جنيه
صرخ الرجل مُحتجاً في وجه الجزّار: ليه، لماذا تبيعون مُخ الاقتصادي بسعر فاحش، وهم أكثر من الهمّ على القلب، إنه مخٌ شائع ورخيص في هذه الجزيرة.
قال الجزّار مبرراً في هدوء العارفين: هل تعلم كم عدد الاقتصاديين الذين يجب قتلهم حتى تظفر بجرام واحد من المخ، ناهيك عن الكيلو؟!
في القرن الثالث عشر، تكاثرت الفئران على مدينة ألمانية وبدأت تأكل الكحل المتراكم على رموش العذارى، فتصدّى لها شاب عبقري، أخذ آلة ناي موسيقية يجيد عزفها، وأخذ ينفخ فيها حتى تبعته الفئران، فنزل بها إلى النهر ولم يخرج حتى ماتت جميع فئران المدينة!
دحين، أليس من آلة ناي سودانية تقذف اقتصاديينا الفاشلين في جوف النيل؟!
عزيزي وزير المالية..
(خلّي العيش.. حرام! مادام أرى الموت يحل)/ عشان الشعب (النوم منّو فرّ وقلبو ناوي الرحيل)!

بقلم
وجدي الكردي


تعليق واحد

  1. الزول الخطير دة ظهر من وين وبيكتب في جاتو حتة
    المسؤلين كلهم مفترض يترمو في البحر وليس