تحقيقات وتقارير

“حبايب” و”حلايب” أجواء إيجابية تسود الجلسات.. الخرطوم تصر على فتح ملف مثلث النزاع ومفاجأة ربما من قبل الجانب المصري في أزمة المعدنين والممتلكات..


بدأت اجتماعات اللجنة التحضيرية لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان أمس (الأحد) بالقاهرة على مستوى كبار المسؤولين والتي سوف تمتد أعمالها إلى اليوم، وذلك برئاسة وكيل وزارة الخارجية عبد الغني النعيم، ومساعد وزير الخارجية المصرية لشؤون السودان وجنوب السودان أحمد فضل، وشهد اليوم الأول من الاجتماعات حضورا مكثفا من البلدين، كما التأمت القطاعات الست (السياسي والأمني والقنصلي- الزراعة- التجارة- الخدمات- التعليم- والنقل) بالإضافة إلى القطاع العسكري الذي أتمه رئيس هيئة الأركان عماد عدوي في زيارته الأخيرة للقاهرة قبل أيام.

روح محبة
وشهدت الاجتماعات في يومها الأول روحا من المحبة واليقين بنتائج مبشرة تمس مصالح المواطن في البلدين، وبدا الجانبان أكثر تفاؤلا لانطلاقه كبيرة تنتظرها العلاقات بعد الانتهاء من هذه الاجتماعات والتي سوف تكلل بلقاء قمة ثنائي بين الرئيسين البشير والسيسي بعد غد (الأربعاء)، كما بدا أن الجانبين متفقان على تحقيق انطلاقة واختراق واضح في كافة المجالات، بعرض كافة المشكلات التي تضر بمصالح المواطن في البلدين والوصول إلى حل يرضي الطرفين، وعلمت (اليوم التالي) أن الجانب المصري يعد مفاجأة سارة للجانب السوداني في موضوع ممتلكات المعدنين، ويبدو أن هذا الأمر سيجد طريقه للحل بعد قرابة العام، كما علمنا أن الجلسة الافتتاحية رغم روح المحبة والإخوة التي سادتها، إلا أن إثارة موضوع حلايب وتر الأجواء بعض الشيء، لإصرار الجانب السوداني على مناقشته، ورفض الجانب المصري التطرق له.

خطوات براجماتية
وعلى هامش الاجتماعات قال عبد الغني النعيم وكيل وزارة الخارجية ورئيس الوفد السوداني إن الأجواء في الجلسة الافتتاحية كانت طيبة برعاية خاصة من رئاسة البلدين، وأضاف النعيم لـ (اليوم التالي) كانت نقاشات جادة في القطاعات المختلفة الأمني والقنصلي والدبلوماسي والمالي والاقتصادي والزراعة والخدمات وغيرها، فكانت هناك حيوية في النقاش وعزيمة في الاتفاق حول مشروعات محددة وبرامج مفصلة بحيث تنعكس إيجابا على الشعبين الشقيقين، وتابع عشمنا أن هذه اللجنة تتوج بنقلة نوعية لعلاقات البلدين، ففي الاجتماع السابق عملنا وثيقة بها 25 صفحة تقريبا شملت كل المجالات وكنا عمليين في أن نصل لكل مجال ما الذي يجب علينا أن نفعله فيه، مثل معاملة المواطنين في البلدين والمعابر وغيرها، مؤكدا أن الاجتماعات تسير بخطوات براجمتية أكثر من أنها طموحات في الهواء، وقال نحاول قدر الإمكان أن نؤسس على ماهو ممكن، مضيفا أن المشاركة واضح أنها كبيرة في كافة الجهات وهذا يؤكد وضوح في الرؤية وإصرار على التركيز على أشياء عملية، كل قطاع به أشياء محددة نركز عليها، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات والتبادل التجاري بزيادة وتواصل أكثر، وقال أملنا الأكبر أن نعمل معا حتى ننطلق للعالم العربي وأوروبا، وعندنا المقدرات لذلك، مؤكدا أنه ستتم مناقشة كافة الموضوعات التي تهم المواطن في البلدين، وقال عندما نفتح معبرا نتوقع حركة 7 آلاف مواطن في اليوم الواحد، وهذا دليل على أن المواطن إذا ما شعر بالراحة في البلدين لم يأت، فهناك لجان ستبحث مشاكل الإقامات والحركة والتنقل بين البلدين، لمناقشة موضوع الحريات الأربع، معلنا أن اللجنة القنصلية سوف تنعقد في نوفمبر القادم حول هذا الأمر لمزيد من النقاش، معربا عن تفاؤله الكبير حيال أعمال هذه اللجنة.

لجنة تاريخية
من جانبه أضاف أحمد فضل مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان وجنوب السودان ورئيس الجانب المصري في الاجتماعات أن انطباعات الجانب المصري إيجابية جدا، ومناخ المناقشات أخوي، مؤكدا أنها لجنة تاريخية بحق لاجتماعها بعد سنوات طويلة على مستوى الرئيسين، وأن ذلك يعكس رغبة مشتركة بين قيادتي البلدين، ورؤية إستراجية مشتركة في العلاقات الثنائية في كافة المجالات، مشيرا إلى أن معبر أرقين الحدودي بين البلدين مهم جدا، وأن افتتاحه يمثل نقلة نوعية ليس فقط في ازدياد حركة البضائع والسلع بين البلدين، وإنما على مستوى التواصل والامتزاج الإنساني، مؤكدا أنه معبر مهم، وقال إنه المعبر الثاني بعد قسطل أشكيت، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على رغبة أكيدة من القيادتين على تطور العلاقات ليست فقط على المستوى التجاري بل وعلى المستوى الإنساني أيضا، مضيفا أمامنا عمل كبير جدا لمزيد من التعاون في كافة المجالات صحة وسياحة وبيئة واقتصاد وغيرها، كما لدينا مشروع مهم جدا وهو مشروع اللحوم الإستراتيجي كخطوة مهمة على الطريق ومشروعات عن الربط الكهربائي، ولدينا العديد والعديد من المشروعات الزراعية ومشروعات التعاون التي تناقشها اللجنة، وتابع أن الأجواء تسير بشكل طيب، معربا عن أمله في أن نحل كل ما من شأنه أن يعيق هذا التعاون، وقال إن كل مايهم المواطنين في البلدين مطروح للنقاش خلال اللجنة، مضيفا هناك لجنة قنصلية في القطاع السياسي والأمني مطروح فيها العديد من الموضوعات القنصلية التي نناقشها والتي تهم المواطنين في البلدين، ونسعى إلى إيجاد حلول مشتركة تجاهها، كما نسعى دائما إلى طرح كل الأمور والمشكلات ويعنينا الحل قدر الإمكان وفي ظل الظروف العامة، مؤكدا أن كل الأمور مفتوحة بما يهم مصلحة الدولتين والبلدين بشكل واضح، مضيفا سوف نناقش موضوع إيقاف استيراد الخضر والفواكه إلى السودان بشكل أخوي وفي إطار من المودة ومن الصراحة والشفافية، وسنطرح كل القضايا التي تهم المصدر والمواطن المصري أيضا مع أشقائنا السودانيين، وزاد نسعى إلى حل معهم في جو من التفاهم لإيجاد حلول مرضية، وتوقع المسؤول المصري النجاح الكبير لأعمال اللجنة، وقال بفضل توجهات قيادتي البلدين أتوقع انطلاقة كبيرة في العلاقات الثنائية نتيجة لأعمال هذه اللجنة.

حلايب توتر
أما موضوع حلايب الذي وتر الأجواء في الجلسة الافتتاحية فقد تحفظ الجانب المصري في الحديث حوله نهائيا، بيد أن عبد المحمود عبد الحليم السفير السوداني بالقاهرة أثاره وأراد الحديث فيه بقوة، مؤكدا أن هذه اللجنة تناقش كافة الموضوعات بين البلدين وأن حلايب ملف على رأس الأولويات ولابد أن يناقش. وقال عبد المحمود لـ (اليوم التالي) لابد أن الناس تناقش المشاكل الموجودة وأن تتعرف عليها، وأن تسعى لحلها عن طريق الحوار والطرق السلمية وهذا موجود في العالم كله وليس وقفا على مصر والسودان فقط، مضيفا يجب أن نحلها ولا نتركها إرثا ثقيلا لأبنائنا في المستقبل، متعجبا من تحفظ الجانب المصري وعدم رغبته في النقاش حول هذا الملف المهم.

تذليل العقبات
وأوضح أسامه شلتوت السفير المصري بالخرطوم أن هذه الاجتماعات تناقش كافة مستويات مجال التعاون بين البلدين والتنفيذ. وقال شلتوت لـ (اليوم التالي) إن لدينا العديد من الإمكانات في البلدين مايؤدي إلى تكامل كبير بيننا، مضيفا أنه حتى الآن مستوى التبادل التجاري لا يرقى إلى طموحات شعبي وادي النيل، مؤكدا أن هذه اللجنة سوف تعمل على تذليل كافة العقبات التي تعتري مسار العلاقات بين البلدين لزيادة التبادل التجاري، وزاد الجلسة الافتتاحية سادتها حالة من الود، فالعلاقات بين البلدين تاريخية وتضرب جذورها في أعماق التاريخ، وهي علاقات أخوية ودية تسودها المحبة ونحن نعد أنفسنا شعبا واحدا في قطرين، مبينا أن الاجتماعات تم تقسيمها إلى ستة قطاعات، وأن القطاع السابع هو التعاون العسكري، وبالفعل كان هناك زيارة لرئيس هيئة الأركان السوداني عماد عدوي إلى القاهرة الأسبوع الماضي، وتمت مناقشة كافة قضايا التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، كما أكد أن مخرجات الاجتماعات ستفيد المواطن في البلدين، لأنها في مجالات التعليم والتعليم العالي والصحة والرياضة والشباب وهي كلها تخص المواطنين في الأساس، وقال إن المخرجات سوف تعود بالنفع على شعبي وادي النيل، وأنها خطوات لعقد الاجتماعات الدورية وهي تعقد هذه المرة على المستوى الرئاسي فهذا يؤكد على أهميتها، وتابع أن بها شقا للتعاون الاستراتيجي في كافة المجالات على مستوى البلدين.

ويبدو أن كل الأمور ستظل مفتوحة وتناقش في إطار من التفاهم والود والمحبة، وأن الطرفين يظلان حبايب إلى أن تأتي حلايب لتعكر صفو ماهو ميسر وبسيط، ومازال يتبقى اليوم (الاثنين) على اجتماعات لجنة كبار المسؤولين، وغدا سيكون اجتماع الوزراء في البلدين ليرفعوا ما توصلوا إليه من نتائج إلى لقاء الرئيسين البشير والسيسي بعد غد (الأربعاء)، ومازالت التوقعات مفتوحة لما سوف تسفر عنه نتائج هذه الاجتماعات على مسار العلاقات الثنائية وعلى مصالح المواطن في مصر والسودان.

القاهرة: صباح موسى
صحيفة اليوم التالي


‫4 تعليقات

  1. علي الجانب السوداني ان يفهم جيدا ان طرح الموضوعات ينبغي ان لا تتجزأ فمثلث حلايب يجب ان يكون جزء اصيل من المناقشات واولويه علي راس قائمة الموضوعات بإعتبارها قضيه استراتيجيه وقطعا المصريين سوف يتعاملوا مع الوفد المصري بذكاء وفهلوة المصريين المتعارف عليها عالميا فموقف السفير عبدالمحمود مشرف جدا وقوي كونه يعتبر موضوع حلايب من الاولويات .وكون المصريةن يرفضونها ضمن جدول المباحثات يؤكد سوء النيه . ينبغي ان نخرج من دائرة طيبة السودانيين في تعاطي كل الملفات المشتركه ويجب المصريين يفهموا ان السودانيين عودهم قد قوي واشتد وتفهموا مطبات وفهلوة المصريين وصاروا يتعاملون معها بقوه فيما يخدم مصلحة بلدهم وشعبهم

  2. إن لم يكن ملف حلايب هو الأساس لفتح أي ملفات أخرى فالمحصلة من هذه الاجتماعات صفر على الشمال..!!
    إلى متى التعامل بالعواطف في مصالح السودان و قضاياه ??