عالمية

البرلمان ينتقم لفتيات مصر ويحيل “نائب العذرية” للتحقيق


“هي ضربة أمنية ناجحة ومؤثرة في هيكل التنظيم الإخواني وتشبه تصفية عبدالرحمن السندي قائد الجناح العسكري للإخوان في الأربعينيات خلال فترة حسن البنا مؤسس التنظيم”.. بهذه الكلمات وصف مصدر أمني مصري عملية تصفية محمد كمال مؤسس وقائد الخلايا النوعية والإرهابية لجماعة الإخوان في مصر.
وأضاف لـ”العربية.نت” أن تصفية هذا الإرهابي الخطير يعد ضربة قاصمة لتنظيم الإخوان، لم يشهدها منذ اغتيال عبدالرحمن السندي فمحمد كمال هو مسؤول الجناح المسلح بالجماعة الذي تشكل بعد فض اعتصامي “رابعة” و”النهضة” بهدف شن عمليات إرهابية واغتيالات انتقاماً للإطاحة بالإخوان من الحكم، إضافة إلى أنه أول من كوّن وأسس لجان العمليات النوعية التي اغتالت الكثير من ضباط الشرطة والجيش.
وقال إن كمال هو صاحب استراتيجية إنشاء التنظيمات الصغيرة التي تتبنى عملية إرهابية واحدة ثم تختفي بهدف إرباك وتشتيت أجهزة الأمن والإعلان عن وجود الجماعة على الأرض فعلياً، كما أنه أحد قيادات الجماعة التي تبنت منهج العنف واختلفت مع القيادات التاريخية والقديمة للجماعة حول ذلك الأمر، وهو ما أدى لانشقاقات كبيرة بجماعة الإخوان وتأليب شباب الجماعة على القيادات الهاربة، مثل محمود عزت ومحمود حسين وإعلان انشقاقهم عن الجماعة وتأييدهم لكمال كمرشد حقيقي وفعلي للإخوان في مصر منذ منتصف العام 2014.
وأضاف أن كمال كان وراء دمج الجناح المسلح للتنظيم مع تنظيمات إرهابية أخرى فى كيان واحد يحمل أسماء مختلفة مثل “العقاب الثوري”، و”حسم”، و”المقاومة الشعبية” وغيرها، مشيراً إلى أنه بدأ حياته الوظيفية معيداً بقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة أسيوط عام 1984، ثم مدرساً عام 1992، وترقى لدرجة أستاذ مساعد بقسم الأنف والأذن والحنجرة عام 1997، ثم تولى رئاسة القسم أول سبتمبر من عام 2011، وشغل منصب مسؤول مكتب الإرشاد بجنوب الصعيد.
تفاصيل عملية التصفية يرويها مسؤول الإعلام الأمني في وزارة الداخلية ويقول إنه توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد اتخاذ بعض قيادات الجناح المسلح للتنظيم الإخواني من إحدى الشقق الكائنة بمنطقة البساتين جنوب محافظة القاهرة مقراً لاختبائهم والإعداد والتخطيط لعملهم المسلح في المرحلة الراهنة، وتم تكثيف الجهود على مدار الأيام الماضية توصلاً للوكر المشار إليه وأسفر ذلك عن تحديده في شقة سكنية كائنة بالعقار رقم 4147 بالدور الثالث منطقة المعراج علوي البساتين. وحال مداهمة القوات الأمنية له فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها من داخله مما دفع القوات للتعامل مع مصدرها، وأسفر ذلك عن مصرع الإخواني محمد كمال مواليد 2 مارس 1955 طبيب بشرى ويقيم تقسيم الزهراء ثاني أسيوط.
وأضاف مسؤول الإعلام الأمني أن المذكور من قيادات تنظيم الإخوان وسبق تقلده العديد من المناصب التنظيمية المؤثرة وآخرها عضو مكتب الإرشاد العام، ثم تولى عام 2013 مسؤولية الإدارة العليا للتنظيم، ويعد حالياً المسؤول الأول عن كياناته المسلحة، كما أنه مؤسس الجناح المسلح للتنظيم الإرهابي ولجانه النوعية بالبلاد والقائم على إدارة وتخطيط وتدبير عملياته العدائية التي اضطلعت عناصره بها خلال الفترة الماضية بتكليف من قيادات التنظيم بالخارج، وكان على رأسها اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والعقيد وائل طاحون، ومجموعة من ضباط وأفراد هيئة الشرطة والقوات المسلحة، ومحالة اغتيال المفتي السابق الدكتور علي جمعة.
وأشار إلى أن القتيل محكوم عليه بالسجن المؤبد في القضيتين رقمىي52/2015 جنايات عسكريه شمال القاهرة تشكيل مجموعات مسلحة للقيام بعمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة، والقضية رقم 104/81/2016 جنايات عسكرية أسيوط “تفجير عبوة خلف قسم ثاني أسيوط كما أنه مطلوب ضبطه في العديد من قضايا التنظيم المتعلقة بالأعمال العدائية التفجيرات والاغتيالات”.
الخبير الأمني خالد عكاشة أكد لـ”العربية.نت” أنه بمقتل القيادي محمد كمال فإن هناك عدة عوامل يجب أن ندركها على الفور:
أولاً: غياب العقل المدبر والمفكر لكافة التنظيمات المسلحة لجماعة الإخوان وهو ما سيضعفها لفترة طويلة ويشل حركتها ويجنب البلاد عمليات إرهابية كانت تشنها من حين لآخر إثباتاً للذات وتأكيداً لوجود الجماعة.
ثانيا: أنه بمقتل كمال سيضعف تنظيم الإخوان على المستوى التنظيمي والبنيوي حيث إنه القائد والمرشد الفعلي للجماعة في مصر في ظل غياب القيادات الكبيرة والتاريخية لها ما بين المنفي في الخارج أو الموجود في السجون بمصر، وهو ما يعني خلق صراع جديد داخل الجماعة بين مجموعات الشباب التي اختارت وتبنت وأيدت كمال مرشداً، وبين المجموعات القديمة والكبيرة التي مازالت تدعم وتؤيد محمود عزت وحلفائه، ومع استمرار هذا الانشقاق والصراع وتوالي الضربات الأمنية المؤثرة يمكن أن نقول إن الجماعة في طريقها للأفول السياسي والعسكري.
ثالثاً: إن مقتل كمال يعد رسالة من أجهزة الأمن تفيد أنها متيقظة وتراقب وترصد بصمت وتستطيع الوصول لكافة القيادات المختفية داخل مصر والتي تدير وتخطط للعنف وتشعل الأحداث من حين لآخر بسهولة ويسر عندما تحين للحظة المناسبة، وتعني في النهاية أنه مهما فعلت قيادات الجماعة فعليهم أن يعلموا أنهم الخاسر الأكبر في أي معركة مع الدولة المصرية وأجهزتها.

العربية نت