منوعات

لماذا ضربت موظفة تونسية مديرها؟


أمرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية الثانية في تونس بسجن موظفة انهالت بالضرب على مُعتمد منطقة “سيدي حسين السيجومي” في العاصمة.

وكانت الموظفة ظهرت، أمس الإثنين، في فيديو التقطته عدسات الهواتف المحمولة أمام مقر المعتمدية، وتمسك فيه المعتمد، محمد كمال بوجاه، من ربطة عنقه، وتنهال عليه ضرباً بالحذاء، بوجود عشرات الأشخاص، خلال مدّة تجاوزت الـ10 دقائق.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو الذي وثق الحادثة، وتردد فيه المرأة عبارة تفيد بـ”تحرّش” بوجاه بها، كما يظهر فيه شخص آخر يوبّخ بوجاه، ويطلب من الحاضرين تصويره، ناعتا إيّاه بـ”المنحرف”.

واختلفت ردود فعل التونسيين على مقطع الفيديو، فكتب عزيز ناصر: “إن كان المعتمد تحرّش فعلاً بالموظفة التي أدبّته على فعلته، حسب زعمها، فإن أهالي سيدي الحسين السيجومي لن يسكتوا على هذه الفعلة الدنيئة، خاصة إذا تمت معاقبة الضحية وترك الجلاد”.

وعلّقت الناشطة صبيحة شهدورة: “هيبة الدولة بين أياد أمينة، هذه آخرتها، ربي يقدر الخير في هالبلاد المسكينة، لك الله يا تونس”، وقال حسن التليلي: “معتمد تجمعي ندائي يستاهل أكثر من هذا”.

وكتب حساب يحمل اسم “فلفول”: “بقطع النظر عن شخص المعتمد وأخلاقه إن كانت جيدة أم سيئة، وبقطع النظر إن كان تجمعيا أم غيره… وبقطع النظر إن وقع التحرش بالمرأة أم لا… ليس من المبرر الاعتداء عليه بهذه الطريقة المهينة والهمجية؛ لأن هناك قوانين ومحاكم يقع الرجوع إليها، وهي التي تكفل حقوق الناس… هذه المرأة ارتكبت خطأ قانونيا، وكان عليها أن تتجه للقضاء؛ احتراما للدولة التي تعيش فيها… الآن حتى وإن أثبتت أنها تعرضت للتحرش، فذلك لا يعفيها من الجريمة التي ارتكبتها هي”.

لاحقاً، أفاد بوجاه الذي ينتمي إلى “حركة نداء تونس” بأن المرأة التي عنّفته مكلّفة بملف السكن الاجتماعي بالمعتمدية (مساكن العائلات المهمشة والفقيرة)، نافياً أن يكون تحرش بها جنسياً، وأشار إلى أنّ “روابط حماية الثورة تقف وراء تحريض المرأة على الاعتداء عليه”، في تصريحه لإذاعة “موزاييك”.

وأضاف أن المرأة المعنية “لم تقم بالمهمّة الموكلة إليها في إطار عملها كما ينبغي، ما اضطره إلى توجيه استجواب كتابي إليها”، موضحاً أنّ عملها يتمثل في وضع قوائم بالمستفيدين من المساكن.

العربي الجديد