رياضية

ليفربول… هل هي استفاقة الوحش؟


إذا ما استثنينا دوري الأبطال وكأس السوبر عام 2005، يكون جمهور ليفربول لم يشاهد فريقه يرفع كأس أية بطولة منذ ست وعشرين سنة، مما يعني قبل أن يخلق عددٌ كبيرٌ من جمهوره اليوم! الجمهور الذي يشتهر بولائه وعشقه للفريق، والذي “لم يدعه يوماً يمشي وحيداً”.

يقولون إن لكلّ فريقٍ “طلعة ونزلة”… يومٌ له ويومٌ عليه، لكن الأيام التي كانت على ليفربول في السنوات الست والعشرين الأخيرة كانت أكثر وأطول بكثير من الأيام التي كانت “له”.

كان موسم 1989-1990 الموسم الأخير الذي فاز به ليفربول بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز، لتبدأ بعدها مرحلة انهيار الفريق شيئاً فشيئاً، حتى وصوله حافة الإفلاس عام 2010، قبل أن تنتقل ملكيته إلى شركة رياضية أميركية كبيرة مؤسسها رجل يدعى جون هنري. وعلى الرغم من تحقيق ليفربول خلال هذه السنوات رقماً قياسياً بالفوز بكأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة (8 مرات)، إلا أن ليفربول كان يعاني فعلياً طيلة تلك الفترة وشهد على تغيير عدد من المدربين إلى أن استقر أخيراً على الألماني يورغن كلوب.

مع قدوم كلوب، ارتفع سقف الآمال والتوقعات، واعتقد كثيرون أن كلوب قادر على صنع المعجزات، بالنظر لما فعله مع فريقه السابق، بوروسيا دورتموند. لكن الواقع كان مغايراً لذلك، وأنهى ليفربول موسمه بالمركز الثامن.

لكن هذا الموسم، وعلى الرغم من أنه لا يزال في بدايته، إلا أن أموراً كثيرة تُنبئ أن ليفربول بدأ طريق العودة إلى سابق عهده. هي أمور عدّة يحتاجها أي فريق ليكون الأفضل، ويبدو أن ليفربول يملكها كلّها هذا الموسم.

ما هي تلك الأمور؟ أولاً المدرّب، ثانياً اللاعبين، ثالثاً “التوفيق”. إذا ما أضفنا إلى ذلك طبعاً العطش إلى الانتصارات والعودة إلى التتويج والألقاب.

يبدو كلوب وكأنّه وجد التوليفة المناسبة مع الفريق، وخلق الانسجام فيما بين اللاعبين، واستطاع سدّ إحدى أكثر نقاط ضعف ليفربول مؤخراً وهي “ثغرة” خط الدفاع، التي ربما لا تزال تحتاج لبعض العمل، لكنها أفضل من السنوات السابقة دون أدنى شك. أضف إلى ذلك كلّه “التوفيق” أو ربما يفضّل البعض تسميته “الحظ”، والذي يصادف ليفربول هذا الموسم، إن كان من خلال الفرص التي يهدرها خصمه بشكل غريب وينجو منها “الريدز”، أم من خلال التسجيل من أبسط وأقلّ الفرص، ليفربول هذه الموسم أصبح من الأندية التي تعرف كيف تفوز وبإمكانه تحقيق ذلك حى لو كان يقدم أداءه الأسوأ.

كما يخفّف عدم التزام ليفربول الأوروبي أيضاً الحِمْل عن أكتاف كلوب واللاعبين. ومع انشغال أبرز المنافسين في دوري الأبطال والدوري الأوروبي، يجد كلوب نفسه متفرّغاً لمعرفة كيفية السيطرة على الدوري الإنكليزي الآن.

من الواضح أن ليفربول في طريقه لتحقيق نتيجة جيدة هذا الموسم، نتيجته الأفضل له منذ سنوات، ربما تكون الفوز باللقب نهاية الموسم والعودة إلى دوري الأبطال من بابه العريض، هذه البطولة التي فاز بها في خمس مناسبات، ما يجعله من كبار أندية أوروبا وأعرقها. لكن يبقى السؤال، هل هي “صحوة موت”، تشبه تلك التي حصلت معه عام 2005 بعد فوزه التاريخي على ميلان في دوري الأبطال! أم أنها فعلاً “استفاقة وحش”، سيتمنى كثيرون… لو بقي نائماً.

العربي الجديد