تحقيقات وتقارير

مطالبة الأبناء بالحقوق.. تقليد للأجانب أم وعي زائد.. تحولات أسرية


يعتبر الأب أساس المنزل وهو الراعي للأبناء ووالدتهم، وفي الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، ويضع هذا الحديث حملا كبيرا ومسؤولية على الوالد تجاه بيته وأبنائه وزوجته، فقانون الحياة المعروف لكل منا له حقوق وعليه واجبات.
فكما لوالدينا علينا حقوق من احترام وأدب وحسن تعامل وطاعة وبر بهم، هم أيضا عليهم واجبات تجاهنا، وواجباتهم هي حقوقنا في هذه الحياة منهم، لأن الآباء هم الملجأ الأول والحضن الدافئ لأبنائهم.

واحدة بواحدة
نقاش احتد بين الأب وأبنائه وطال لأكثر من عشر دقائق وبلهجة حادة حيث وضع لهم الوالد شروطا يطالبهم بالالتزام بقواعد للمنزل، وفجأة صرخ أحدهم في وجهه قائلا : كما تطالب بحقوقك يجب أن تقوم بواجباتك تجاهنا وأهمها المساواة وتنفيذ متطلباتنا، ليضع هذا الطفل ذي الاثني عشر عاما نفسه في كفة مقارنة بينه وبين أخية الأصغر.

ميزة الابن الأكبر
وبطابع التربية التي عشناها منذ نعومة أظافرنا، نشأنا على أن البكر يتمتع بكل الرفاهية حتى أن يأتي بقية أخوانه ويتحول من قائمة المترفين إلى المسؤولين من تصرفاتهم وأخوانهم الأصغر سنا، يحمل عبء أخطائهم جميعا ويضع في مكانة صعبة إذا ما استنكر ذلك لأنه بمثابة قائد يحاكى في كل التصرفات، بحيث يأخذ مكانه الأول آخر العنقود ويصل الأمر إلى نعته بأنه ابن عاق لوالديه ما أن يلفظ بكلمة (حقي) وضع أمامه استفهام كبير ماهو حقك الذي تطالب به؟.

مطالبات عكسية
يشير الباحث الاجتماعي والمختص في شؤون الأسرة الدكتور ـ بنيامين نور ـ إلى أن هناك مشاكل تفرزها عدم التسوية في التعامل بين الأبناء حيث يجعل البعض يتمرد على توجيهات الوالدين أو يقوم بتصرفات لم تكن في الحسبان، لذا من أبسط الحلول أن يقوم الابن بالنقاش الذي لا يخرج من دائرة الاحترام مع أبيه أو أمه ويطرح فيها وجهة نظره بطريقة سليمه يوضح فيها أسباب تجاهله والاهتمام بإخوته، وأحيانا لا تحس الأم أو الأب بقلة الاهتمام هذا وتفضيل البعض على الآخر وكل هذا بأسلوب مناسب وبأدب كي لا يتطور الأمر، ثانيا قد يكون سبب الاهتمام بالبعض وترك الآخر وهذا حتما يولد غيرة، إن أحدهم يكون ذي موهبه أو مميز في شيء ما لذا يجب أن تكون هناك تربية سليمة مبنية على التعامل الراقي بين الإخوان في النجاح أو التحفيز في حالة الإخفاق وعدم تجريح واحد أمام الثاني تعزيزا لثقته بنفسه، وأضاف بنيامين قد تكون أسباب الخلاف حقيقية أو غير حقيقية ويصبح الأمر صعباً بعد ذلك ويرجع الخطا في هذا إلى الآباء لتجاهلهم طلبات أبنائهم في حال الشكوى التي تقع ولا يمكن أن نعلم ما في نفوس الناس، لذا لابد على الأب أن يقدم تنازلات لحل الخلافات بين الأبناء عن طريق الترضية وهذا لا ينتقص من شخصيته شيئاً.

قوانين خاصة
من جهته يقول أحمد عوض: من الضروري أن يوضح الابن لوالديه أهمية حقوقه رغم أن الوضع قد يصل إلى الضرب من الأسرة بحكم أنه يتمرد عن عادات وتقاليد المجتمع السائدة، مقارنة بالدول الأجنبية التي سنت قانونا يحفظ حقوق الأطفال ويلزم الآباء بالإيفاء بكل حقوقهم ولا يتعرض لهم حتى بالضرب حتى يبلغ سن (18) عاماً ويقرر مستقبله بنفسه.

الخرطوم ـ درية منير
صحيفة اليوم التالي