عمر الشريف

لا يلدغ المؤمنُ من جحرٍ واحدٍ مرتين سيدى الرئيس


الشعب السودانى يغلُب عليه جانب الطيبة والتسامح فى كثير من الأحوال . لهذا يلدغ أكثر من مرة من نفس الجحر الذى لدغ منه أول مرة . حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى رواه أبوهريرة وصححه الشيخان بأن لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين يجب أن ينطبق علينا أذا كان إيماننا بالله صادق وخالصا له . لقد لُدغنا أكثر من مرة من نفس الجحر ومازلنا نلدغ .

الرئيس اليوم فى زيارة الى جمهورية مصر الشقيقة لحضور مناسبة حرب السادس من إكتوبر 1973م بين الجيش المصرى المدعوم عربيا والإسرائيل حيث ساهمت فيها معظم الدول العربية عسكريا وإقتصاديا وتدخلت الدول الكبرى فيها وإنتهت بإتفاقية هدنة بين مصر وسوريا وإسرائيل التى تحولت فيما بعد الى إتفاقية سلام مع مصر. العلاقة بين مصر والسودان علاقة إخوه فى الإسلام وجيره وترابط وحدود وأصبحت علاقة وحدة وتكامل فى أحدى الفترات ولولا تدخل بعض السياسين والدول الغربية لكانت علاقة شعبين فى دولة واحدة أو شعب واحد فى دولتين . لكن السياسة المصرية إتجاه السودان كانت أغلبها سلبيه من الناحية الأمنية والإقتصادية والسياسية والحدودية .

رؤساء السودان قدموا الكثير لمصر الشقيقة وخاصه الرئيس الحالى وتلك هى خصال الشعب السودانى رغم كل السلبيات المصرية وللحق لا ننسي وقوف مصر وشعبها معنا فى بعض الأحيان لكنه لا يعادل ما يقدمه السودان حكومتا وشعبا للشقيقة مصر حيث تنازل لها عن أغلى ما يحتاجه وهو حصته فى مياة النيل ويمدها باللحوم الحيه والمذبوحه وبعض المنتجات الزراعية منها السمسم والصمغ ويستورد منها كثيرا من الفواكة والمواد الغذائية ومواد البناء والملابس وأكثر الشعب السودانى يذهب للعلاج والسياحة والتعليم فى مصر ويصرف الكثير من العملات الصعبة داخل مصر .

المواقف السلبية للحكومة المصرية مع السودان يجب أن توضع بعين الإعتبار وأن لا يستعجل حاليا السيد الرئيس بالتنازل عن شبر من أرض الوطن ولا يوقع على إتفاقيات تكون ملزمه للسودان وتستفيد منها مصر أكثر من السودان وأن لا يقدم التسهيلات التى تؤثر على الإقتصاد والأمن السودانى بحسن النيه لأن النظره المصرية الى الشعب السودانى لها أبعادها العنصرية والسياسية والإقتصادية والإعلامية فى وجهه نظر القيادة وبعض الشعب المصرى. لا ندعوا لتفرقه ولا عدم التعاون والوحدة لكن بإنصاف وعدالة . يجب أن لا يغرينا حسن الإستقبال ولا الأوسمه الرفيعة لانها لها حساباتها عند الحكومة المصرية . يجب علينا أن لاننسى التقارب الخليجى والعربى والغربى مع مصر عندما كانت مصر وما وصلت إليه اليوم وذلك مقارنة بمكانة السودان وشعبه مع تلك الدول التى ظلت صورته محفوظة ونظيفة الى اليوم رغم محاولة البعض التشويه عليه ، حيث أن التنافس بين الأخوان يولد الحسد والحقد وتدبير المكائد والخطط ليقلل أو يدمر أخيه ولنا عبره فى قابيل وهابيل ويوسف عليه السلام وإخوته لهذا لا بدا لنا من الحذر وخاصه فى المجال الأمنى والسياسى والإعلامى .
نرحب بكل تعاون وتكامل بين الشعوب الإسلامية والعربية إذا كان مبنى على مبدأ الإسلام والإخوة الإسلامية التى تكون كالجسد الواحد ولا فرق بينها إلا بالتقوى لان هذا هو التكامل الذى يبارك فيه الخالق ويحفظه ويرعاه . إما التكامل للمصلحة فقط فهو تكامل هش لا يتقدم ولا يستفاد منه . الإخوة فى مصر الشقيقة يجب عليهم كف إعلامهم الذى يفرق ولا يجمع وعليهم التواضع وليعلموا بأن صمت الشعب السودانى ليس ضعفا ولا خوفا ولكن هو صبرا له حدوده . مرحبا بالإخوة المصريين والإخوة العرب والمسلمين فى سودان التسامح والكرم والخير فى أى وقت والشعب السودانى فى خدمة إخوته وهم أنصار السودان .