رأي ومقالات

السودان منح حق الاستقلال بعد إقالة رئيس مصر محمد نجيب ذا الأصول السودانية، خسارة فك الارتباط بين البلدين


التقارب مع السودان أمر ضرورى، وتقديرى أن الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس السودانى لمصر ومشاركته فى الاحتفالات الرسمية بذكرى نصر أكتوبر تصب فى هذا الاتجاه. الزيارة جاءت فى توقيت تبحث فيه مصر عن دعم سودانى فى مواجهة أزمتها مع إثيوبيا حول سد النهضة، ولست أدرى هل كان من ضمن جدول أعمال الزيارة الوصول إلى تفاهمات بين الطرفين حول هذا الموضوع أم لا؟، لكننى أظن أن السد الإثيوبى لم يكن بعيداً عن طاولة الحوار ما بين الطرفين المصرى والسودانى.

المصريون يعتبرون السودان جزءاً من مصر، وقد كان هذا القطر كذلك حتى قيام ثورة يوليو 1952، حين تم منح السودان حق الاستقلال، بناء على رغبة أبنائه، وجاء ذلك بعد إقالة الرئيس محمد نجيب عام 1954، و«نجيب»، كما تعلم، كان ذا أصول سودانية، ومن المعلوم أيضاً أن والدة الرئيس الراحل أنور السادات، رحمهما الله، كانت سودانية الأصل. ويذهب الكثيرون إلى أن كلاً من مصر والسودان خسر كثيراً بسبب فك الارتباط ما بين البلدين، لكن فى كل الأحوال لا يستطيع أحد أن يقفز على معطيات الظرف التاريخى الذى كان يدعم فكرة استقلال السودان عن مصر فى الخمسينات من القرن الماضى.

الظرف والسياق عامل مهم للغاية فى تفسير سلوكيات الدول وقرارات الساسة، فضغوط الموقف هى التى تعين فى التوجه، والمصالح هى التى تحدد القرار. فى هذا الإطار يمكننا أن نفهم الظرف الذى دفع السودانيين إلى الترحيب بالاستقلال الذاتى عن مصر عام 1954، ويمكننا أيضاً أن نفهم موقفهم غير المحدد من الانحياز إلى أى من مصر أو إثيوبيا، فى الصراع الدائر منذ عدة سنوات حول موضوع سد النهضة. الموقف السودانى غير واضح إلى حد كبير من هذا الملف، فالكلام عن العلاقة مع مصر لا يبرح دائرة موضوعات الإنشاء التى تتغزل فى عمق العلاقات ما بين البلدين اللذين يربطهما نهر النيل، ولست بحاجة إلى تذكيرك بأن الأحضان والقبلات هى اللغة الشائعة للزعماء العرب أمام الشاشات، لكن أموراً كثيرة تختلف فى الحجرات المغلقة!.

واقع الحال يؤكد أن السودان يرتبط بمصالح سياسية واقتصادية واضحة مع إثيوبيا، وكل ما نخشاه أن تكون هذه المصالح عاملاً من عوامل دفع الطرف السودانى إلى الانحياز إلى الموقف الإثيوبى فى إدارة ملف سد النهضة. وكلنا يعلم الطريقة التى تدير بها إثيوبيا أزمة السد، طبقاً لنظرية «الأمر الواقع». فإثيوبيا لم تتوقف لحظة عن بناء السد أو تعديل خطتها فى تحديد حجم المياه المخزنة خلفه أو الفترة الزمنية التى يستغرقها الملء، ولم تأبه إلى الاعتراضات التى أبدتها مصر فى هذا السياق. ويتعامل المفاوض الإثيوبى مع الطرف السودانى طبقاً لنفس النظرية، فهو يعلم أن هذا الطرف يرتبط معه بمصالح واقعية ليس بمقدوره التنازل عنها أو التفريط فيها بسهولة، خضوعاً لإنشائيات «العلاقات العميقة» أو «الأحضان المتبادلة». السؤال فى كل الأحوال هو «سؤال مصالح»، وضمان موقف سودانى داعم للموقف المصرى يرتبط بشبكة مصالح لا بد أن تبنيها مصر مع السودان، حتى تصب مواقفها فى صالحنا.. العقل بيقول كده..!.

د. محمود خليل
الوطن المصرية


‫4 تعليقات

  1. نفس السطحية والجهل المصرى القديم والثابت بالسودان واهله وتاريخه. لا اصول نجيب ولا والدة السادات من السودان. ولم يستقل السودان بسبب اقالة نجيب او غيره ولكن نقول شنو فى العبط المصرى الذى يربط كل ما يدور فى السودان باحداث فردية وعوامل عاطفية مرتبطة بمصر. وما زالو يعتقدو ان السودان كان مستعمرة مصرية وان السودانيين بيريدو المصريين. متى تضع هذه السذاجة والعبط والجهل والسطحية المصرية اوزارها؟

  2. أعتمدت العقلية المصرية في تصنع البطولات و الأمجاد المزيفة وصنع الإنتصارات الوهمية عبر التأريخ مرورا بالحاضر -أنذاك- الماضي-الآن-المستقبل -فيما بعد- أعتمدت في ذلك على تضخيم الذات المصرية وتقزيم (الأخرين) والتقليل منهم من خلال العزف على وتر (الحضارات) والذي بلا شك لا يعتبر من موازين القوة على الأرض ، بل ستصبح تلك الحضارات وبالا على إلإنسان إن لم يحافظ عليها ربما يحاكمه بها التأريخ نفسه ، ففي التأريخ القريب ترك ” محمد على باشا” حكم مصر بعد أن هيأ لها سبل النهضة وتركها ترفل في ثياب العز والقوة العسكرية إلا أن ذلك كان وبالا على مصر وعلى خلفائه فأعادوها لمربع الإستعمار مجددا . في الواقع لم يحفل التأريخ المصري بالإنتصارات والبطولات رغم إن مصر ظلت أرض مستباحة للأكثر جيوش الأمبراطوريات والمستعمرات العالمية وكان للسودان عبر مملكة كوش إيضا نصيب . رغم ذلك تحاول الطبقة المثقفة المصرية دوما الإلتفاف على الحقيقة وأعتادت على (لي عنقها) ؛ بل كسره حينما يتعلق الأمر بالسودان …
    فالحقيقة والأمانة والحفيظة التأريخية رصدت وحفظت أن السودان لم يكن جزءا من مصر في يوم من الإيام -ليست مغالطة- نعم حقيقة أن السودان لم يكن جزء من مصر لأن مصر كانت جزء من إمبراطوريات تعاقبت عليها في ذلك الوقت وقبله ، إذن كيف يصبح السودان جزءا من جزء…لما نقول إذن أن السودان كان يتبع للدولة العثمانية أو بريطانيا العظمى ؟ بحكم أن كلتا الإمبراطوريتين قد سبق وأن استوليا على مصر ومن ثم السودان ! فالأولى أن يتبع الجزء للكل لا جزء فحسب ، فالمنطق يقول ذلك .. أتحدى إي مؤرخ مصري أن يأتي بإسم حاكم (((((مصري ))))) غزا السودان وضمه إلى مصر زورا كان أم بهاتا حقيقة أم خيالا !!
    إذن كيف يصر الجانب المصري بمثقفيه وعوامه على أن السودان كان جزء من مصر وكأن مصر كانت جزء من نفسها في يوم من الإيام ؛ بل الحقيقة التى لا يعرفها البعض منهم هي أن مصر كانت جزء من السودان -وهذه ليست من باب التطاول- نعم كانت مصر جزء من السودان وفرط السودان ؛ فقد ضمها ملك الكوشيين (تهراقا) إلى إمبراطوريته التى إمتدت إلى شمال وشرق المتوسط بل حكمها وإبنه بعانخي من بعده لأكثر من قرنين ! إن كان هنالك حق ضائع فهو إلينا لا علينا … لأننا فرطنا في منحة أجدادنا بينما لا يملك الجانب المصري شيئا حتى يبكي عليه ، لم يكن محمد علي باشا (مؤسس مصر الحديثة) مصريا ولا غيره وهؤلاء من قامو بضم السودان إلى مملكاتهم لا ل(مصر) التى كانت بعض من كل .. فهل كان كان محمد علي أبا أحد من رجالكم ؟!
    إرجعو إلى التأريخ فإن (الإدعاءات) لم تمنح أحدا يوما ما لم يكن له ..
    هذه الحقيقة التى يأبى المصري الإعتراف بها ..لماذا يا ترى…؟
    بل والأنكأ أن الشخصية المصرية درجت على سلب وتجريد السودان والسودانين من حقوق ونجاحات نالوها بكدهم وبفطرتهم التى غلب علها الذكاء والحكمة والنبل والكرم وبمن الله عليهم أن حباهم نعم قلما تجتمع في أرض غير أرضهم..ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل ذهب إلى حد تغير الحقائق وإن إستعصت فطمثها من أجل أن (تحيا مصر) ؛ فكان كل شئ ذي صلة بالسودان وله دور بارز في مصر وزرا يجب التخلص منه وطمثه ،بدء من الإلتفاف حول الحضارة النوبية وإحلال الحضارة (الفرعونية) محلها لأن الحضارة النوبية أقدم بكثير من الفرعونية وسبقتها بقرون بحسب شهادة أهل الدراية والدراسة البحثية التتبعية الأثرية من أوربيين وغيرهم …ولم يكن ذلك فحسب فحق لنا أن نسأل المصريين ، من هو أول رئيس جمهورية لمصر .. ولماذا تم تجاهله تأريخيا طيلة أربعين عاما ؟ لماذا تعمدت الحكومات التعتيم على قائد ثورة يونيه الذي خلص مصر من الملكية الالبانية بقيادة فاروق إلى جهمورية مستقلة ؟!
    هل كان لصلة محمد نجيب (الرحمية) بالسودان دورا في ذلك ؟! هل يستحي المصريين من القول بأن أول رئيس لبلدهم كان سودانيا من أمه ولم يكن وحده ..؟ فكيف إذن قبلو بحكم فاروق ومحمد علي وغيرهم ؟؟! ونسبوا بطولاتهم إليهم !
    ….
    للذكرة :
    ولد محمد نجيب في 19/2/1901 بساقية معلا (أبو العلا) بالخرطوم من سودانية إسمها (زهرة محمد عثمان) وأب مصري ، كان قائد ثورة الضباط الاحرار في مصر (1953)التى أجبرت الملك فاروق على أن يترجل عن ملكه ويغادره وأعلن إثر ذلك عن جمهورية مصر وتحولها من النظام الملكي إلى الجمهوري وكان اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر ..
    نواصل ..

  3. ..مواصلة لما سبق مني أعلاه .. للتذكرة
    بالرغم من الدور السياسي والتأريخي البارز لمحمد نجيب إلإ أنه بعد الإطاحة به من الرئاسة شطب إسمه من الوثائق وكآفة السجلات والكتب ومنع ظهوره أو ظهور إسمه تماما لأكثر من ثلاثين عام حتى أعتقد الكثير من المصريين أنه قد توفى ، وكان يذكر في الوثائق والكتب أن عبد الناصر هو أول رئيس لمصر. واستمر هذا الأمر حتى أواخر الثمانينات عندما عاد إسمه للظهور من جديد وإعيدت الأوسمة لأسرته وفي عام 2013منحت عائلته قلادة النيل العظمى..
    ..
    لا أدري لماذا ينظر إلينا بعض المصريين من السقف كما لو كنا نحن أسفلهم رغم أن الجغرافيا ضد ذلك ويؤيدها التأريخ ..هنالك حقيقة واحدة لم ولن تفلح معها محاولات التزيف والسطو عليها ..وهي :
    ” أن مصر هبة النيل الذي ينساب إليها من”ا ..بل يجعلها جزءا من مجرى نيلنا الممتد بما يعني تبعيتها للسودان (نيليا) حسب منطق الغراب …

    .
    . مهلب محمود

  4. المصريون ابناء الرقاصات فاكرين انهم كانوا محتلننا وادونا استقلالنا
    صحيح ان خيانة جيراننا ابناء الرقاصة لنا وتحالفهم مع اسيادهم المستعمرين سهل دخول الكفار والاتراك الكلاب بلادنا ولكن نحن حصلنا على استقلالنا بالدم وقتلنا الحاكم الانجليزي بينما المستعمر يسرح ويمرح في مصر. فكيف يقول ابن القحبة الرقاصة هذا ان السودان كان تابع لمصر بينما السودان نال استقلاله قبل مصر التي نسوانها لعب ورجالها مع من غلب.
    ما فعله سيدنا المك نمر وسيدنا المهدي وسيدنا عثمان دقنة وسيدنا التعايشي رضي الله عنهم وارضاهم لم يجرؤ احد في العالم على فعله ولكن ابناء الرقاصة عاوزين يصنعوا تاريخ مزيف ويقولوا انهم كانوا محتلين السودان.