رأي ومقالات

طفلة سودانية تبكي في مطار الخرطوم لسفر والدها لعوالم الاغتراب


فى باحة مطار الخرطوم استعدادا لمغادرة البلد لفت انتباهى طفلة صغيرة تبكى لم تكمل ربيعها الخامس .. كانت تبكى بحرقة لفراق والدها والذى سيغادر إلى غياهب الغربة مرة أخرى .. تقدمت نحوها لتهديتها ولكن ثمة قاسم مشترك بيننا .. فخنقتنى العبرة وانا اسالها عن اسمها ويدها البضة الصغيرة ترقد فى يدى وهي تقول : اسيل .. قلت لها : كلنا ذاهبون وعندنا اطفال مثلك .. ولكن ماشين عشان نجيب ليكم الحاجات الحلوة وتأتى بنرجع انا وبابا قريب … ومضيت بعد سماعى للنداء لصالة المغادرة وعيونى تفيض حزنا والما ووجعا .. الله يجازى اللكان السبب .. وعلى متن الطائرة

كتبت …
اسيل يا اسيل مالك علي والفراق ما خلى خاطر
مدى ايدك ودعينى لى مصير مجهول مغادر
بس يا ريتك تعرفينى فى كل خير دايما مبادر كيف اشوف دمعة عيونك وكيف يهون ارحل واسافر
لو بأيدي ما بسيبك ومن وجودك يوم أغادر كنت ارمى كل وثيقة واسيب مطارات المهاجر
وأبقى عايش لى عيونك ولى جلالك أبقى شاعر
يا اسيل كيف المهند الليلة نام مكسور خواطر والعبير الحلوة باكية فاقده زيك طير مهاجر
يا اسيل ما تلوعينى فى الوطن مكتول وصابر الوطن الجينا ليهو وفتنا منو بدون ازاهر
جينا ليهو وما لقينا غير دليب النيل مسافر والقمارى الفوق فروعنا كيف يهون تبكى وتساهر
قوقى يا قمرية قوقى وكل اول ليهو آخر ان شاء الله ما ثضوقوها غربة وإن شاء الله نرجع تانى باكر
يا عبير ما تحننينى ويا اسيل الهم مسامر الوداع يا وردة زاهية عطرت كل البيادر
الوداع يا نور عيونى والله يجبر بالخواطر ومهما طال الليل ظلامو الشمس يتعود فى باكر

بقلم
أحمد بطران

احمد بطران
احمد بطران