سياسية

«النحاس» اعتبر قطع يده أرحم من انفصال السودان عن مصر


“تقطع يدى ولا تُفصل السودان عن مصر”.. تلك كانت مقولة خالد الذكر الشهيرة مصطفى النحاس، التى برهن بها على وحدة وادى النيل. كانت العقيدة الوطنية للمصريين ترى أنه لا يُمكن لمصر أن تنفصل عن السودان، حيث تجمعهما مصالح مشتركة وأهداف واحدة، وثقافات وتصورات اجتماعية مُتشابهة. وكان الأمير عمر طوسون يرُد على قول البعض بأن اتحاد مصر والسودان نوع من أنواع الاستعمار قائلاً «فلتستعمرنا السودان إن لم نستعمرها”، موحيًا بأن مصير البلدين واحد سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، لأن الرابط بينهما لايمكن تجاهله لأنه شريان الحياة عبر عصور التاريخ المختلفة.

فى 1822 كان محمد على باشا، والي مصر، واعيًا بأهمية التحام أكبر بلدين مُحتضنين نهر النيل، فقام بضم السودان إلى مصر مُكونًا بذلك اتحادًا إقليميًا موحدًا يُمثل قوة استراتيجية قادرة على قيادة القارة السمراء، وظل حُكم مصر من بعد محمد على مقرونًا بالسودان، لذا كان حاكم مصر حاكمًا على الإقليمين الشمالى وهو مصر، والجنوبى وهو السودان، حتى بعد الاحتلال البريطانى لمصر سنة 1882، ومع احتلال الإنجليز للسودان، فإنهم لم يجرؤوا على سحب العلّم المصرى من الخرطوم، فظل يُرفرف إلى جوار العلم البريطانى.

وظلت البعثات التعليمية والصحية والخدمية تُرسل بشكل منتظم من الإقليم الشمالى إلى الجنوب، وظلت قضايا السودان ضمن القضايا ذات الأولوية لدى الحكومات المتعاقبة فى مصر طوال عهد حُكام أسرة محمد على .

وعلى مدى سنوات طويلة حاول الاستعمار تفتيت وحدة وادى النيل، وإخراج الجيش المصرى من السودان، وهو ما قاومه حزب الوفد بقوة، حتى أن بريطانيا استغلت حادث مقتل السير لى ستاك سردار الجيش البريطانى سنة 1924 لتُعد جملة تعديلات على اتفاقية السودان 1899 وتسحب الجيش المصرى منها، وهو ما دفع سعد باشا زغلول، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، إلى تقديم استقالته.

وفى عام 1951 قدمت بريطانيا مشروع قانون لمنح السودان الحكم الذاتى، ورفضت حكومة الوفد وسافر محمد صلاح الدين، وزير الخارجية إلى الأمم المتحدة ليعرض اتفاقية البلدين بضرورة وحدة وادى النيل، إلا أن تدبير الإنجليز والسرايا لحوادث حريق القاهرة أدى إلى إقالة حكومة الوفد فى يناير 1952.

وبعد حركة 23 يوليو سنة 1952 أوكلت قيادة الثورة فى مصر مهمة التعامل مع الملف السودانى للصاغ صلاح سالم الذى لم تكن له أى خبرات سياسية، وعلى رغم سفره إلى السودان واجتماعه ببعض رؤساء الأحزاب، إلا أنه فشل تمامًا فى احتواء نزعات الانفصال المتصاعدة بين السياسيين السودانيين، وبعد خروج القوات البريطانية من مصر بموجب اتفاقية الجلاء سنة 1954، أعلنت السودان استقلالها فى ديسمبر 1955.

كتب – مصطفى عبيد
الوفد


تعليق واحد

  1. هل كان محمد علي باشا وطوسون والملك فاروق وشويكار مصريين؟؟
    هههه المصريين ديل مهابيل الله يخرب بيتهم اكتر مما هو مخروب عايشين في وهم الله يكفينا شرهم
    نرجوا من حكومتنا تقليل التعامل معهم لانه ضياع زمن و جهد ومال والالتفات للجيران الجادين مثل الحبشة والسعودية وتشاد وارتريا لان مصالحنا معهم واتركوا مصر تبذل جهد معنا لان مصالحها معنا واعصروهم لارجاع حلايب وزيادة الشريط البحري ابعد من حلايب كتعوبض لحلفا