منوعات

ما يمكن أن يتعلمه رواد الأعمال من الزواج الناجح


صُدم العالم مؤخرًا بأنباء انفصال النجمين براد بيت وأنجلينا جولي عن بعضهما البعض. وقد ثارت تساؤلات حول ما إذا كان على الإنسان التركيز على علاقاته العاطفية أكثر من نجاحاته المهنية أم لا.

يتحدث المقال عن إحدى رائدات الأعمال اللاتي كان لهن السبق في هذا المجال. ماليني باتيا، صاحبة موقع Marriage.com، الذي تساعد من خلاله الأشخاص على بناء علاقات عاطفية دائمة وصحية. وكانت قد تبوأت منصب مديرة العلاقات العامة في عدة شركات للتكنولوجيا وفي القطاع الصحي. وهي تحاول، كما تقول، أن تطبق الخبرات التي اكتسبتها على العلاقات العاطفية مستعينة بالتكنولوجيا الحديثة.

تقول كاتبة المقال إنها قد تحدثت إلى ماليني لتقف عن قرب على الدوافع والتحديات التي تواجهها، وما العوامل التي تساعد الإنسان على النجاح في حياته العاطفية والمهنية.

سألتها في البداية عن الدافع وراء إطلاق الموقع. فقالت إنها لطالما حلمت بإحداث تغيير في حياة الناس. وذكرت أنها شهدت علاقات عاطفية معقدة للمحيطين بها انتهت إما بالطلاق أو الانفصال، أو التمسك بالأسرة لصالح الأبناء فقط مع انعدام أي ارتباط عاطفي أو مادي.

وتقول إن الموقع كان يركز في بداياته على تنظيم حفلات الزفاف. لكنها ارتأت بعد ذلك أن تركز على مشروع الزواج نفسه بوصفه حدثًا قد يطول مدى الحياة. فأعادوا بناءه وإطلاقه بعدها بعام، تقول ماليني. وجرى التركيز على تقديم نصائح ومعلومات إيجابية حول الزواج.

تمر معظم الزيجات في عالمنا اليوم بمشاكل معقدة. وتظهر الإحصاءات أن 50% من الزيجات في الولايات المتحدة تنتهي بالطلاق. ومن المعلوم أن بناء أسرة يسود فيها الود والأجواء الإيجابية له تأثير حاسم على صحة الزوجين وعلى كافة مناحي حياة الأطفال.

تقول ماليني إن الموقع هو صديقك المخلص، الذي يمكنك عبره استشارة خبراء مؤهلين في هذا المجال. وهذا يعتبر شيئًا مثاليًا إذا كنت تبحث عن السرية. يقوم الموقع بدعوة الخبراء المتخصصين في مختلف نواحي الحياة الزوجية، حيث يساهمون بنشر مقالات للتوعية تغطي مواضيع قد تهم أو تفيد زوار الموقع.

وعند سؤالها عما يمكن لرواد الأعمال تعلمه من مشاريع الزواج الناجحة، قالت إن زوجها شريكها في التجارة. وأنهما قد تعلما الكثير عبر السنوات، رغم ما مرّا به من التحديات. وأن عملهما معًا تجربة مثيرة.

وتؤكد أن النجاح في العمل مع شريك الزواج قد يقوي للغاية من العلاقة بينهما. فبيئة العمل تحتاج التواصل والتفاوض والالتزام، وكلها أمور يحتاجها الزواج أيضًا. كما أن ذلك يجعل الزوجين متفقين على أهداف شخصية ومهنية واحدة.

ثم قدمت نصائح تضمن ازدهار العلاقة العاطفية والمهنية بين الزوجين:

1-تقسيم المسئوليات: من الحكمة تقسيم المسئوليات وترك مساحة من الحرية لتحرك كل طرف في مجال تخصصه. فهذا سيحفظ قوة العلاقة ويحقق الأهداف التجارية.

2-لا بد من عدم الخلط بين الحياة الشخصية والمهنية: إن من أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها الزوجان هو التحدث في المشاكل الأسرية وقت العمل، فلا بد من التحلي بالاحترافية في بيئة العمل. قد يؤدي الجدال في أمور شخصية إلى تعطيل العمل وإهدار الوقت.

3-لا تناقشا أمور العمل عند النوم: أحيانًا ننشغل بشدة في العمل، ولا نجد وقتًا لمناقشة خطط التطوير وحل المشكلات. لكن من الجيد تخصيص بعض الوقت بعد مغادرة المكتب للقيام بذلك. بعدها لا بد من تجنب الحديث عن العمل حتى اليوم التالي.

4-مشاركة وقت الراحة: إن مشاركة وقت الراحة من العمل له مفعول السحر على العلاقة بين الزوجين. يمكنكما مثلاً تناول الغداء دون ترتيب مسبق أو شرب القهوة أو حتى التنزه مشيًا لبعض الوقت.

5-الخلوة بالنفس لها تأثير عظيم: من الجيد أن يختلي المرء بنفسه للتأمل أو ممارسة أنشطة رياضية.

وعند سؤالها عن وجه الشبه بين البدء في مشروع تجاري ومشروع الزواج، قالت إن الزواج لا بد أن يقوم على أرضية صلبة تصمد أمام مشكلات الحياة. وهذا ينطبق على ريادة الأعمال أيضًا. في الواقع، إن النجاح في مشروع الزواج يمهد الطريق إلى حياة مهنية ناجحة. وهناك خمس طرق يمكن بها ضمان ذلك:

1-الالتزام: إن كلًا من الزواج وإطلاق عمل تجاري هو مشروع صعب يتطلب الالتزام حتى يحقق النجاح.

2-الحب والشغف: لا يقوم الزواج إلا على مشاعر الحب. وعندما تحب عملك وشريكك في الحياة تصبح قادرًا على تخطي الصعاب. فلا يمكنك أن تمارس عملًا تكرهه أو أن تتزوج دون الوقوع في الحب.

3-التواصل: مثلما أن التواصل بين الزوجين مهم للزواج، فإن التواصل مع الشركاء والعملاء هو عنصر حاسم في نجاح الشركة.

4-الصحة واللياقة البدنية: لا يمكنك القيام بأعباء العمل أو الزواج دون أن تكون في صحة جيدة. تعتبر الأجواء الصحية في العمل أمرًا هامًا لنجاح الشركة، ناهيك عن صحة العاملين فيها!

5-الوقت: لا يمكن لأي مشروع النجاح دون الاستثمار في عنصر الوقت. يتعين عليك تخصيص وقت لشريك حياتك حتى تتسم العلاقة الزوجية بالمتانة. إن التجارة الناجحة تتطلب بذل الجهد والوقت والصبر. تقول ماليني إنهم أخلوا يوم الـ23 من كل شهر (لأنهما تزوجا في الـ23 من أكتوبر) لقضاء مواعدة.

ثم سألتها الكاتبة عن بعض رواد الأعمال الذين تكن لهم الإعجاب والسبب في ذلك. فقالت إنها معجبة بمؤسس مايكروسوفت بيل جيتس بسبب الثورة التي أحدثها في عالم التكنولوجيا. ولكن أكثر ما أعجبها الخدمات الجليلة التي قدمها لبعض من أفقر البقاع في العالم عبر مؤسسة Bill & Melinda Gates، التي أسسها بالشراكة مع زوجته.

كما لم تخفِ إعجابها بمؤسس موقع التواصل الاجتماعي الأشهر فيسبوك، مارك زوكربيرج، الذي تقول إنه وزوجته قد ألهما الناس حول العالم بمبادرة تشان-زوكربيرج، وتخصيص كامل ثروتهما تقريبًا لتحسين جودة التعليم وعلاج الأمراض حول العالم.

وفي ختام اللقاء، سألتها عن رؤيتها لموقعها خلال السنوات القليلة المقبلة، وكيفية تأثيره على حياة الناس. فقالت إن هدفها على المدى القصير هو مواصلة النجاح الذي حققته، بأن يتواصل الناس مع المختصين في العلاقات الزوجية لضمان زيجات دائمة وصحية. وتحلم بإضافة أدوات جديدة لتداول المعلومات ومقاطع الفيديو وتسهيل الحصول على الإرشاد الأسري.

أما على المدى الطويل، فهي تتمنى التأثير في كل زيجة، وتأمل بأن تطلق الموقع بلغات عدة حتى يمتد تأثيره إلى مختلف دول العالم. وتقول إن تأثيرها في حياة الآخرين هو الدافع الأكبر لها على مواصلة الحياة.

ساسة بوست