صلاح حبيب

هل يتنازل المؤتمر الوطني من أجل المصلحة العامة؟!


ينتابني كما ينتاب الكثيرين من أبناء هذا الشعب الصابر عدم تفاؤل بالمرحلة التي تلي انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني المحدد لها العاشر من أكتوبر الجاري، فما زالت هناك غيوم تخيِّم على هذا الوطن وهذا عدم تفاؤلنا، فالحكومة ألقت بالحجر في البركة الساكنة، ولكن أسباب المشكلة الحقيقيين والذين يجعلونا نتقاتل ما زالوا بعيدين كل البعد عن هذا الشعب الذي ظل ينتظر كل يوم وليلة الفرج، فالمشاكل المستعصية تسبب فيها أبناء الوطن إن كانوا بالداخل أو الخارج، ولكن ناس الخارج هم الأكثر سبباً في ذلك.
أعيش حالة من الإحباط مع غيري، لأننا لا نحس أن هناك بوادر أمل أو تفاؤل تلوح لإزالة هذا الإحباط، فالعاشر من أكتوبر قد اقترب والذي نعوِّل عليه كثيراً في الوصول إلى حلول أو تراضي في ما بيننا، ولكن الكبار حتى الآن أمثال الإمام “الصادق المهدي” ومولانا “محمد عثمان الميرغني” يعيشون حالة من الإحباط أكثر مننا، ولذلك لا اعتقد أنهم سيأتون للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية بجانب عدد من الحركات المسلحة، أيضاً لا أظن أنها سوف تأتي للمشاركة في الحوار، وطالما أصحاب المشكلة الحقيقيين لم يأتوا فلا أظن أن الأزمة سوف تنفرج مهما كانت تلك التوصيات وما حملت من رؤى وأفكار طيبة لمعالجة مشاكلنا الداخلية.. فمشكلتنا ليست في وضع التوصيات ولا الاتفاق على إزالة كلمة القبيلة من المستندات أو الرقم الوطني، فالمشكلة الحقيقية أولاً في هذا الحرب ومن يقف خلفها، ثانياً: بعض من أبناء الشعب الذين ما زالوا يظنون أن هذا الوطن مسجل باسمهم وهم أوصايا عليه، وإذا لم يوافقوا على كل شيء فلن تحل المشكلة، ولذلك سيأتي يوم عشرة وستقوم الحكومة بتجهيز كل شيء من نصب للصيوانات في الساحة الخضراء وإحضار براميل المياه والقارورات والمياه المعدنية وغيرها من متطلبات هذا العرس الكبير، ولكن إذا غاب العريس، فلن يشعر أهل العروس بسعادة طالما العريس غائب، ولذلك ينبغي على الحكومة أن تعمل كل ما في وسعها بإحضار العرسان ليكتمل العرس في أبهى صورة، فالعريس الأول الإمام “الصادق المهدي” ونأمل أن يكون السيد رئيس الجمهورية قد التقاه بمقر إقامته بالقاهرة وإقناعه بالعودة لأرض الوطن سالماً غانماً، وكذلك مولانا “محمد عثمان الميرغني” أما الحركات المسلحة “عرمان” و”الحلو” و”مالك عقار” فهؤلاء هم رأس المشكلة الآن، وما لم يتم إقناعهم والعودة لأرض الوطن والمشاركة في بناء سودان جديد، فلن نكون قد توصلنا إلى الحل.. فعلى المؤتمر الوطني أن يتنازل من أجل المصلحة العامة باعتباره هو السلطة وهو الكبير، والكبير يمكن أن يتنازل للصغار عن كل شيء إذا كانت المصلحة تقتضي ذلك، فكفاية ما ضاع من عمر الوطن والناس، فنأمل أن يكون يوم (الاثنين) القادم هو بداية انطلاقة السودان الجديد وبمشاركة كل أبنائه.

المجهر


تعليق واحد

  1. بلا اكتوبر بلا اسطوبر

    ولماذا تريد مصادرة حقوقنا في ترشيح من نريد للحكم
    نحن كسودانيين

    ياخوي امش فوز في انتخابات
    وتعال ورينا التنازلات

    بلا عبط معاكم

    معارضين تافهين

    السودان بنمو كما لم يحدث في اي عهد من عهوده

    ولا ينكر هذه الحقيفة الا متوفي
    او معارض متوفي برضو

    وكل واحد حر في توفية نفسو
    ويشتغل حركة ورا في كل حياتو … ريوس

    خليكم في السيرفس رود
    والخلا ما امكن يا تنازل

    شترعنا بيزي ونو تايم فور يور شيتس