صلاح الدين عووضة

هيع.. يمين راجل!!


*تشيرشل اختاره البريطانيون أيام الحرب..

*ولما انتهت الحرب اختاروا آخر غيره لمرحلة البناء..

*فلكل مرحلة أناسها الذين يصلحون لها..

*والأول يناسب – كما نقول في بلادنا- مرحلة (هيع، يمين راجل)..

*أما الثاني- كلمنت أتلي- فسياسي يتسم بالهدوء..

*وصحيح أن ونستون ترشح مرة أخرى ولكن بعد أن تعلم السياسة..

*بعد أن أدرك أن حياة الناس ليست كلها حروب..

*بعد أن علم أنها ليست -على الدوام- محض خطب حماسية ذات صراخ..

*فالشعوب المتطورة لا تميل لفكرة الحاكم (البطل)..

*وهذا فرق مهم بينها وبين شعوب ما زالت تعيش بعقلية الإنسان الأول..

*فالشعوب المتخلفة تعلِّي من شأن (القوي)..

*فهو في نظرها الملهم والمنقذ والمخلص الذي لا تستقيم الأمور بدونه..

*وقد يعظمونه ويقدسونه، بل ويؤلهونه..

*ورب العزة يعطينا مثالاً على ذلك بقصة فرعون موسى مع قومه..

*وكيف أنه استخف قومه هؤلاء فأطاعوه..

*ولكن مع تطور الوعي والعلم والسياسة تخلصت شعوب من هذه النظرة..

*وبقيت شعوب أخرى لا تزال تحت تأثير الجهل..

*لا تزال تعيش بعقلية الإنسان الأول (البدائي) في زماننا هذا..

*لا تزال أسيرة نغمة (هيع، يمين راجل)..

*وهل الرجولة هذه تخترع أو تبتكر أو تكتشف؟..

*هل هي قادرة على صياغة دول على نمط أمريكا وبريطانيا وألمانيا؟..

*هل هي (قوية) لدرجة تحمل (الحرية)؟..

*الإجابة قطعاً (لا) بطول وعرض وحجم خيبات دولنا (المتخلفة)..

*بل إن هذه القوى لا تتجلى إلا (داخلياً)..

*هي (هيع، يمين راجل) على المواطن المسكين فقط..

*وربما لا يكون مسكيناً بما إنه ارتضى العيش بعقلية الإنسان الأول..

*ارتضى أن يكون تحت رحمة (القوي)..

*ارتضى أن يكون شاة في قطيع يسوقه (القائد) إلى حيث يريد..

*والقوي الحق هو من يدير دولة بعقله لا (عضلاته)..

*هو من يدّخر قوته للعدو الخارجي لا معارضي سلطته..

*هو من (يملك نفسه عند الغضب)..

*ولذلك لم ينتصر عبد الناصر خارجياً رغم أسطورة قوته..

*ولم ينتصر صدام رغم دعايات جبروته..

*ولم ينتصر نميري على طائرة القذافي (الوحيدة) رغم صفة (أب عاج)..

*وعيب أن يعيش البعض بذهنية (أجدادهم القدماء)..

*أن يعيشوا بهذه الذهنية المتخلفة في عصر العلم والحرية والديمقراطية..

*أن يعيشوا تحت قوة الفرد عوضاً عن قوة الدولة..

*أن يعيشوا بلا (رجولة) وهم يصرخون:

*(هيع ، يمين راجل !!!).

الصيحة