مقالات متنوعة

(المصرية) تُجّار الدولار


العنوان أعلاه ليس اسم فيلم مصري لعادل إمام ويسرا، حيث يعشق عادل إمام أفلام الحقائب المُكتنزة بالدولار، ولا هو مسرحية كوميدية بطولة هنيدي أو السقا. وإنما هي أحداث حقيقية مسرحها الخطوط المصرية وضحاياها بعض وكالات السفر والسياحة.
السادة في الخطوط المصرية قاموا بتقديم عرض لوكالات السفر والسياحة بإصدار تذاكر مُخفّضة بشرط دفع تأمين وقدره عشرة آلاف دولار.. المبلغ يشترط فيه الدفع بالدولار وليس العُملة المحلية هل تسمعني يا محافظ بنك السودان الدفع بالدولار..!
رفضت بعض وكالات السفر هذا الأمر فتعرّضت لتهديد من بعض الموظفين في الخطوط المصرية بإيقافها عن العمل وسحب جدول الحجز منها، وفعلاً تَمّ سحب جدول الحجز من بعض الوكالات.
بمعنى أن الإخوة في مصر لم يكتفوا بتصدير السمك التالف من مزارع الحمول التي تتغذّى من مجاري (كتشنر) للصرف الصحي، ولم يتوقّفوا عند الفواكه المُشبّعة بمياه المصانع والمسقية بمياه الصرف الصحي في مناطق الغربية وكفر الشيخ والدقلية، إنّما اتجهوا إلى داخل أرض الوطن والعمل على إنعاش السوق المُوازي للدولار أكثر مما هو مُنتعش.. ووضع وكالات السفر أمام خيارات السداد بالدولار أو المُعاملة بأسلوب العصا.
إنّ مُحاربة السوق الأسود للدولار لا تعني القبض على الجوكية في موقف أبو جنزير، ولا تعني مُطاردة المُسافرين في صالات المُغادرة لإبراز قيمة النقود التي يحملونها معهم إلى خارج البلاد.. إنّما مُحاربة ارتفاع الدولار ينبغي ألاّ تغفل مثل هذه التصرفات الغريبة من قبل بعض المُوظّفين في الخطوط المصرية والذين يُمارسون القهر تجاه كل من لم يستطع توفير الدولار لهم..!
خارج السور:
السادة الأمن الاقتصادي.. تُجّار الدولار لا يقفون فقط في امتداد شارع البلدية، إنّما يقف الكثيرون منهم خلف كاونتر التّذاكر..!

سهير عبد الرحيم

التيار