رأي ومقالات

الانتخابات الأمريكية.. فضيحة ترامب تفرش الورود أمام كلينتون


• أصبحت حظوظ المرشح الأمريكي دونالد ترامب ضعيفة جدا للفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة بعد أن ظهر له تسجيل صوتي يصاحبه فيديو، يرجع للعام 2005، يتحدث فيه حديثا فاضحاً وقذراً عن علاقاته ومغامراته مع النساء.
• ظهر ترامب في فيديو السبت ليعتذر عن تلك التصريحات إلا أنها لم تشفع له بالرغم من تدخل زوجته ومطالبته للشعب الأمريكي بان يتقبل عذره مثل ما قبلت هي أعذاره وقالت إن تصريحات ترامب لا تمثل واقعه الحقيقي.
• جاءت تلك التصريحات قبل ساعات من المناظرة الثانية بين كلينتون وترمب والتي تمثل لترمب ساحة المعركة الأخيرة للدفاع عن نفسه وفرملة تقدم المرشحة هيلاري كلينتون عليه في استطلاعات الرأي العام.
• أعلن عدد كبير من الجمهوريين بأنهم سحبوا تأييدهم له آخرهم جون ماكين وكونداليزا رايس.
• وردت بعض الأخبار عن سحب اللجنة الانتخابية للحزب الجمهوري تأييدها اللوجستي والاداري والمعلوماتى لحملة ترمب هذا معناه تعطل ماكينات الدفع الإعلامية له وبالتالي تكسير أجنحته في حشد الدعم والناخبين للتصويت له.
• المناظرة الثانية ستكون بعد حوالي 10 ساعات من الآن. والتي سوف تستغلها هيلاري كلينتون للضرب تحت الحزام لمرشحها خاصة فيما يتعلق بالفضائح الأخلاقية وحديثه واستحقاره للنساء.
• دعا عدد من الجمهوريين ترامب للانسحاب من الانتخابات بعد هذه الفضائح وبعد تاكيد سقوطه في الانتخابات المقبلة وفقا لاستطلاعات الرأي العام إلا أن ترامب رفض الانسحاب وقال إنها سيواصل ولو استمرت الحملة الانتخابية مليون سنة.
• أصبح المسرح الآن مهيئ تماما لفوز كلنتون بعد هذه الفضيحة وان كانت استطلاعات الرأي العام كانت تدعم فوز كلينتون على ترامب قبل هذه الفضيحة التي أدت إلى تدني في مؤيديه بصورة كبيرة يبدو معها استحالة فوزه.
• في حال فوز كلينتون يتوقع أن تتغير السياسة الأمريكية المتبعة حاليا من قبل الرئيس اوباما حيث تسعى كلينتون إلى الخروج عن تلك السياسة المتبعة بشأن الصراعات في الشرق الاوسط، وستدفع في اتجاه استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهداف الولايات المتحدة.
• ستكون العلاقة مع إسرائيل أكثر وضوحا وسوف يزداد دعم كلنتون لإسرائيل بصورة أقوى داخليا وخارجيا.
• من المتوقع أن يحدث تصادم بين إيران وأمريكا خاصة وان الخط الجديد لكلينتون سيكون داعم للتصعيد العسكري الأمريكي ضد بشار مما يتعارض مع إيران ودعمها لبشار.
• يجب عدم التركيز كثيراً على الشعارات الانتخابات التي يرفعها المرشحين الأمريكيين لان الواقع ما بعد الفوز يختلف تماما وخير مثال لذلك الرئيس الحالي اوباما الذي وعد بسحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق، وإغلاق معتقل جوانتنامو، وفي النهاية انتصرت حقائق الأمن القومي، وفَرَض جنرالات الجيش والمخابرات، ومستشارو الأمن القومي كلمتهم في هذا الصدد.
• بالنسبة للشرق الأوسط وخاصة الدول الخليجية فان إعلام تلك الدول لم يشأ أن يتحدث بايجابية أو سلبية عن أي من المرشحين ولم تصدر أي تصريحات سياسية تساند أي من المرشحين وكأن هذه الدول وهؤلاء الشعوب عرفوا أن اتجاهات السياسة الأمريكية لا تتغير ولا تتبدل كثيرا في حال فوز أيا منهم.
• السنوات التي ستحكم فيها كلينتون أمريكا ستكون هي الأصعب بالنسبة لعلاقات أمريكا مع الشرق الأوسط ففي حالة الشروع في تطبيق قانون جاستا ورفع دعاوى ضد السعودية فان الدول الخليجية لن تقف مكتوفة الأيدي وستبدئ تعاطفها مع السعودية وستكون هناك قرارات اقتصادية قوية لمحاربة أمريكا وتهديدها لسحب ذاك القانون.
• هذه هي المرة الاولى التي ستحكم فيها امراة امريكا فالامريكان جربوا حكم الابيض والاسود والآن يجربون حكم المرأة وفي كل الاحوال ستظل السياسة الامريكية ثابته تجاه حماية مصالح امريكا السياسية والاقتصادية ولو ادى ذلك للتدخل العسكري واحتلال دول وامريكا مغرورة جدا بقوتها العسكرية التي لا تتهاون ابدا في استخدامها اذا رات في الامر حفاظا على امنها الداخلي وخير مثال لذلك استخدامها القنبلة الذرية ضد اليابان (هيروشيما ونجازاكي).
• انا شخصيا اتوقع استخدام اكبر للقوة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط وسعي لفرض هيمنة اكبر وممارسة ضغوط اكبر على الخليج خاصة السعودية وحينها اما تتوحد الدول الخليجية تجاه تلك التحديات واما ينفرط العقد وتذهب كل دولة في اتجاه بحثا عن مصالحها.
• اذا توحدت الدول الخليجية واوقفت تعاونها الاقتصادي مع امريكا وسحبت ارصدتها من الخزانة الامريكية فان امريكا سوف تتعامل بشكل مغاير.
• الا ان توقعاتي تقول ايضا اذا اتخذت الدول الخليجية تلك الخطوات فان امريكا سوف تتعنت وترفض تماما تسليمها أي اموال او استثمارات خاصة بها وستدفع بالمواطنين لرفع دعاوي ضد تلك الدول واتهامها بالارهاب ومن ثم صدور قرارات بمصادرة اموالها وفرض حظر عليها وتهديدها بالحرب او التمهيد لايران او أي طابور خامس بشن حرب عليها واسقاط حكمها.
• لذلك سيكون هناك تباين في مواقف الدول الخليجية تجاه هذا الامر خاصة وان عدد من الدول الخليجية لديها علاقات قوية مع امريكا تتعلق بحماية تلك الدول ولديها قواعد عسكرية على اراضيها ولن تنساق خلف مواقف يمكن ان تفقدها حكمها.
• الامر جدا معقد ونتوقع ان تشهد سنوات حكم كلينتون مشاهد درامية وماساوية في منطقة الشرق الاوسط.

• إبراهيم أرقي
مهتم بالشأن الخليجي