رأي ومقالات

الغول والعنقاء و.. الدفع بالموبايل


(1)
في معرض السخرية من ما رأتها “خرمجة اقتصادية” أبان دولة العهد الديمقراطي الثالث – وكان وزيراً للمالية وقتها، الراحل عمر نور الدائم، حيّا قبره الغمام – نسبت صُحف الجبهة الاسلامية، إلى نور الدائم قوله في التعريف بأرقام ميزانيته أمام الجمعية التأسيسية:
– ميزانيتنا السنة دي ما شاء الله عليها، فيها أرقام (سَلقْ سلقْ، قدر الله ما خلقْ)!
وقبل أن يستطعم الشعب مذاق البيض الاقتصادي الديمقراطي المسلوق، وتتجاوز حكومة المهدي الأخيرة عدّة المطلّقة بأسبوع، (تربصّت) بها الجبهة الاسلامية وأردتها حبيسة جدران كوبر، (مع أبانا الذي تحت سماء مقابر البراري)، غفر الله له يوم الحشر العظيم.
(2)
ها قد دار الزمان دورته، وتولّى أحد منسوبي شظايا الجبهة الاسلامية اقتصاد الدولة، ولم يعرف له صرفاً ولا عدلاً، بل طفق مثل ثورٍ أعمى في مستودع خزفٍ، يحطم نظريات الاقتصاد تحطيماً، وينتقل مثل لاعب أكروباتٍ بين الكلاسيكي والاسلامي والاشتراكي والرأسمالي والماركسي و(البصيرة أم حمد)، ليورث الأمة فقراً على فقرها، و..(كأنّنا آخر الليل لا رُحنا ولا جينا..). وبالطبع، جزء من النص مفقود!
(3)
من تخبطات السياسيات البنكية في العهد (البدري) الفاشل، تصويب نوافذ البنوك إلى تمويل مشروعات فارغة، كالدفع عبر الموبايل، وتمويل نفقات حفل الزفاف وشراء (الريحة) والشيلة وبقية مدخلات الانتاج البشري!
أي والله..
أليست الشيلة و(الأرياح)، من مدخلات انتاج العيال، عقابيل الزفاف البنكي المبارك؟!
(4)
خلّي بالك..
لو توسّعت البنوك في تمويل نفقات الزفاف، سيأتي اليوم الذي يضطرّ فيه مجلس رعاية الطفولة والأمومة ومنظمات المجتمع المدني النظيرة له، إلى عقد ورش متخصصة تطالب المجتمع بضرورة الكف عن اطلاق وصمة (أولاد البنك) على الأطفال مجهولي (سداد التمويل)، واعتبارها رديفة للعبارة الشعبية اللّي ما تتْسماش!
ستقرأ يا صاح، سيلاً من الاعلانات على شاكلة: (يعلن بنك نقط نقط، عن بيع زوجات وفقاً لقانون العصمة المرهونة لسنة 2019م، وعلى الراغبين احضار خلو طرف من المأذون..).
ولأننا شعبنا يغصّ بـ (أولاد لذينا)، ستظهر حالات فساد عن أزواج (جوكية)، لهفوا تمويلاً من بنك (سين) لتحرير (العصمة) من بنك (صاد).
(5)
هل في يقين وزارة المالية والبنك المركزي، ان حملة التعريف بخدمة الدفع بالموبايل كافية شافية نافية للجهالة، ليتهافت عليها الشعب. أو كما قال أحد العرّابين: (يتوقع أن تشهد البنوك زيادة كبيرة في مواردها المالية عند بدء التطبيق الفعلي للمشروع، وسيعمل على مضاعفة الحسابات المصرفية عبر الموبايل)؟!
بالله؟!

وجدي الكردي