مقالات متنوعة

ذكرى عبور 6 أكتوبر .. منتهى الخيانة ..


مرت ذكرى يوم العبور بطول ما يقرب خمسة عشر كيلو إلى العمق الفلسطيني من الأراضي المصرية .. بقوات من عدة دول صديقة جداً منها السودان الذي كان في يوم 6أكتوبر من العام 1973م . وحتى الذكرى الرابعة في عام 1977م كان الاحتفال بها بروح قومية وشعور تفاؤلي ومعنويات عالية جداً .. أربكت حسابات اليهود الذين ورثوا احتلال فلسطين من بريطانيا . > لكن جاءت الذكرى الخامسة مصادفة لإلغاء ذاك الإنجاز العسكري القومي .. جاءت اتفاقية كامب ديفيد لتقويض الانتصار .. وكانت تحيطها الشكوك .. والتساؤل الآن نطرحه هنا : هل استخدم اليهود الرشوة لتقويض الانتصار وتحييد مصر لضمان استمرار الانفصال.؟ > مصر لم تكن إطلاقا ًفي حاجة إلى اتفاقية كامب ديفيد ..وإلى مفاوضات استسلام مع العدو اليهودي. > لكن السادات كان يردد قائلا ًبأن 99% من الأوراق بيد أمريكا . أية أوراق يا مرتشي .!؟ وقد استمر الاحتفال بيوم العبور بعد كامب ديفيد بطعم مختلف ..مثل طعم ثمار فاسدة ما عادت صالحة للأكل ..وقد كان ما يشتهيه الشعب المصري هو أن يستمر طعم ذكرى العبور مثل طعم عسل النحل لا يفسد أبد الدهر . > فبعد التوقيع على كامب ديفيد بملحقاتها السرية الخيانية ما الفرق بين السادات و الملك حسين بن طلال من حيث خدمة الاحتلال اليهودي للأرض العربية الإسلامية المسجد الأقصى أولى القبلتين.؟ وقصة الملك حسين كانت عجيبة جداً جداً .. و الأعجب إنه تبرع بنفسه عبر التلفزيون الإسرائيلي بالاعتراف بالوقوف إلى جانب دولة الاحتلال اليهودي ضد عبور الجيش المصري في 6أكتوبر المجيد . وتبدأ القصة المقززة بأسلوب سلس رائع وكأنها فقرة في رواية كتبها نجيب محفوظ أو يوسف السباعي أو توفيق الحكيم . > طائرة هيليكوبتر تحط في مطار سري في تل أبيب .. يقودها طيار شركسي يدعى أزمقنا ..ينزل منها شخص قصير القامة . > تستطيع أن تستشف إنه ضيف مهم للغاية .. من مراسم الاستقبال .. ومؤسف جدا ًلو كان هذا الضيف شخصية عربية .. لكن هل يمكن أن تكون عربية ممسوخة ومشوهة لصالح خدمة الاحتلال اليهودي في فلسطين ..؟ نعم . > الضيف كان هو الملك حسين بن طلال ملك المملكة (الهاشمية). > وفور نزوله من الطائرة توجه إلى منزل غولدا مائير .. في تل أبيب ليخبرها أن مصر وسوريا قررتا شن حرب على إسرائيل خلال الساعات القليلة القادمة . > يقصد يوم 6أكتوبر المجيد الذي إضاعته الرشوة والخيانة من رئيس الدولة المصرية .. بكامب ديفيد . > وقد اعترف الملك حسين بذلك في وقت لاحق قدر إنه مناسب .. و ما جعله مناسباً للاعتراف هو قتل نشوة الفرح في النفوس بالتفاوض مع دولة الاحتلال الموروث في اسرائيل .. و التوقيع على كامب ديفيد . وظل هذا اللقاء التلفزيوني الذي اعترف فيه الملك حسين مجهولاً إلى أن اختلف مع السعودية قبيل حرب الخليج الأولى بعد أن شن السعوديون عليه حملة إعلامية شرسة قادها الأمير بندر و بدأها بمقال نشره في جريدة أمريكية ثم قام الصحافيان عبد الرحمن الراشد وعثمان العمير ومن خلال شركة أسساها في لندن بإنتاج برنامج تلفزيوني حصلا به على شرائط من التلفزيون الإسرائيلي .. ومنها الشريط الذي يتضمن اعتراف الملك حسين بالسفر الى تل أبيب للإبلاغ بالحرب . > وبعد عرض الشريط في محطة إم بي سي التي تمتلكها زوجة الملك فهد غضب الملك حسين وعقد مؤتمراً صحافياً في قاعدة المفرق الجوية عرضه التلفزيون الأردني . > هاجم الملك حسين في مؤتمره قناة البي بي سي .. ومن يقف وراءها . والقناة ما فعلت شيء يخرجها من المهنية .. فقد بثت مادة اعترف فيها حسين بن طلال .. والغريب إنه كان من إذاعة عمان قبيل العبور يؤيد بشدة الهجوم المصري .. وأكثر من ذلك أرسل فرقة دبابات إلى سوريا . > كانت خدعة للتغطية على جريمته .. وقائد الفرقة هذي كان مصيره التصفية الجسدية طبعاً . > فقد اكتشف الخدعة وغضب وتمرد بفرقته و حاصر مقر نائب الملك الأمير حسين . > والبشير استحق من السيسي نجمة الإنجاز لمشاركته في العبور .. لكن في ذكراها التي مرت بعد تقويض إنجاز العبور بكامب ديفيد . غداً نلتقي بإذن الله.

خالد كسلا

الانتباهة