الهندي عز الدين

شكراً سيدي الرئيس .. مبروك يا شعبنا الصبور


{يصل قطار الحوار الوطني اليوم محطته الأخيرة، ليسدل الستار على مداولات طويلة وشاقة امتدت لأكثر من عامين، خلصت – ولله الحمد – إلى اتفاق كبير، وتوافق منقطع النظير على مخرجات الجدل الوطني المثمر والمفيد لبناء دولة الحرية .. والعدالة .. والرفاهية .
{لقد عاد للحوار الذين نزلوا من القطار، مثل قوى المستقبل للتغيير وتحالف القوى الوطنية، وانضم إليهم السياسي الواعي السيد “مبارك الفاضل المهدي” فلحقوا بالركب جميعاً قبل نهايات الحوار.
{ ولا شك أنهم أحسنوا التقدير، واستوعبوا المشهد، وعلموا أن هناك متغيرات سياسية حقيقية ستشهدها بلادنا خلال المرحلة المقبلة، ونحن في (موسم حصاد) الحوار الوطني .
{أما الواهمون المتخندقون في كيانات بالية ومواقف متكلسة، مثل أحزاب (تحالف قوى الإجماع الوطني)، فدعهم في غيهم يعمهون، غير أنهم بانتهازيتهم السياسية المعروفة سيهبون من ثباتهم للإفادة من كل ثمرة وفائدة من مخرجات الحوار الوطني، كما فعلوا بتسابقهم لعقد الندوات الجماهيرية في الميادين العامة عقب لقاء (الوثبة) الذي قاطعوه قبل نحو ثلاثة أعوام !!
{فليتفاءل شعبنا الصابر الكريم خيراً بنتائج هذا الحوار، ولتسعَ كل مؤسسات الدولة جاهدة لتنزيل وتطبيق التوصيات كما هي، دون حذف أو تبديل أو تسويف والتفاف .
{العبرة بالنهايات، وتبدو النهايات كما نراها سعيدة، فغير التوصيات الكثيرة التي لاقت إجماعاً من قوى سياسية مختلفة فاقت الـ(90) حزباً وحركة، فإن انضمام قيادات سياسية ذات وزن وقيمة وعلاقات دولية مثل “مبارك الفاضل” يمثل دفعة جديدة ونوعية للحوار الوطني، ومسارات تنفيذ مخرجاته عبر حكومة الوفاق الوطني المرتقبة .
{أما قول الولايات المتحدة الأمريكية بأن يكون هذا الحوار تمهيداً لآخر يبدأ من جديد، فإن ذلك من تخرصات الحركة الشعبية – قطاع الشمال، وإننا نربأ بأمريكا العظمى أن تكون تصريحات المتحدثين باسمها مجرد صدى لتصريحات وبيانات السيد “ياسر عرمان” !!
{ثم أن هذا الحوار يخص أهل السودان، ولا علاقة له بأمريكا وشعبها، فهل يمكننا بالمقابل أن نطالب بتأجيل موعد الانتخابات الأمريكية أو استبعاد المرشح الأخرق “ترامب” ؟!
{هل إذا خدعتنا أمريكا للمرة الخمسين وقامت بذر الرماد فوق عيوننا، وضحكت على مسؤولي وزارة ماليتنا وبنكنا المركزي المساكين بالسماح لتحويلات (شخصية) غير ذات أثر وقيمة على اقتصادنا الوطني، مع تحويلات لأغراض (إنسانية) لاستغلالها قريباً في دعم الحركة الشعبية عبر حسابات (المنظمات) بالبنوك، بعد الموافقة على الإغاثة القادمة من “أصوصا” الإثيوبية إلى جبال النوبة والنيل الأزرق، وهو ما يسعى لتمريره الوسيط “أمبيكي” خلال الأيام المقبلة.
{ هل هذا الهباء يتيح لأمريكا الكذابة أن تطالب بتأجيل حوار الشعب السوداني وضرب انتصارات القوات المسلحة في مقتل بتمرير (الإغاثات المسلحة) من “إثيوبيا” أكبر داعم إقليمي للحركة الشعبية وانفصال جنوب السودان ؟!
{إننا في هذا اليوم الوطني البهيج، لابد أن نحيي قائد الحوار الوطني والداعي له الرئيس “عمر البشير”، الذي أطلق النداء وتعهد بالرعاية والتزم بالتنفيذ .. شكراً سيدي الرئيس.
{وشكراً لكل الذين شاركوا .. وتعبوا .. وأرهقوا على مدى عامين من الجدل الوطني العظيم .
{مبروك للشعب السوداني توافق ممثليه وأبنائه على الوثيقة الوطنية الجامعة.. أساس الدستور الشامل والدائم بإذن الله.

المجهر