سياسية

الرئيس: لا مجال بعد اليوم للتعبير عن المواقف بالعنف


(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وشاورهم في الأمر).. كانت هذه هي مدخل وبداية الجلسة الختامية لاعمال المؤتمر العام لحوار الوطني، كانت هذه الآيات بمثابة صلح ورضاء لمن يهمه الأمر، وكانت في مناسبة تحتاج لمثل ذلك وربما تكون قد غسلت الكثير في قلوب الحاضرين، انه يوم تاريخي عظيم في حكومة السودان، وحظيت بمشاركة كبيرة وواسعة جداً من قبل رئيس دولة تشاد رئيس الاتحاد الافريقي، ورئيس الجامعة الدول العربية رئيس دولة مورتانيا، والامين العام الجامعة العربية، ورئيس جمهورية مصر ومديري الادارات السياسية وممثل الحكومة الصينية، وقيادات وطنية وسياسية ودستورية متمثلة في المجتمع السوداني الثقافي والابداعي وبعثات اعلامية من اجل تغطية هذا الحدث الوطني من أجل حوار غير مسبوق ولم يشهده السودان لفترة (60) عاماً.

تمديد وقف النار
وأعلن الرئيس عمر البشير في كلمته عن تمديد وقف إطلاق النار في إقليم دارفور ومنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق إلى نهاية العام الجاري 2016، وتكوين آلية قومية جامعة من أجل إعداد دستور شامل ودائم للبلاد.
وتسلم البشير الوثيقة الوطنية المنبثقة عن الحوار الذي امتد لأكثر من عامين في بلاده وسط أجواء احتفالية في قاعة الصداقة بالخرطوم بحضور زعماء عرب وأفارقة وممثلين عن روسيا والصين.
وقال الرئيس عمر البشير إن الوثيقة الوطنية ستظل متاحة لكل من أراد التوقيع عليها من الأحزاب والمعارضة والحركات المسلحة التي مازالت تمانع في الانضمام للحوار.
واعتبر البشير أنه بختام مؤتمر الحوار تكون البلاد قد أكملت فصلاً مهماً وأساسياً من مشروع (الوثبة) في مسارها المتصل بإصلاح البيئة السياسية، وهو إصلاح يرجى منه تحقيق توافق سياسي بين القوى السياسية ومكونات المجتمع.
تنفيذ الوثيقة
وجدد الرئيس الالتزام الكامل بتنفيذ الوثيقة الوطنية، وقال إنه لا مجال بعد إقرارها لأي شكل من أشكال توظيف العنف في الممارسة السياسية.
وشدد على أن مشروع (الوثبة) قد أفلح في عقد حوار سوداني ـــ سوداني خالص، اتسم بالموضوعية والعلمية وشمولية موضوعاته وسعة حرياته، ولم تُحجر فيه على أحد المشاركة في إبداء الرأي وطرح الأفكار والخيارات والبدائل.
وقرر البشير إجراء التشاور اللازم للتوافق مع القوى السياسية والمجتمعية لتكوين آلية لمتابعة وتأكيد تنفيذ توصيات الحوار الوطني العام بشقيه السياسي والمجتمعي.
وأكد الشروع في بناء استراتيجية قومية على هدى المخرجات وفي ضوء برنامج إصلاح أجهزة الدولة، وما تستلزمه من مراجعة وتعديل للسياسات والتشريعات بما يتسق وهذه المخرجات. وشكر البشير نظراءه من الرؤساء الذين شاركوا في هذا الحدث التاريخي والمفصلي والعرس الكبير للسودان.
قرارات مصيرية
ومن ناحيته أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر على تحقيق الأمن والرخاء للمواطنين السودانيين كافة، مشيداً بتوقيع السودان على خريطة الطريق المقدمة من آلية الواسطة الإفريقية في مارس الماضي وحرصهم على الاستجابة للمساعي الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في أنحاء السودان كافة.
وقال السيسي إن مصر مستعدة للقيام بكل مسعى وبذل كل جهد لدعم السودانيين، وحرصها الدائم على نشر التنمية والازدهار في ربوعه.
وأعرب السيسي عن سعادته بتأكيد السودان على الترحيب بفتح باب الحوار بين القوى والفصائل السودانية كافة.
وأشاد السيسي بشجاعة رئيس السودان عمر البشير كرجل دولة في اتخاذ القرارات المصيرية التي يكون من شأنها الحفاظ على مصالح السودان العليا، والعمل على وحدة الصف السوداني.
وأضاف قائلاً: أثق في أن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجددًا من استكمال الطريق باتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه في إطار الحوار الوطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف تصحيح الأوضاع الاقتصادية وتحقيق آمال الشعب السوداني في الأمان والاستقرار.
وشدد السيسي على دعم مصر التام للجهود التي تقوم بها آلية الواسطة الإفريقية، مطالباً القوى المخلصة كافة بالتوصل إلى مظلة سياسية يتحرك في إطارها كل وطني.
تعزيز للسلام
وفي ذات السياق طالب إدريس ديبي الممانعين للحوار بالانخراط فيه باعتباره عملاً وطنياً يعزز السلام والاستقرار والمصالحة الوطنية، مؤكداً دعم بلاده لمؤتمر الحوار الوطني الذى شاركت فيه الأحزاب والحركات المسلحة والشخصيات القومية من أجل تحقيق الوفاق والرضاء بين أهل السودان .
وأوضح لدى مخاطبته اليوم الجلسة الختامية للجمعية العمومية للحوار الوطني، أن النتائج التي توصل إليها المؤتمر ستسهم في تحقيق الديمقراطية والحكم الرشيد في السودان، داعياً دول القارة الإفريقية للاستفادة من التجربة السودانية في إدارة الحوار، مشيرا إلى الصراعات التي تشهدها عدد من الدول الإفريقية فى مالي والجابون وإفريقيا الوسطى وليبيا، مبيناً أن هذه النزاعات تسببت في تعطيل مسيرة التنمية في القارة الإفريقية.
وأشاد ديبي بالروح السامية التي سادت أجواء الحوار الوطني بين مختلف الفرقاء السودانيين، مبيناً أنه على يقين بأن هذا الحوار سيحقق التوافق الوطني لأهل السودان، مؤكداً ثقته في تنفيذ رئيس الجمهورية مقررات وتوصيات مؤتمر الحوار وصولاً الى سودان واحد موحد يسع الجميع .
تهنئة البشير
ومن ناحيته أكد الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، أن حكومة بلاده تدفع بكل ما في وسعها لدعم السودان من أجل تحقيق السلام والاستقرار، وقال إنه حضر ليهنئ الرئيس البشير والشعب السوداني بهذا الإنجاز الذي تحقق والتوافق الوطني.
وقال موسفيني في كلمته إن ما يعانيه السودان لستين عاماً من مشكلات، تعاني منها يوغندا والدول الإفريقية الأخرى، والتي تتمثل في الهوية وغيرها. وأوضح موسفيني أن تقدم البلاد وتطورها وتقديم الخدمات من تعليم وصحة وسكن للمواطن وتوفير الوظائف ليس بالهوية.
وأشار إلى ضرورة أن يتناقش السياسيون حول مسألة التقدم والتطور في البلاد وربطها بالهوية، مؤكداً أنها مهمة ولكنها ليست من الأولويات.
ونوه موسفيني بتجاوز مرحلة سوء التفاهم بين كمبالا والخرطوم، وقال إن بعض السودانيين أسهموا في تقريب وجهات النظر بين البلدين.
وأضاف قائلاً: نحن في يوغندا ضيعنا كثيراً من الفرص بسبب الحرب في السودان، لأن بلاده ليست مقفولة، وإنما تربطها بحيرة فكتوريا والتي قال إنه لا يمكن استغلالها بسبب تلك الحرب.
فك ارتباط
الرئيس الموريتاني محمد ود عبد العزيز قال: كنت في ارتباط ولكن عزمت على ان اكون من ضمن المشاركين في الحوار تقديراً لرئاسة الجمهورية والسودان وشعبه لهذه المناسبة العظيمة، ونحن سعيدون بأن حكومة السودان تجاوزت هذه المحنة وحظيت بأن تجمع ويتفق الناس في مشاركة الحوار الوطني نسبة لشخصياته التي كلفت الى لجانه التي عملت بهمة وانجزت ولم تعجز.
الإنجاز والاستثمار
ممثل الحكومة الصينية قال انه سعيد بحضور جلسة الحوار الوطني في السودان، وهذا الحدث السياسي المهم وما شاهده من تقدم السياسة في السودان، وتمني في هذه الجلسة ان تقوم بدور مهم في المستقبل لحقوق الانسان وشعبه، وقال إن السودان دولة عقيدة وفكر لذلك لا بد من الاتحاد ومن اجل الانجازات والاستثمارات التي حققها السودان، واضاف قائلاً: التمسنا من الشعب السوداني الترحاب في الشراكة الصينية الناجحة مع التقديم والدعم الذي يحقق تنمية لأنه صاحب حضارة عريقة، ونحن نشاهد جهداً كبيراً من الشعب السوداني عامة.
استقرار سياسي
وفي ذات السياق قال نائب وزير الخارجية الروسي مخائيل افونوف انه سعيد بمشاركته في اختتام جلسات الحوار العام، وهو حدث تاريخي لرئاسة الجمهورية ومشترك من نظام الدولة، واعتبر هذه مساهمة من اجل تحقيق السلام في البلاد واستقرار سياسي مهم في المرحلة المقبلة، واضاف قائلاً: نحن نحيي الجهود السودانية والتعاون المشترك بين الرئيس وشعبه، ونحن على قناعة بأن ما شهدناه في هذا اليوم سوف يؤدي الي سلام واستقرار للسودان وحدوده، ونحن ما شهدناه يجعلنا نطمئن إلى الاستثمار في السودان وتقدم العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، ونحن مستعدون لمواصلة الدعم لهذه الدولة المستقبلية
دعم الحوار
احمد ابو الغيط الامين العام للجامعة الدول العربية قال: نحن لبينا الدعوة نسبة لاحزاب المشاركة دعماً وترحيباً منا في الجامعة العربية، وهذا يعتبر دعماً للحوار في السودان من اجل الحوار الوطني، لذلك نحن في الجامعة العربية دعمنا الحوار من قبل اكتوبر، وكان هدفنا ان ننظر الى الحركات المسلحة واتفاق الاحزاب السياسية، وكنا في متابعة دائمة لمعرفة كيفية وصول الحوار الي ختامه الى ان وصلنا الى توقيع خريطة الطريق. وكان هذا دافعاً الى انجاح الحوار الوطني، وكثيرا ما نوهنا بذلك من اجل ان تتوصل الاحزاب والقوة السياسية الى هذا الاتفاق والدستور، وستظل الدول العربية داعمة لسودان في مسيرته بالاتفاق مع جميع الافرا د من اجل اعلاء قيمة السودان الوطنية بكل شفافية من اجل التواصل بين الشعبين، وانا ادعو اليوم من الخرطوم إلى الاستفادة من الشجاعة السودانية والاتفاقية السودانية.
تسامح وتعايش
الأمين العام للحوار الوطني أ. د. هاشم علي سالم، قال إن الحوار الوطني خرج بتوافق كامل حول كل القضايا السياسية والاجتماعية بصورة لم يشهدها السودان خلال الستين عاماً الماضية، جسدته قيادات خرجت من الحزبية الضيقة إلى مصالح البلاد العامة.
وأضاف سالم أن الحوار شهد مشاركة (90) حزباً و (34) حركة مسلحة و (75) شخصية قومية لها أثر فكري واجتماعي.
وأشار إلى أن القيادات ورموز القوى السياسية جسدت في الحوار معاني التسامح والتعايش، وقدمت تنازلات تأكيداً لوحدة وتماسك أهل السودان.
وأوضح سالم أن أعمال وجلسات الحوار اتسمت بالشفافية الكاملة والجدية، الأمر الذي أدى إلى الخروج بتوصيات فاعلة وبناءة لمعالجة كل القضايا وتحقيق التراضي الوطني.
وقال إن الأمانة العامة للحوار بذلت جهوداً كبيرة لتهيئة البيئة لتمكين لجان الحوار من أداء مهامها، حيث وفرت كل الخدمات التي تتطلبها أعمال اللجان، بجانب المؤتمر المجتمعي الذي شمل كل أنحاء البلاد.
وأوضح أن الأمانة قامت بتأسيس أمانات مرنة وفاعلة ناقشت القضايا الست المتمثلة في: الحكم والإدارة والسلام والهوية والعلاقات الخارجية بكل مهنية واقتدار عبر حوار وطني صادق أدى إلى توصيات جيدة تمكن من تحقيق التنمية المستدامة والتطور والتحول الديمقراطي في بالبلاد.

الانتباهة