اسحق احمد فضل الله

ضد حميدة


حميدة.. وزير الصحة لو أنه كان يعرف النكات الشعبية لحدثناه عن الفتاة تلك. > الفتاة تبلغ الشرطة أن جارها يمشي عارياً. وضابط الشرطة حين يأتي إلى بيت الفتاة لا يجد إلا جداراً مرتفعاً. > وحين يقول للفتاة انه لا يرى الجار العريان تقول له وهي ساخطة: كيف تقول هذا؟ اجذب هذه المنضدة إلى تحت الحائط وضع كرسياً عليها واصعد على الكرسي فتراه يمشي عارياً. وحميدة يقول للناس إن جهة تمشي خلف إضراب الأطباء عارية. > وحميدة لو أنه يعرف مسرحاً لحدثناه عن مشهد في مسرحية يوليوس قيصر. > وفي المشهد الناس ينطلقون غاضبين للانتقام ممن قتلوا قيصر. > ويلقون أحداً وحين يسألونه عن اسمه يقول اسمي سينكا. > واحد ممن قتلوا قيصر اسمه سينكا. > والجماهير تصرخ سينكا.. اقتلوه فهو من القتلة. > والرجل يقول لا.. لا.. لست سينكا القاتل.. أنا سينكا الشاعر «وكان سينكا شاعراً يحمل الاسم ذاته مصادفة > والجماهير تصرخ.. سينكا؟ اقتلوه من أجل أشعاره القبيحة.. > حميدة يجهل أنه إن أثبت للناس أن الإضراب سياسي وشيوعي فإن الجماهير بعد أن يطلقها حميدة.. تقول اقتلوا وأحرقوا لأن الأسعار ارتفعت.. حميدة لا يعرف طبع الجمهور الغاضب > وحميدة لو أنه يعرف السينما لحدثناه عن ثورة السفينة بونتي. > فدكتور حميدة.. يقول من هنا إن الإضراب سياسي وليس بسبب نقص معدات المستشفيات. > وحميدة من هناك يخرج من المخازن شحنة ضخمة من المعدات كانت مغلقة خلف الأبواب. > وثورة السفينة بونتي كان ما يشعلها هو مشهد ضابط على سفينة يحجز الطعام الجيد ويجعل البحارة يأكلون أطعمة يتجارى فيها الدود. > البحارة كانوا يأكلون راضين حتى رأوا الأطعمة السليمة. عندها أطلقوا الثورة > وحميدة يزعم هو أو غيره أن القطاع الخاص تذهب مستشفياته لإفساد المستشفيات الحكومية حتى يتجه الناس اليها. > وحميدة لو كان يعرف الأدب العربي لحدثناه بحديث زياد بن أبيه. > وزياد بن أبيه أحد خدمه يشاتم رجلاً. > والرجل يشتم زياداً ويمرمط به الأرض. > والخادم حين يشكو الرجل لزياد يقول له هذا: لكن من هو الذي جعل هذا الرجل يشتمنا. وحميدة وزير الصحة إن كانت إشاعة المستشفيات الخاصة التي تقتل المستشفى العمومي صحيحة فهو إذن من صنع هذا والاشاعة إن كانت كاذبة فالسيد حميدة بما يصنع هو من يجعل الاشاعة هذه تنطلق ولها أجنحة > والدولة إن كانت تعرف التاريخ حدثناها بحديث الحجاج. > وأيام الحجاج بعض من يشتبك مع أحد عمال الحجاج (العمال هناك هم الولاة) يشكونه للحجاج. > والرجل يثبت للحجاج أنه بريء.. وكان بريئاً بالفعل > والحجاج يقول للرجل : أعرف والله أنك صادق لكن في قتلك صلاح لنفوس الناس.. يا حرسي.. اضرب عنقه الدولة التي تبدأ اليوم الحادي عشر من أكتوبر إصلاحاً شاملاً عليها أن تبدأ بشيءٍ مهم > اضربوا عنق حميدة مهما كان.. وبلغة الحجاج الذي يعرف النفوس > فالدكتور حميدة إن لم يكن أحد قتلة القيصر.. فالضرورة تلزم بقتله لأشعاره القبيحة.

الانتباهة