صلاح حبيب

عرس السودان الكبير!!


ما أكثر أعراس السودانيين، ولكن أحياناً يكون العرس ناقصاً مما يفسد عظمة تلك المناسبة، وكنا نأمل أن يأتي كل الممانعين والمعارضين للمشاركة فيه، بالأمس ازدانت قاعة الصداقة بالخرطوم في واحد من أعراسها الكبيرة وهو عرس السودان الكبير الذي تجسدت فيه عظمة وعبقرية الإنسان السوداني، كان بالأمس واحد من الأيام التي ينتظرها الشعب لطي صفحة من صفحات البؤس والشقاء، تجمع داخل القاعة أكثر من تسعين حزباً سياسياً، بالإضافة إلى منظمات المجتمع السوداني والإعلاميين الذين ضاقت بهم ردهات القاعة في أبهى صورة.. وزاد بهاء القاعة الرؤساء الذين جاءوا للمشاركة في عرس السودان بانتهاء الحوار الوطني وتسليم الوثيقة التي وقع عليها أمس، كان من بين الرؤساء “عبد الفتاح السيسي” الرئيس المصري و”إدريس دبي” الرئيس التشادي و”محمد ولد عبد العزيز” رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية والرئيس اليوغندي “يوري موسفيني”.

الوثيقة التي وقع عليها والمخرجات التي حملتها تؤكد على أن هذا الشعب به من العلماء والمفكرين يستطيعون أن يضعوا لهذا الشعب وطناً آمناً ومستقراً، إذا ما توافقوا.. ولكن مشكلة بعض الساسة أو المواطنين السودانيين يحبون أن يعارضوا أنفسهم، ولغة الحوار أحياناً بعيدة كل البعد عنهم مما يفسرون كل عمل جميل يتم الاتفاق عليه.. فالوطن الذي أخرج المستعمر بأقل الخسائر كان بالإمكان الجميع أن يحافظوا عليه، لأن الإحساس الداخلي لدى كل واحد يؤكد أن الاختلاف أحياناً يكون على الصغائر وليست على الكبائر.. وقد لاحظنا حب المشاركين في الاحتفال عندما تفاعلوا مع الأغاني العرضية الحماسية التي أداها عدد من المغنيين السودانيين أمثال “عبد القادر سالم” و”فرفور” و”سيف الجامعة” و”إحساس” و”حمد الريح” و”مجذوب أونسة” تفاعل الساسة بكل فئاتهم مع هذه الأغاني، يؤكد أننا شعب متسامح ويمكن أن تغسل مثل تلك الأغاني أحزانه وضغائنه ومشاكله.
أن المخرجات التي حملتها الوثيقة تنم عن جهد كبير قد بذل وبالإمكان أن تكون حلاً لكل مشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن يبقى تنفيذ تلك المخرجات الجميلة التي تجعل لنا سوداناً جديداً بلا خلافات ولا صراعات، وحتى رؤساء الدول الذين شاركوا في هذا الاحتفال وتحدثوا ربما حسدوا هذا الشعب على وطنيته وغيرته الشديدة عندما تفاعل الجميع مع عزة في هواك والمقاطع الأخرى التي نظم شعرها مبدعي بلادي، كما أبدعت الشاعرة والأديبة “روضة الحاج بالقصيدة العصماء التي مزجت فيها روح الحوار بروح أكتوبر الأخضر. عموماً هنيئاً لهذا الوطن وهنيئاً للقائمين على أمره بهذا الجهد الكبير الذي نأمل أن يكون التنفيذ في أقرب وقت.

المجهر