مقالات متنوعة

اخر العروض


المؤتمر الوطني مثلما قام بإنتاج مسرحية الانتخابات الماضية وقدم عروضها واحتفل بنهايتها في ظل غياب تام للجمهور إلا من الذين قاموا بأداء أدوار مدفوعة الأجر،وبعدما صرف عليها ما صرف من أموال الدولة دون أن يرف له جفن في الوقت الذي يعاني المواطن الأمرين، هاهو اليوم يحتفل بنهاية مسرحية الحوار التي استمرت عامين وبنفس الطريقة، وبهذا سيضع مخرجاته جانباً ليتسعد لمسرحية جديدة .

أمس قدم المؤتمر الوطني آخر عروض مسرحية الحوار وسلمت مخرجاته في احتفال بدا لي جنائزيلا يحملأي معنى جميل، و يبدو واضحاًأن الناس قد حشدوا له دون إرادة، ولذلك يتحرك الجميع كما الآلات ودون إحساسأو شعور، أما المسئولون فأحسست أن الأقنعة ستقع من على وجوههموهم يرقصون على أنغام أغنية أنا أفريقي أنا سوداني .

بعد عامين من الصرف على الحوار من حر مال الشعب ينتهى بذات الدراما التي انتهت بها الانتخابات،وإذا حسبنا ماصرف عليه مؤكد سيكون رقماً خرافياً يمكنه أن يحدث نقلة كاملة في نظام التعليم المتهاوي أو نظام الصحة المدمر مع سبق الإصرار والترصد وغيرها من خدمات ملحة لا يجدها المواطن إلا بشق الأنفس .

عند بداية الحوار جئت بفتوى من عنديتحرمه وما زلت مقتنعة بأنه حرام وكل من شارك فيه مذنب، فمن خلال الحوار الحكومة تمارس العنف ضد الشعب وتنتهك حقوقه لأن لا أحد يمثله وكل يمثل نفسه، ولكن حكومة المؤتمر الوطنى لا يهمها الحرام ولا تخافهأصلاً ولا تهتم باتهامات المواطن لها، وإن لم يكن المجتمع الدولي نفسه منافق لاتخذ من الحوار دليلاً قاطعاً يدين الحكومة والمشاركين فيه أحزاباً كانوا أم حركات .

الحوار ليس له أية ضرورة في الوقت الراهن ولا يحل مشكلة للمواطن الذي يحتاج إلى أن تنشغل به الحكومة وبقضاياه، محتاج لأن تصرف عليه الأموالوليس على مسرحيات خاوية تهدر فيها الأموال من أجل أن يرضي المؤتمر الوطني نفسه، فالأموال التي صرفت في الحوار منذ الإعداد وحتى الجلسة الختامية والاحتفالات يبدو إنها كثيرة .

في كل مرة المؤتمر الوطني يخرج لنا بحكاية وسيناريو ويقدم عروضه التيلا تعكس إلا الزيف والخداع الذي أصبح يميز كل مشاريعه وهو بذلك يؤذي الشعب نفسياً وسياسياً واقتصادياًواجتماعياً، وكل الذي يفعله الآن لا يثبت براءته بقدر ما يدينه و27 سنة تكفي للحكم عليه، فإلى متى سيظل يحاول إثبات واقع غير موجود وإلى متى يستحمله المواطن،فإن كان جاداً ويحترم السودان وشعبه ويريد له الخير فليعتذر له ويرحل وسيكون قد قدم أعظم خدمة وإنجاز .

المؤتمر الوطني أثبت بنفسه أنه حزب عاجز لا يملك أيةإمكانات سياسية لذلك ظل يعيش على التأليف والتمثيل والدراما، و الحوار واحد من العروض المسرحية التي ظل يقدمها مدعومة بالفساد ليحافظ على السلطة أطول فترة ممكنة وقد نجح ، وهذه هي حدود مقدراته ويمكنه أن يأتي بألف مسرحية ولكن لن يتحمل المسرح .

اسماء محمدجمعة

التيار