صلاح الدين عووضة

مزرعة الرئيس!!


*سقط حسين خوجلي ليلة الأربعاء..

*وهو سقوط له (إيقاع) يمكن أن يُفهم بمعنيين..

*سقوط مجازي متعلق بحواره الذي أجراه مع الرئيس..

*وآخر حقيقي حالت معجزة بينه وبين حدوثه..

*والمعنيان لا ينفصمان- على أية حال- عن بعضهما البعض..

*فحسين كان يجلس على (حافة) المقعد الوثير..

*أو بالأصح ، على حافة الحافة حتى كاد المشاهد ذاته يحس بأنه سيقع..

*وهو شعور نفسي أشبه بانتقال عدوى التثاؤب..

*ولا تفسير لعدم الراحة هذه سوى أن الجالس نفسه لم يكن مرتاحاً..

*فمن الواضح أنه كان يستشعر خوفاً لا مبرر له..

*أو إنه لم يعد نفسه جيداً لهذا الحوار بسبب ضيق الوقت..

*أو أن التجاذبات السياسية بين جنبيه جعلته يرهق أعصابه برقابة ذاتية..

*أو أن اعتذار ياسر يوسف جعله يحس برهبة الموقف..

*ومهما يكن فإننا لم نشاهد حسين خوجلي- مفترع المدهشات- الذي نعرفه..

*ومن بين ثنايا هذه المدهشات جرأة لا يخطئها الحدس..

*وفي ظني أن البشير نفسه ما كان يريد من (يقنطِّر له ليشوت)..

*أو من يأتيه بالكرة من داخل المرمى..

*أو من يمارس معه (كرم) مدافع المريخ صلاح نمر..

*فكل الدلائل تشير إلى أنه كان متهيئاً لساخن الأسئلة ، لا ناعمها..

*فهذا ما تحتاجه طبيعة مرحلة ما بعد الحوار..

*ولكن صاحب (الإيقاع) خذل الناس بأسئلة افتقرت إلى أي (إيقاع)..

*أسئلة (مقيدة) جاءت إجابات الرئيس عنها أكثر (حرية)..

*أسئلة تشبه تلفزيون السودان الرسمي لا فضائية (الحق والخير والجمال)..

*ومن أسئلة حسين الملساء ذاك الخاص بالمعيشة..

*فهو اكتفى بسؤال خجول عن واقع الاقتصاد المتردي وتأثر الناس به..

*وكانت إجابة الرئيس أنه نفسه واقع تحت تأثيره..

*أو هذا ما عناه- ضمناً- وهو يتحدث عن مزرعة ترفده بدخل إضافي..

*وقال إن أجره كرئيس لا يغطي احتياجاته المعيشية..

*وهذه إفادة تُحسب للبشير مقابل نظراء له- بعالمنا الثالث- متهمون بالفساد..

*ولكنها إفادة تتعارض مع الإشارة لتحسن الاقتصاد..

*وتنسف مزاعم كلٍّ من وزير المالية ومحافظ بنك السودان و(ربيع عبد العاطي)..

*فليس صحيحاً- إذاً- أن ما قبل الإنقاذ كان أسوأ..

*وإلا لما كان نميري قد اكتفى بمخصصاته كرئيس جمهورية..

*ولا الصادق ولا الأزهري ولا المحجوب ولا عبود..

*ولا غالب بقية العاملين بالدولة الذين كانوا (يوفرون) من أجورهم..

*وسقطت (مشاريع) هذه الأسئلة من جعبة السائل..

*تماما كما كاد هو نفسه (يسقط !!!).

الصيحة